سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

عقموا ألسنتكم

سليمان قناوي

الثلاثاء، 22 يونيو 2021 - 05:28 م

سنة الله فى الكون» كل من عليها فان».كل منا مشروع ميت، نحن أموات نودع أمواتا. مواكب الفقد والوداع لم تتوقف.لم تمر ساعة فى 2021 دون أن نسمع أو نقرأ أو نعايش موت قريب أو زميل أو صديق أو جار. الكثير من المشاهير انتقلوا من صفحات الاضواء والمجد إلى صفحات الوفيات واللحد. امتحننا الله فى 2020 بموجة خفيفة من كورونا ورسب معظمنا وفى الدور الثانى للامتحان، سحب ملك الموت أوراق كثيرين قضى الله عليهم بانتهاء الاجل، الا أنه لا موتى 2020 ولا من فارقونا فى 2021 كانوا عظة لمن مد الله فى آجالهم، فلازال الكذب والظلم وشهادة الزور وأكل أموال الناس بالباطل وقذف المحصنات والغيبة والنميمة وانتهاك الحرمات وشيوع فحش القول، حتى أصبح كثيرون يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه، وكأن فيروسا قد أصاب رئاتنا واختطف منا أعز وأغلى ما لدينا، ولا كأننا نعيش فى سجن اختيارى وراء كمامات تخنق أنفاسنا ومعقمات تلهب جلودنا، وشكوك فى كل ما نمسك ونقابل تدمر سلامنا النفسى. الاستنتاج الوحيد مما جرى أن كثيرين منا يظنون انهم سيكونون آخر من يموت على وجه الارض وأن الموت بعيد عنهم بعد المشرقين رغم انه أقرب اليهم من حبل الوريد.كم من قريب تحدثت معه صباحا وفى المساء أبلغوك بوفاته، كم من جار رأيتهم يحملونه إلى المستشفى وفى سويعات قليلة انتقل إلى جوار ربه.الموت أصبح يعشش فى كل مكان ولا منجى منه ولا مهرب ولا مفر حتى لو كنا فى بروج مشيدة. والناس لا تزال فى غفلة وسبات عميقين، ومادام الموت لم يعد واعظا، فالنار أولى بكل من يستهين باليقين المحتوم. قال الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه : من أراد صاحبا فالله يكفيه ومن أراد مؤنسا فالقرآن يكفيه ومن أراد غنى فالقناعة تكفيه ومن أراد واعظا فالموت يكفيه ومن لم يجد واحدا فى الاربعة فلا خير فيه والنار تكفيه». الاجراءات الاحترازية أوقات الابتلاءات تحتاج إلى تباعد اجتماعى وتقارب مع الله، تتطلب تكميم الافواه عن النطق بالباطل والكذب وشهادة الزور، لا مجرد تغطية الوجة بالكمامة. عقموا ألسنتكم بقول الصدق والنطق بالحق،لعلكم ترحمون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة