صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


لنشر الشائعات.. لجان إخوانية تستهدف سرقة «حسابات» السوشيال ميديا

محمد قنديل- ياسمين سامي

الأحد، 20 يونيو 2021 - 09:22 م

- أحد الضحايا: ‮«‬الهاكر‮» ‬استولى‭ ‬على‭ ‬حسابي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رابط‭ ‬مزيف‭.. ‬واستعدته‭ ‬بجهود‭ ‬مباحث‭ ‬الإنترنت 

- منشقون: ‬الكتائب‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬الجماعة‭ ‬بلندن‭ ‬وتتقاضى‭ ‬رواتب‭ ‬ثابتة‭.. ‬وبدأت‭ ‬بشركة‭ ‬‮«‬سلسبيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬خيرت‭ ‬الشاطر

الفشل الذريع هو نتيجة كل محاولات الإخوان الإرهابية فى إحياء الفتن ونشر الشائعات المغرضة التى تستهدف ضرب مؤسسات الدولة المصرية والتشكيك فى مسار التنمية، وعلى الرغم من دحض معظم محاولاتهم وتجفيف مصادر تمويل أبواقهم ولجانهم الإلكترونية التى فقدت مصداقيتها، تستمر بعض المجموعات فى محاولاتها لنشر ما يشتت جهود المسئولين، وهذا ما حدث فى الآونة الأخيرة حيث تمت سرقة حسابات بعض الشخصيات التى تتمتع بمصداقية على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل نشر معلومات مغلوطة على ألسنتهم والترويج لها، حتى يتم تداولها، بالإضافة إلى إرسال دعوات للإعجاب بصفحاتهم وحساباتهم وذلك من خلال مجموعات من قراصنة طيور الظلام والتى لم تنجح أيضًا فى مخططاتها.. ترصد "الأخبار" سرقة حسابات بعض الشخصيات التى تتمتع بمصداقية على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل "هاكرز" أو قراصنة ينتمون للإخوان الإرهابية من أجل نشر الشائعات. 

تفاجأ عادل نصار، 32 سنة، من محافظة القاهرة، بسرقة حسابه على "فيس بوك" حيث حاول مرارا وتكرارا الدخول إليه إلا أن الموقع يخبره أن كلمة المرور السرية قد تم تغييرها على الرغم من أنه لم يقم بذلك، حاول العودة إلى البريد الإلكترونى لاستعادته ليجد أن البريد هو الآخر تم تغيير كلمته السرية، ظل على مدار 24 ساعة يحاول استعادة حسابه بمساعدة بعض المتخصصين من معارفه وأصدقائه دون جدوى.

"فجأة لقيت صحابى ومعارفى كلهم بيتصلوا بيا وبيسألونى إيه اللى نشرته ده على الاكاونت مع انى منشرتش حاجة" هكذا قال عادل لـ "الأخبار" حيث فوجئ أن زوجته تخبره أنه نشر خبرا عن وفاة إعلامى شهير على الرغم من أنه لم ينشر شيئًا، وتداولته بعض الحسابات ذات الأسماء المستعارة وعلق بعض الأصدقاء متسائلين عن مصدر الخبر، ليقوم بانشاء حساب اخر ليوضح ان هذا الحساب مسروق وأنه لم ينشر شيئًا إلا أن "الهاكر" السارق لحسابه قام بحجب حساب عادل الجديد حتى لا يوقف الشائعة عن الانتشار.

فى اليوم التالى توجه عادل إلى مباحث الإنترنت وقام بتحرير محضر رقم )12( أحوال بتاريخ 6/5/2021 وبعد الجهود تمكنت ادارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات من استعادة الحساب وإعادته من جديد وكذلك تحديد مكان الهاكر الذى قام بسرقته وتم التعامل معه.

واتضح أنه لم يكن ينشر شائعات فقط من خلال الحساب المسروق عن وفاة اعلاميين بارزين أو وزراء أو توقف الدراسة الجامعية، او تفشى كورونا فى بعض المحافظات لكنه أيضًا كان يرسل دعوات اضافة لدى حسابات اخرى يحاول سرقتها او دعوات لإعجاب بصفحات "شاومينج" التى تستهدف تسريب امتحانات الطلاب سواء الجامعية أو الثانوية العامة، وكذلك صفحات اخرى تستهدف التشكيك فى مؤسسات الدولة الوطنية ورؤيتها وكذلك تحاول زعزعة الاستقرار بشكل ممنهج ومدروس.

استهداف التعليم

تتم سرقة الحسابات الشخصية أو عمل حسابات "مفبركة" بأسماء المشاهير من أجل إضفاء نوع ما من المصداقية على الشائعات حتى يتم تداولها بشكل أسرع وتضيع الحقائق، هذه بعض الآليات التى تعتمد عليها لجان الإخوان والهاكرز التابعين لهم، وتتم السرقة عن طريق إرسال رابط "لينك" إلى الحساب المراد سرقته، ومن ثم بمجرد الضغط على هذا الرابط، يتم نقل جميع البيانات السرية إلى القرصان الالكترونى والذى يقوم بدوره بتغيير جميع البيانات ويستولى على الحساب ويمكن من خلاله نشر جميع المعلومات المغلوطة والمغرضة باستخدام هوية مضللة ومخالفة لهويته الحقيقية فى محاولة للتخفى من قبضة الأمن.

يذكر أنه قد سبق وحذر وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، الدكتور طارق شوقي، من الدعوة المقدمة للدخول على الرابط eduechat.bolgspot.com، والذى يدعو إلى فتح حوار مع وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى والدكتور رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى لشئون المعلمين، لأنها وسيلة لسرقة الحسابات على السوشيال ميديا وخصوصا المهتمين بالتعليم، موضحًا عبر صفحته، أن هذا الأمر حدث مع الكثير، داعيا إلى عدم الانسياق وراء هذا الرابط، لأنه وسيلة إجرامية ولا علاقة للوزارة به من قريب او بعيد.

وهذا أيضًا جانب من استهداف اللجان الالكترونية الاخوانية لحسابات الطلاب من اجل تعطيلهم عن الاستذكار والامتحانات وسرقة حساباتهم على الفيس بوك او البريد الالكترونى الخاص بهم والذى عادة ما يربط بينه وبين موقع الوزارة وحساباتهم عليه.

خطط مسمومة

لا تتوقف محاولات تنظيم الإخوان الإرهابى من أجل إسقاط الدولة المصرية، ونشر الفوضى داخل المجتمع، وبعد فشلهم اعتمد التنظيم على سلاح آخر وهو "اللجان الإلكترونية" وما بات يعرف بـ"ذباب الإخوان"، حيث تدار هذه اللجان بشكل منظم وممول ويستهدف هدم مؤسسات بعينها أو ضرب مصداقية كيان كبير من أجل تحقيق مصلحة لديهم، وتعتبر تلك اللجان أهم سلاح تعتمد عليه الجماعة حاليا بعدما تم اقتلاعها من الجذور وحظرها واعلانها جماعة إرهابية، وهذا ما أكده عضو منشق عن جماعة الاخوان - رفض ذكر اسمه− فيقول إن تلك اللجان تتبع قسم الرصد والمتابعة التابع للجنة الإعلامية للتنظيم الدولى للإخوان والتى تدار من العاصمة البريطانية لندن فى وظيفة أساسية تسمى عضو لجنة إلكترونية برواتب ثابتة.

وأشار إلى أن اللجان يشرف عليها محمود الإبيارى الذى يمثل الذراع اليمنى لأمين عام التنظيم الدولى والقائم بأعمال المرشد إبراهيم منير.

أما عن تاريخ اللجان او الكتائب الإرهابية التى تعتمد على التخويف الالكتروني، فاستعرض المنشق عن الجماعة، اسلام الكتاتني، عددًا من جرائم الاخوان ابرزها فكرة الكتائب الإلكترونية، حيث أكد أن اصل تلك الميليشيات الالكترونية بدأ على يد خيرت الشاطر، القيادى الاخواني، وأرجع تاريخ الكتائب الالكترونية إلى عام 1990 لامتلاكه شركة "سلسبيل" وهى شركة تعمل فى مجال الالكترونيات، وأضاف الكتاتنى ان الشاطر استغل المهارة فى الكمبيوتر من اجل اعداد خطة للوصول للحكم من حينها، وقد تم تحرير قضية كبرى عرفتها مصر عام 1992 وسميت بهذا الاسم نسبة لشركة سلسبيل للمشروعات التى أسسها المهندس محمد خيرت الشاطر والسيد حسن مالك للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات وقد داهمتها قوات الأمن واستولت على كافة الأجهزة والأقراص بها وقد نسبت إليها أجهزة الأمن إعداد خطة جماعة الإخوان المسلمين التى عرفت وقتها بخطة "التمكين" للوصول للحكم وخدمة اغراض الجماعة وسيطرتها على قطاعات عديدة مهمة فى الدولة المصرية.

وأضاف الكتاتنى أن تلك الكتائب تم استغلالها فى مهاجمة المعارضين لهم والدفاع عن افكارهم وكذلك السيطرة على مقاليد الحكم بأى وسيلة وبالتالى سيطروا على مجلس الشعب.

عقوبات رادعة

أما من الناحية القانونية، فتنص المادة )17( من القانون على: أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريدا إلكترونيا أو موقعا أو حسابا خاصا بأحد الناس، وإذا وقعت الجريمة على بريد إلكترونى أو موقع أو حساب خاص لأحد الأشخاص الاعتبارية الخاصة تكون العقوبة هى الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كما يعاقب كل من دخل موقعا أو حسابا خاصا أو نظاما معلوماتيا مستخدما حقا لم يتم إعطاؤه له، ويعتبر ذلك تعديا على حق مستوى الدخول من حيث الزمان، ويواجه عقوبة الحبس بمدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 30 ألف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه، وذلك وفقا للمادة )15( من القانون.

يعلق د. أسامة حسنين، أستاذ القانون الجنائى ووكيل كلية الحقوق جامعة القاهرة، بأن الإدراك الحقيقى من جانب الدولة المصرية لخطورة الشائعات وضرورة التصدى لها كان البداية الحقيقية بإصدار قوانين خلال السنوات الماضية لتغليظ العقوبات على الجرائم الإلكترونية، كما أن جهود مباحث الانترنت وتتبعها الجيد لمروجى الشائعات حدَّ بشكل كبير من انتشارها.. وأضاف أن أفضل سلاح فى المواجهة هو التوعية من خلال وسائل الإعلام والندوات والبرامج التلفزيونية وغيرها مما يشكل وعيا جمعيا للتصدى ورفض الشائعات وعدم التعامل معها، أما الجانب الخاص بالقانون فالدولة بكافة أجهزتها وخاصة وزارة الداخلية قادرة على مواجهة مروجى الشائعات ومحاسبتهم.

التوعية سلاح

يقول د. حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن المواطن أصبح يدرك جيدًا الفارق بين الحقيقة والكذب، وكذلك أصبح واعيًا تجاه مصادر الأخبار الموثوقة والمفبركة، حيث ارتفع الوعى بشكل كبير وتحول المواطن إلى صحفى ينتقى مصادر الخبر، وهذا الوعى هو ما قاد جموع الشعب المصرى للتصدى للجماعة الإرهابية وكذلك للشائعات التى يتعمدون نشرها، كما تدارك الأخطاء التى وقع فيها من قبل وأصبح يتفاداها بشكل جيد ومقصود بل ويكذّب كل ما يرى فيه الكذب.

ويضيف مكاوى أن مواقع التواصل الاجتماعى يعتبرها عدد ضخم من القراء والمتصفحين المصدر الأساسى لمعرفة الأخبار ولكن بحسب الدراسات التى أجراها الباحثون فى هذا الشأن فقد أثبتت أن معظم المعلومات على هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة وأن السبب وراء اعتماد عدد كبير من الجمهور عليها سرعة انتشارها وكذلك تدفق الأخبار عليها بشكل ضخم وسريع ولأكثر من مصدر لكنهم مع ارتفاع الوعى لا يصدقون كل ما ينشر ويتحققون من صحته مشيرًا إلى أن البعض يتحرى صحة الأخبار قبل نشرها على صفحته على السوشيال ميديا بل واصبح الكثيرون يقومون بصحافة المواطن والنزول إلى موقع الخبر لتحرى الدقة ونشره إلى المواقع المختلفة.

مرصد الفتاوى

سبق أن أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بياناً منذ عدة أيام، يؤكد فيه أن حرب الشائعات الشرسة التى تختلقها الكتائب الإلكترونية الإخوانية الإرهابية تستهدف المواطن المصرى معنوياً من حيث عطاؤه وقِيَمُه وانتماؤه، وهذا الاستهداف أشد ضراوة من الاستهداف المادى لجسد الإنسان، مشدداً على أن أفراد هذه الكتائب مجرمون فى حق دينهم ومجتمعهم وأمتهم.. وأشار المرصد إلى وقوفه بالمرصاد لهذا الإرهاب الإلكترونى الخطير من الناحية الفكرية والشرعية، وأن لديه كتيبة رصدية على أعلى مستوى من الحرفية، ونخبة من العلماء يعملون على تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة والمتطرفة، ويردون ويفندون زيف هذه الكتائب الإلكترونية الإرهابية التى تتستر بالدين لهدم وتخريب الدولة.

وتابع المرصد أن مروجى الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف المرجفين، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار المساهمة فى نشر الاضطراب والفوضى فى مخالفة صريحة لنهى الشرع الحكيم عن هذه الصفة "الإرجاف"، كما جاء فى قوله تعالى: "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ" المائدة: 41.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة