كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

العودة إلى الأخلاق

كرم جبر

الإثنين، 21 يونيو 2021 - 06:30 م

فقر الحياة والأزمات هما طرفا معادلة الانهيار الأخلاقى، وجاءت السنوات الأخيرة لتدشن كثيرا من العادات السيئة لنسأل أنفسنا: فين المصرى بتاع زمان؟

لم تنطل مظاهر "الإسلام الشكلى" التى جاء بها الإخوان، على شعب يعشق بفطرته الأديان، وفوجئوا بـ "إسلام حقيقى" يتسلح به المصريون، ويتوافق مع تسامحهم وحضارتهم وثقافتهم، وليس مشبعاً بالغلظة والتجهم، ولا يمكن أن يزايد أحد عليه.

كان مستحيلاً أن ينتصر الباطل أمام وعى المواطنين البسطاء الذين اكتشفوا أن الإخوان لا يتذكرون ما يكذبون، فلبست الحقائق ثوبها وركلت الكذابين خارج قصر الحكم.

***

حسم المصريون منذ زمن قضية الوحدة الوطنية، وارتضوا أن تكون علاقتهم بشركاء الوطن الأقباط على قاعدة المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات، وكان المسمار الذى ارتد لنعش الإخوان هو محاولتهم إشعال الصراع والانتقاص من حقوق الأقباط، وخاب سعيهم لافتعال معارك تشق وحدة الصف.

فوجئوا أن مسلمى مصر هم أول الذين يدافعون عن الأقباط، وأن الأقباط فى وقت المحنة لم يستقووا بالخارج، وإنما بالوطن، وأصبح العدو المشترك، هو جماعة الإخوان وأهلها وعشيرتها، وكان ضروريا أن يرحلوا من على المسرح.

***

انفراجة الحياة، هى التى تجعل المصرى يهدأ ويستريح، وإذا سافر خارج بلده لن يحمل فى حقائبه مرارة أهل وطنه، وإذا ابتسمت له الحياة، سيزداد حباً لوطنه تواقاً للعودة إليه.

كلنا بلا استثناء نشكو من سوء الأخلاق، ونبحث عن الناس "الطيبين" ولا نجدهم، ولماذا نتعامل كالغرباء وكأن الدنيا ليس فيها "طيبون" إلا من يتحدثون فقط عن أنفسهم؟

***

شربنا المر، حين كان بلدنا فى السبعينيات يستورد بالات الملابس القديمة، والدجاج الفاسد، وطعام القطط والكلاب لاستخدام البشر، وكان الناس يقفون طوابير عشرات الأمتار لاقتناص دجاجة مجمدة أو زجاجة زيت وعلبة سجائر، فتأثروا نفسياً بسبب سوء الحياة وبالات الملابس القديمة.. وسافر بعضهم إلى الخليج وعادوا بمساوئه وسلبياته، ووقعوا أسرى لأنماط استهلاكية لم يستطيعوا الاستمرار فيها: الكاسيت والسجاير المارلبورو الحمراء والعباية الصوف والمروحة والساعة الجوڤيال الملونة.

بناء دولة متعافية، اقتصادياً، هو الذى يوفر جودة الحياة.. واجتماعياً، يشيع روح الطمأنينة فى القلوب والأمان فى النفوس، حتى نستطيع التخلص تدريجياً من الميراث النفسى السيئ، المتراكم فى النفوس عبر سنوات طويلة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة