لقاء الوزير عباس كامل ورئيس مجلس السيادة السودانى
لقاء الوزير عباس كامل ورئيس مجلس السيادة السودانى


جولات ناجحة للوزير عباس كامل

مصر تواصل ريادتها الإقليمية بتفكيك أزمات دول الجوار

آخر ساعة

الأربعاء، 23 يونيو 2021 - 10:21 ص

كتب :أحمد جمال

رسخت مصر حضورها الإقليمى على مستوى التعامل مع المشكلات التى تتعرض لها دول الجوار سواء كان ذلك من ناحية الحدود الغربية فى ليبيا، أو شرقًا فى الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة، أو شمالاً باتجاه شرق المتوسط، وجنوباً مع السودان، وترجمت الزيارات الناجحة التى أجراها الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة إلى قطاع غزة وليبيا والسودان مؤخراً هذا الحضور الذى يبرهن على أن مصر لاعب رئيسى فى جهود حلحلة الأزمات المختلفة.

أثبتت قدرة الأجهزة المصرية على وقف العدوان الأخير على قطاع غزة وتكثيف جهودها للحفاظ على وقف إطلاق النار، على أن هناك أدوارا محورية على مستوى أكبر سوف تلعبها السياسية الخارجية المصرية فى محيطها الإقليمى للحفاظ على استقرار دول الجوار وتفكيك الأزمات التى تجابه هذه الدول، وكانت زيارة اللواء عباس كامل الناجحة إلى كلٍ من تل أبيب والضفة الغربية وقطاع غزة بمثابة تأكيد جديد على قدرة القاهرة على التعامل مع القضية الفلسطينية وإمساكها بأوراق عديدة للحل.

تقود مصر مفاوضات حالية بين حركة حماس وإسرائيل لإتمام صفقة تبادل الأسرى، ودعت الفصائل الفلسطينية للحوار فى القاهرة من أجل إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مشرفة على عملية الإعمار، وبالرغم من إرجاء الاجتماع بسبب مواقف القوى الفلسطينية لكن الجهود المصرية لم تتوقف للوصول إلى توافق، فى حين أن الأجهزة والمعدات المصرية تعمل على قدم وساق لإزالة آثار العدوان على قطاع غزة.

بالتزامن مع هذه الجهود جاءت زيارة الوزير عباس كامل إلى العاصمة الليبية طرابلس التى انتقل منها إلى بنى غازى فى تأكيد على الدعم المصرى المتواصل لتحقيق المصالحة الوطنية الليبية، وتنفيذ خارطة الطريق التى توصلت لها لجنة الحوار السياسى الليبي، والتأكيد على الرغبة المصرية فى توحيد المؤسسة العسكرية.

وأكد اللواء عباس كامل ــ خلال الزيارة ــ وقوف الرئيس عبدالفتاح السيسى ومصر خلف الشعب الليبى الشقيق وحكومته، التى تسعى إلى تحقيق الاستقرار فى ليبيا.

اصطحب رئيس حكومة الوحدة الوطنية فى ليبيا عبد الحميد الدبيبة رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، فى جولة شملت أبرز معالم مدينة طرابلس، وقام رئيس المخابرات المصرية بزيارة ميدان الشهداء وسط العاصمة، وتجولا فى أزقة المدينة القديمة وسوق المشير.

كما استقبل رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى رئيس المخابرات، وتناول اللقاء تفعيل اللجنة الفنية المشتركة وتعزيز التعاون فى كافة المجالات، وأثنى المنفى على الدور الإيجابى لمصر فى تعزيز المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية، بما يضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة، مؤكدا أن العلاقة بين الشعبين الليبى والمصرى تاريخية، وأن أمن مصر وليبيا واحد.

أكد اللواء يحيى الكدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن التحركات المصرية الفاعلة فى نقاط جغرافية مختلفة تبرهن على أن مصر ماضية فى استعادة دورها الرائد على المستوى العربى والأفريقى والدولي، ويعد ذلك نتيجة طبيعية للسياسية الرصينة تجاه التعامل مع المشاكل والأزمات المفتعلة فى دول الجوار على الحدود المصرية، سواء كان ذلك فى ليبيا أو قطاع غزة أو مشكلة المياه جنوباً.

وأضاف فى تصريحات لـ"آخرساعة"، أن القيادة السياسية تتابع الجهود الدبلوماسية التى تقوم بها جهات عدة لإعادة الاستقرار فى ليبيا وضمان وحدة الأراضى الليبية وتوحيد المؤسسة العسكرية وبسط سيطرتها على كافة التراب الليبي، بما يؤدى لمنع وجود عناصر إرهابية تستهدف إثارة الفوضى ليس فى ليبيا فقط ولكن فى المنطقة المحيطة بأكملها التى تشمل مصر والجزائر وتونس ودول جنوب الصحراء.

وجاءت زيارة اللواء عباس كامل إلى ليبيا قبل أيام من مؤتمر "برلين 2"، المقرر انعقاده فى 23 يونيو الجارى بالعاصمة الألمانية برلين، كما أنه استبق اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 التى عقدت اجتماعها الخامس بمقرها الدائم بمدينة سرت، الأحد الماضى بحضور أعضاء اللجنة ومندوب بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، لمناقشة ملف المرتزقة، إضافة لمناقشة ما جرى الاتفاق عليه خلال الاجتماعات السابقة بشأن آلية تطبيق وقف إطلاق النار الدائم الذى تم توقيعه بجنيف فى 23 أكتوبر الماضي.

وأعقبت زيارة مدير جهاز المخابرات العامة إلى طرابلس وصول وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إلى القاهرة، السبت الماضي، عقدت خلالها مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكري، واستهدفت بحث دعم علاقات التعاون بين مصر وليبيا فى كل المجالات، ومناقشة آخر التطورات خاصة على الساحة الليبية واستكمال المباحثات التى تمت بين الوزيرين على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب فى قطر الأسبوع الماضي.

 وأكدت نجلاء المنقوش أن العلاقات بين الشعبين المصرى والليبى أكبر من المصالح المشتركة، مشيرة إلى أن وجهات النظر بين البلدين تتطابق أكثر مما تختلف، وأعربت عن تطلعها لدعم مصر للاستقرار فى ليبيا وخارطة الطريق.

لقاء الوزير سامح شكرى مع وزيرة الخارجية الليبية

الجهود المصرية على مستوى تطويق التدخلات المعادية فى ليبيا تكررت أيضاً شمالاً فى شرق المتوسط، وبحسب اللواء يحيى الكدواني، فإن المنهج المصرى الرصين ساهم فى علاج التدخل التركى السافر فى إقليم شرق المتوسط، وأن مصر تحركت مع الدول صاحبة الحق فى الاكتشافات البترولية (قبرص واليونان)، ودشنت منتدى غاز شرق المتوسط ووسعت شراكتها مع الأطراف الإقليمية ما دفع أنقرة للتراجع خطوات عديدة إلى الخلف إلى الدرجة التى جعلت هناك نوعا من الغزل تجاه الدولة المصرية التى استطاعت بتحركات دبلوماسية أن تجنب المنطقة بأكملها خطر التصعيد العسكرى الذى كان وشيكاً بين تركيا واليونان تحديداً.

بالقدر ذاته وجهت مصر قدراتها الدبلوماسية تجاه الجنوب واستهدفت أولاً دعم الفترة الانتقالية فى السودان فى أعقاب الثورة التى أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير، وشاركت بفاعلية فى مفاوضات السلام التى جرت بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية فى عاصمة جنوب السودان (جوبا)، وأضحت شريكاً مهماً فى السلام، كما أنها أقامت علاقات استراتيجية على مستويات مختلفة مع السلطة الانتقالية الحاكمة، تمهيداً لتنسيق الجهود المشتركة فى مواجهة أزمة سد النهضة وإنهاء التباينات بين البلدين فى هذا الملف.

وعقد رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، السبت الماضي، مباحثات فى الخرطوم مع رئيس المجلس السيادى السودانى عبد الفتاح البرهان، نقل رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى البرهان للتنسيق بشأن سد النهضة، كما عقد اجتماعًا آخر مع رئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك لبحث الأزمة ذاتها.

وقبلها بأسبوع عقد وزير الخارجية سامح شكرى ووزير الموارد المائية والرى الدكتور محمد عبدالعاطى اجتماعات مماثلة فى الخرطوم بمشاركة الخبراء الفنيين والقانونيين من الجانبين، واتفق الطرفان على أهمية مجابهة المخاطر الجدية والآثار الوخيمة المترتبة على الملء الأحادى لسد النهضة، وأكدا أهمية تنسيق جهود البلدين على الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية لدفع إثيوبيا إلى التفاوض بجدية وحسن نية وإرادة سياسية حقيقية من أجل التوصل لاتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل السد.

قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، إن توجه القاهرة نحو إقامة علاقات استراتيجية شاملة مع السودان على مستويات أمنية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية مختلفة مما دعم تماسك مواقف البلدين من أزمة سد النهضة، وأنهما توافقا على آليات عملية الملء والتشغيل ووضعا آليات مشتركة للتعامل مع سنوات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة، وتوافقا حول آلية واحدة لفض النزاعات ومواجهة المخاطر، وبالتالى فإنه لا يوجد فروق جوهرية بين الطرفين.

وأشار إلى أن كافة التحركات التى تجرى من جانب البلدين فى هذا الملف تتم بتعاون وتنسيق مشترك، وهناك رؤية واضحة ومشتركة للتحرك للضغط بشكل أكبر على أديس أبابا، وأن الخطوة المقبلة ستكون من خلال تحميل الطرفين لكلٍ من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى مسئوليتهما فى حالة أقدمت إثيوبيا على الملء الثانى من دون اتفاق، سواء كان ذلك تحت الفصل السادس الذى يشمل الجهود السياسية أو الفصل السابع طبقاً للمادة (51)، التى تتحدث عن حق الدفاع عن النفس فى حال حدوث عدوان.

جولة الوزير عباس كامل فى طرابلس

وأوضح الدكتور عباس شراقى أستاذ الموارد المالية بجامعة القاهرة، أن الجهود المصرية تمكنت من توحيد الموقف العربى كله من أزمة سد النهضة، وأن الاجتماع الأخير على مستوى وزراء الخارجية العرب بعث رسائل مهمة للمجتمع الدولى بأن الدول العربية تتوحد على ضرورة عدم الإضرار بالمصالح المائية لمصر والسودان، والتأكيد على رفض الملء الثانى دون اتفاق أياً كانت سعة التخزين أو مواصفات الملء.

وشدد على أن التحركات المصرية على المستوى الأفريقى استطاعت أن تجنى ثمارها من خلال توسيع دائرة الدعم التى يحظى بها الموقفان المصرى والسوداني، ما قاد إلى موقف أمريكى أكثر إيجابية من جهة الضغط على أديس أبابا.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة