«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات في الصحراء الشرقية
«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات في الصحراء الشرقية


«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات في الصحراء الشرقية| صور 

نسمة علاء

الثلاثاء، 22 يونيو 2021 - 07:23 م

 

عاشت الصحراء الشرقية في أواخر أبريل عام 1962 تحت ظروف حربية عنيفة، وشهدت الرمال أكبر معركة بالدبابات والمدافع الثقيلة والطائرات النفاثة واستمرت ثلاثة أيام متواصلة.

 

وكان المشير عبدالحكيم عامر – القائد العام في هذا الوقت – يقود بنفسه هذه المعركة، وكان يدير أطرافها من سيارة مدرعة تقف على مشارف خط النار، وكان يتفقد بين الحين والآخر المواقع الأمامية ويناقش الجنود في الخطة الحربية، وكانت مجلة "آخر ساعة" وراء المعركة وتحت ظروفها دقيقة بدقيقة.

 

بدأت المعركة من «أبو صوير» وقام الطيارون الجدد بعمل تشكيلات جماعية، ثم قاموا بعد ذلك بمناورة بالذخيرة الحية لضرب بعض المواقع بالصواريخ أمام المشير عبدالحكيم.

 

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها المقاتلات النفاثة بالصواريخ، وبعد أكثر من ساعة نزل الطيارون الجدد ليتسلوا شهاداتهم، وتحدث المشير مع الفريق «صدقي محمود» حول مستوى هؤلاء الشبان الطيارين الذين يقفون على مستوى عالمي من الكفاءة.

اقرأ أيضا| قصة قطار حلوان «المختفي».. السائق: ولادي الثمانية سبب الحادث

وشهد بعد ذلك المشير عامر مع كبار الضباط خلال الثلاثة أيام التي قضوها في قلب الصحراء جنود القوات المسلحة وهم يقومون بعملية هجوم خاطف على مواقع العدو، وقد اشتركت في هذا الهجوم قوات العاصفة وسلاح الطيران والمدرعات وكل أسلحة الجيش.

 

وتجول المشير بسيارة مصفحة في أرض المعركة وسار بين الجنود والضباط أكثر من ست ساعات متواصلة، وأخذ يناقش الخطة والتوقيت والهجوم والدفاع.

 

وأمام أحد المواقع دارت مناقشة بين المشير وأحد الضباط عن ظروف المعركة وتطوراتها وبدأ المشير يجري اختبارًا شخصيًا للضابط وقال له: إذا اكتشفت أن العدو قد عرف مكانك فماذا تفعل؟

 

قال الضابط: أغير الموقع على الفور!

 

قال المشير: كم يكفيك من الوقت لمفاجأة العدو والاستيلاء على موقع يبعد مسافة 800 متر من مكانك الحالي؟

 

وقال الضابط: 8 دقائق يا فندم.

 

ونظر المشير إلى الضباط الكبار من حوله وقال: سوف نجري اختبارًا له.

 

وجرى الضابط الشاب الذي لا يزيد عمره عن 22 سنة وأصدر أوامره على الفور بمفاجأة موقع العدو، وبعد خمس دقائق جاء مسرعًا، وقال للمشير: تمام يا أفندم.. الموقع جاهز.

 

ونظر المشير إلى ساعته وقال في إعجاب: خمس دقائق فقط، وشد على يد الضابط وهنأه على مجهوده وعلى كفاءة جنوده.

 

ثم وقف المشير وخطب فيهم وقال لهم: إذا كنا نريد أن نكون أقوياء مستقلين فلابد أن يكون كل فرد منا قويًا في صحته وفي روحه، وبقوة الفرد تكون قوة الشعب فيجب أن يعيش الفرد عيشة معقولة.

 

وانتقل المشير في حديثه إلى مناقشة العدالة وقال: لماذا نزلت الأديان؟

 

إن الأديان لم تنزل لنعبد الله فقد، بل نزلت لتقوم حياة المجتمع على أسس من العدالة ولو نظرنا إلى تصرفات أبو بكر وعمر وعلى لوجدنا فيها العدالة الاجتماعية تظهر بوضوح، ثم تحدث عن التعاون بين المدنيين والعسكريين ومدى هذا التعاون.

 

وتحركت السيارة المدرعة مرة أخرى إلى الصحراء الشرقية؛ حيث الجنود الذين ينتشرون فيها تحت ظروف معركة كاملة، إنهم أصبحوا لا يرهبون وحوشها ولا يخافون شمسها، إنهم ينصهرون جميعًا من أجل الدفاع عن هذا البلد وأفكاره ومستقبله.

 

المشير محمد عبدالحكيم عامر ولد في 11 ديسمبر 1919 بمحافظة المنيا، لأسرة من الأثرياء، تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الحربية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة من 7 إبريل 1954 إلى 19 يونيو 1967.

 

تزوج عامر مرتين الأولى من ابنة عمه وأنجب منها ثلاثة أبناء وأربع بنات، غير أن زواجه الثاني من الفنانة برلنتي عبد الحميد هو الأشهر وأنجب منها ابنه عمرو وقامت بالاعتزال بعد الزواج.

 

توفي في 13 سبتمبر 1967 مسمومًا أثناء وضعه تحت الإقامة الجبرية وحجزه في استراحة تابعة للمخابرات المصرية، وقيل حينها إنه انتحر بسبب تأثره بهزيمة حرب 1967، ولكن عائلته قدمت طلبًا للتحقيق في وفاته حيث زعموا بأنه قتل مسمومًا.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات

«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات

«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات

«عبدالحكيم عامر».. يقود بنفسه معركة بالدبابات

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة