عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ


عبدالحليم حافظ يلبي رغبة «بوسي».. ويشتري لها «الفساتين»‬

نسمة علاء

الإثنين، 21 يونيو 2021 - 10:26 ص

في تحقيق كتبه عبدالحليم لأول مرة بنفسه حكي فيه عن الساعات التي مرت عليه في لندن وزيورخ وفرانكفورت وروما عبر رحلة طويلة إلى الحياة، وكشف أيضًا عن لغز الحقيبة الكبيرة التي اهتم بها طوال تنقلاته في رحلة الشفاء.

 

«فضل التدريس عن السفر بالخارج»..أسرار جديدة في  ذكرى ميلاد العندليب

 

عبد الحليم في تحقيقه لمجلة «آخر ساعة» في 24 يونيو 1959، قال: أنا قادم إلى الحياة من جديد، عائد إلى الأمل الكبير الذي أضاء أعماقي عبر رحلة طويلة، عائد إلى الحب العظيم الذي أحاطني بحنانه ودفئه في غرفة نومي خلال الأيام الأخيرة لمرضي. 

 

وحين أقلعت بي الطائرة إلى لندن وحلقت في الجو اجتاحني شعور غريب، لم يكن الخوف من الموت، لم يكن الإحساس باليأس، ولكن كان التصميم على الحياة، شعرت بمسئولية كبيرة أحملها على أكتاف عمري.

 

أحسست أن الحب الصادق للملايين من حولي دافع قوي للحياة، وقلت لنفسي: لابد أن أعيش لكي أوفي هذا الحب بحب أكبر منه، لابد أن أعود ولا أزعجهم بأخبار مرضي مرة أخرى، ونزلت دموعي على خدي في الطائرة وأنا أفكر في المجهول الذي يختبيء في لندن.

 

ورفعت رأسي إلى السماء وقلت: يا رب لا تحرمني منهم يا رب، وبدأت قصة صراع من أجل الحياة.

 

في اليوم الأول خرجت إلى شوارع لندن وذهبت إلى فيلم «ريتشارد ويدمارك» وبدأت الابتسامة تعود إلى وجهي وبدأ الاضطراب يزول تدريجيًا ويحل مكانه الإحساس بالمسئولية.

 

وفي الصباح التالي ذهبت إلى المستشفى وأجريت أشعة على جميع أجزاء جسدي، كما قمت ببعض التحاليل والاختبارات على مكان العملية القديمة ثم بدأت عملية الكشف بالمنظار، وأقول لكم الحق ساعتها خفت وارتبكت وهدأتني الممرضة «مس هنري» وقالت لي: إنها لعبة بسيطة، وضحكت ونسيت كل شيء.

 

وأجرى لي الدكتور «ثائر» عملية جراحية في العملية القديمة حتى يتأكد من نتائج الأشعة والمنظار وكانت النتيجة كلها متفقة على رأي واحد في النهاية «لا خطر».

 

لم ينقطع السيل الجارف من الخطابات والبرقيات منذ دخولي المستشفى ولم يفتر رنين جرس التليفون في المستشفى لحظة واحدة، وقالت الممرضة أن المستشفى لم تشهد هذا التدفق من الرسائل من قبل، وسنترال لندن لفت نظره الضغط المفاجيء من القاهرة.

 

وكنت أقوم بالرد على الكثير من التليفونات ومنهم سيدة كبيرة قالت لي: أنا لا أعرفك ولا تعرفني ولكنني أدعو لك يا أبني بعد كل صلاة، وعشت طوال تلك الفترة في دوامة من الحب الكبير ولم يفارقني الطلبة العرب في لندن لحظة واحدة.

 

وحينما جاء يوم خروجي من المستشفى جمعت الخطابات البرقيات وملأت بها حقيبة ملابسي الكبيرة وقلت لمس هنري من فضلك أرسلي ملابسي على عنواني في لندن، حيث قمت بإيجار غرفة في شقة مفروشة في ضاحية هادئة.

 

وقضيت الأسبوع الأخير في لندن وأنا أدور بدون توقف كالطائر الحبيس الذي أطلق من القفص، وذهبت إلى مباراة الكأس في كرة القدم، كما اشتريت آخر مجموعة من الأسطوانات الإنجليزية وكلها "الروك أند رول".

 

وكلمتني «بوسي» – ابنه أخي إسماعيل – وقالت لي: عمو حليم.. أوعى تنسى الفساتين، وركبت تاكسي وقمت بجولة واسعة على محال الأزياء ولم أنسى الفساتين.

 

ثم قضيت اثنا عشر يومًا من أحلى أيام حياتي في زيورخ، والشيء الغريب أن خطابات المحبين لم تنقطع عني طوال تنقلاتي وعرفت بعد وصولي إلى القاهرة أن بوسي قامت بدور محطة الإذاعة وكانت تذيع أخبار تحركاتي أولاً بأول حينما ترد على التليفون.

 

وعدت إلى القاهرة واستقبلني الجميع بفرحة كبيرة، وقلت: يا رب لا تحرمني منهم مرة أخرى يا رب.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة