الثلاثاء، 22 يونيو 2021 - 10:24 ص

◄ المعارض نجحت في تسويقه سنوياً وبأسعار منافسة  
◄ حسن: الإقبال على منتجاتنا يرجع لـ «الذوق والروح المصرية»
◄ ماجدة: بحاجة إلى مزيد من الدعم لنحمى صناعة المشغولات اليدوية من الاندثار
◄ فوزى: الدولة تقوم بدور كبير لتشجيع المنتج المحلى باقامة معارض دائمة
◄ رباب: بحاجة إلى دعم أكبر ليزدهر أكثر

راينا عبد الكريم

«صنع فى مصر» جملة لها معنى ومذاق مختلف لدي المصريين، تجعل من يراها منا يشعر بالفخر والاعتزاز ببلده وصناعة بلده، خاصة لو أن المنتج ذو جودة عالية وينافس فى أسواق محلية وعالمية، الأمر الذي جعل الدولة تدعم وتشجع المصنعين والمنتجين المصريين بوسائل عديدة، ومن بينها إقامة معارض بشكل متكرر، بالتعاون مع وزارات عديدة مثل التضامن والصناعة وغيرها، لاستمرار تطوير الصناعة الوطنية، وبالفعل أصبح المنتج المصرى فى بعض الصناعات يطلب بالاسم، خاصة فى الصناعات الحرفية واليدوية التى لا مثيل لها، وفي معرض ديارنا الذي أقامته وزارة التضامن مؤخراً لدعم وتسويق المنتجات المصرية، التقينا عدداً من المنتجين المصريين، وتحدثوا عن الصناعة وما يواجههم من مشاكل وما تقدمه لهم الدولة لدعمهم.

 في البداية التقينا حسن المروجى مصمم حرف يدوية خريج نظم ومعلومات دفعة 2005، منذ أكثر من 20 سنة وهو يعمل فى مجال السجاد اليدوى، الجلد والكليم، وقال «بدل أن أنتظر السلك الوظيفى والتعيين فى بنك، اتجهت للحرف اليدوية، وبعد 10 سنوات فقط من هذا العمل استطعت أن أحقق ما كنت أحلم به لمستقبلى من خلال الحرف اليدوية، واستطعت تدريب أكثر من 50 بنتاً وسيدة على حرفة السجاد اليدوى وجميعهن تعولن أسرهن».

وتابع «كان اتجاهى لهذا الطريق أفضل بكثير من انتظار الوظيفة، فقد يكون فى البداية معاناة فى التسويق، خاصة لو أنك لاتمتلك الخبرة الكافية، بعد ذلك ستجد ناس محبة للحرف اليدوية وتبحث عنها».

ولفت إلى أن الناس اليوم مقبلة على السجاد اليدوى والمنتج المصرى عامة لسببين، الأول الذوق والفن والروح المصرية الموجودة فى هذه المنتجات، والسبب الثانى السعر، موضحاً «ينافسنا فى هذه المنتجات المصرية الهند والصين والمغرب وتركيا، وبفضل الله أسعارنا الأفضل بالإضافة إلى الروح المصرية التى لا يمكن أن توجد سوى في منتجاتنا المصرية».

وأشار المروجى إلى أن الأسعار تبدأ من 100 جنيه لبعض القطع، وهذه الأسعار خاصة لمعرض ديارنا لأن المعرض دون إيجار، وبالتالى تم خفض أسعار المنتجات، وهذا من أنواع الدعم الذي تقدمه الدولة لتشجيع وتطوير الصناعة والمنتج المصرى، مشيراً إلى أن السجاد الجلد لديهم أقل من سعره في الجاليرى أى أكثر من 75%، فمثلا السجادة 2×3 سعرها فى الجاليرى 4 آلاف وفي المعرض 1000 جنيه.

فوزى يوسف 65 سنة يعمل فى صناعة المنسوجات القطنية بمؤسسة أجداد أخميم للمنتجات اليدوية، يعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 15 عاماً، أشار إلى أنهم يقوموا بإنتاج الكوفرتات والشال والكليم، والحرير الطبيعى يتم إنتاجه بالطلب نظراً لارتفاع سعره، وكل هذه منتجات يدوية مصرية 100%.

ولفت إلى الناس الآن جاءت لها صحوة لفظت فيها المنتجات التى داخل فيها البوليستر والألياف الصناعية، واتجهت إلى الأقطان الطبيعية، لأن الأولى تسبب الحساسية، وهذا بالطبع دعم المنتج المصرى وزاد من رواجه.

 وعلق فوزى على أن هناك دوراً من الدولة لدعم وتشجيع المنتج المحلى، مثلما تقوم به من معارض، والتى هى المتنفس الوحيد لترويج المنتجات بشكل أكبر، قائلا «نحن فى أخميم نتعامل فقط مع المحيطين، أما فى المعارض فنتعامل مع الناس من كل مكان، وهذا بالطبع انتشار وترويج لنا، وأحياناً يتواصل معنا البعض ممن تعجبهم المنتجات، ويتم عمل طلبيات، ويتم توصيلها من خلال شركات شحن، وهذه من مميزات المعارض».

رباب ابنة المنوفية تعمل فى صناعة السجاد اليدوى الصوف والحرير من حوالى 20 سنة، أكدت أن الزبون يسأل ويستفسر عن نوع المنتج ومنشأه وطريقة صنعه، ورغم أن اليدوى أسعاره أعلى من المصنع آليا، لكنه مطلوب، لافتة إلى أن مثل هذه المعارض من أكثر وسائل الترويج للشغل، وبعدها يتم طلبهم بشكل مباشر وخاص.

وتابعت أن المنتج المصري بحاجة إلى دعم أكبر ليزدهر أكثر، ولا تنقرض هذه الصناعات، للحفاظ على المنتج والصنعة قائلة «مثلا المواد الخام عادة غير متوفرة ويتم استيرادها بأسعار مرتفعة جدا، وبالتالي نضطر لرفع سعر المنتج النهائي».

إلهام مهندسة زراعية تعمل فى مجال الإكسسوارات الهاند ميد، أشارت إلى أن المنتج المصرى منتج مميز وذو طابع خاص، إلا أنه مظلوم بسبب ارتفاع سعره، فبحكم طبيعة تصنيعه والمجهود المبذول فيه، فإن أسعاره تختلف عن مثيلتها وآلية الصنع، وبالتالى كثيراً ما يستغله الزبون، خاصة أن الحالة الاقتصادية متدنية.

مدام ماجدة من شمال سيناء تعمل فى المنسوجات السيناوية التى لها طابع مصري مختلف تميز المنتج عن أى منتج غيره من مثيله، أوضحت أن الناس زاد إقبالها على المنتج المصرى فى السنوات الأخيرة بعدما أثبت كفاءته وجودته، لافتة إلى أنه بحاجة إلى مزيد من الدعم لتستمر هذه الصناعات ونحافظ عليها من الاندثار، فهناك من يأتى مخصوص من أجل الهاند ميد المصرى.

وأكد عادل ذكى مصنع أثاث من دمياط يعمل فى هذه الصنعة منذ أكثر من 40 سنة، أن نظرة الناس للمنتج المصرى اختلفت كثيراً عن السابق، خاصة بعد تطوير الكثير من المنتجات، لافتاً إلى أنه مع دخول المكن الحديث عالم الأثاث، وفر عمالة، لكنه أدى إلى سرعة فى الإنتاج.

وتابع أنه رغم هذا لا بد أن تكون اللمسة الأخيرة للعامل المصرى، ليأخذ المنتج الطابع والروح المصرية بجانب الجودة والسرعة، قائلا: «مهما كانت قدرات المكن الحديث على الإنتاج، لا يمكن أن تعطى نفس الروح، ولا بد أن يعطى لها «الأويمجى» اللمسة اليدوية المصرية، مؤكداً أن المنتج المصرى يتميز بجودته وعمره الطويل.

كاميليا صانعة منتجات خشبية هذه هى المرة الأولى التي تأتي فيها بشغلها من مدينتها الإسكندرية، لعرضه في هذا المعرض ليكون تسويقاً أوسع، مؤكدة «الهاند ميد المصرى له ناسه بيفهموه، فشغل الخشب اليدوي مختلف تماماً عن شغل المكن، والذي عادة لا يكون خشباً، وعمره وجودته مختلفة»، لافتة إلى أن هناك من يسترخص وهناك من يبحث عنه، ومن يأخذ هذه المنتجات هو فقط من يعرف قيمتها، لافتة إلى أننا بحاجة لمزيد من الدعاية للمنتج المصري.

إحدى الزائرات أوضحت أنها تبحث عن أى معرض للمنتجات المصرية عامة واليدوية خاصة، مؤكدة أن الشغل المصرى والمنتج المصرى مختلف عن أى منتج آخر ويستحق البحث عنه واقتنائه، لأنه بالفعل مميز، سواء من جانب الخامات المصرية الأصيلة، والأسعار أيضاً معقولة.

وعلقت على أن هناك منتجات باهظة السعر، لذا من الأفضل أن يدخل العنصر السياحى فى التسويق، قائلة «هذا سيدخل عملة مختلفة، ويشترى الذى لا أستطيع أنا كمواطنة عادية شراؤه، وبالتالى أفيد المنتج ليستمر فى صنعته التى تعب فيها ليخرج لنا هذا الجمال، فالشغل المصرى لا يعوض، ولازم احنا نشجع صناعة بلدنا».

شاهد ايضا :- طالبة ترسل رسالة لوزير التعليم: «شكرا على امتحان البايو»