حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

لمين بتضحك يا صيف؟!

الأخبار

الإثنين، 21 يونيو 2021 - 08:02 م

بقلم/ حمدى رزق

الاثنين (أمس) بدأ فصل الصيف رسميا، تخيل هذا الحر الرهيب الذى مر بنا لم يكن صيفا بعد، كان ربيعا دون أن ندرى، كيف سيكون فصل الصيف، أخشى ضربة شمس!

القاعدة الطقسية التى تسود المناخ المصرى منذ عقود، "حار جاف صيفا.. دافئ ممطر شتاء" لم تعد صالحة لوصف المناخ بمصر، تجاهلت عن عمد الربيع والخريف.

كان القدماء يستشرفون المناخ جيدا، فعلا اغتال الشتاء الربيع، واغتال الصيف الخريف، أغنية الربيع ولى زمانها، لم يعد لها محل من الإعراب المناخى، وكلماتها ستدخل متحف المناخ بصوت طيب الذكر فريد الأطرش، "آدى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره..".

هل كان يتوقع الرقيق "مأمون الشناوى" أن يأتى الربيع ويغادر دون أن نشعر بجمال أيامه، وبروائحه زهوره، وحفلات الربيع، وظهورات العندليب الأسمر عبد الحليم، والسندريلا سعاد حسنى تغنى من كلمات صلاح جاهين، "الدنيا ربيع والجو بديع.." وتشدو كوكب الشرق أم كلثوم من كلمات المبدع أحمد رامى "غنى الربيع بلسان الطير رد النسيم بين الأغصان..".

وعلى ذكر الربيع، نتوق إلى صوت الراقية أسمهان يتسلل إلى النفوس بكلمات حلمى الحكيم، "يا بدع الورد يا جمال الورد من سحر الوصف قالوا عالخد.."..

كانت أيام، وكان يزورنا ربيع يكسو الروابى بالخضرة، ويشيع فى النفوس المحبة، للأسف غادرتنا البهجة، مر بنا الربيع بدرجات حرارة تجاوز ٣٥ مئوية، ونسبة رطوبة فاقت ٩٠ فى المائة، رائحة شواء الأجساد المتعبة من صهد الجو خنقت الأنفاس فى الصدور، صدور ضيقة حرجة، الناس مش طايقة، روحها فى مناخيرها، والتكييفات رفاهية لا يقدر على فواتيرها إلا القادرون.

مستوجب مراجعة القاعدة المناخية المستدامة، حار جاف صيفا، الرطوبة رهيبة، والعرق مرق، والرائحة لا تطاق، وكل منتوجات إزالة الروائح الكريهة تفشل حتما مع لزوجة العرق، تخيل ونحن فى أول يوم صيف، درجة الحرارة يسيل من صهدها.. عَيْنَ الْقِطْرِ (النحاس).. لم يتبق لنا من أغنية "الربيع" سوى أبيات الصيف "لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك؟".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة