كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الهوية الوطنية

كرم جبر

الأربعاء، 23 يونيو 2021 - 07:32 م

 

حافظ الرئيس عبد الفتاح السيسى على هوية الوطن وتماسك نسيجه، على قاعدة رضاء المصريين جميعاً وأن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية، تصدى لهم عقلاء الأمة، فخاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة عنصرى الأمة.
ولم تكن الهوية الوطنية مجرد شعار، وإنما برنامج عمل شاق لاستعادة قوة الدولة التى تُلزم الجميع باحترامها، ولن يأتى الاحترام إلا بالاحتفاظ بمكونات القوة والتفرد.
وبدأت العودة إلى مصر القوية بسنوات شاقة من العمل والإنجازات، تحميك من «مدّ اليد» لصديق أو شقيق، ويقود عدم الاحتياج إلى تعظيم مفهوم الاحترام، والدول مثل الأفراد لا يُبنى احترامها إلا على عوامل قوتها ووقوفها على قدميها.
سبع سنوات هى قصيرة فى عمر الزمن، ولكنها عظيمة فى حجم الإنجازات، فلم تضيِّع الدولة دقيقة واحدة إلا فى العمل الشاق، وكان ضرورياً أن يأتى وقت الحصاد.
< < <
من يحضر عفريتاً ليس بالضرورة يكون قادرا على صرفه.. وإذا ربيت فى بيتك وحشا فلا تضمن ألا ينقض عليك.. وفى اختلاط الدين بالسياسة والسياسة بالدين مفسدة، ويشهد التاريخ أن بحور الدماء كانت بسبب توظيف الأديان لخدمة المطامع السياسية.
بدأ اختراق الإخوان لمصر فى السبعينات بما أسموه تطهير جامعة أسيوط من الناصريين والشيوعيين، وساعد فى ذلك الاتحاد الاشتراكى، ونجح شباب الإخوان فى السيطرة على الجامعة، وكانت تلك هى النشأة الأولى للجماعة الإسلامية التى حلت محل جناحهم العسكرى.
خطوة خطوة انتقلت السيطرة من مواجهة «المنكر»، باللسان والموعظة الحسنة، إلى الشوم والعصى والخناجر والجنازير، وغضت الدولة الطرف طالما هم أنصارها فى مواجهة الشيوعيين والناصريين، ألد أعداء السادات.
خرج الصدام العنيف من أسوار الجامعة إلى الشوارع، فى مظاهرات إخوانية حاشدة، تهاجم السادات بعنف لقبوله استضافة شاه إيران محمد رضا بهلوى، بعد أن تنكرت له الدنيا وتخلت عنه حليفته الكبرى أمريكا، وتركته يهيم وأسرته بطائرته فى الجو ورفضت كل دول العالم استقباله، وكان الشاه الحليف الاستراتيجى لإسرائيل، ولكن السادات كان معجبا به ووطد صداقته معه فور توليه الحكم.
ومن الشاه إلى الهجوم على السادات نفسه بعد كامب ديفيد، وإشعال الفتن الطائفية وأضخمها الزاوية الحمراء واستهدافه شخصيا، واكتشف أنه «غلطان» وقال ذلك فى خطاب علنى، شن فيه هجوما غير مسبوق على الإخوان، وحملهم مسئولية كل المؤامرات التى تحاك ضد مصر، ولكن بعد فوات الأوان وانتهت العلاقة بالدم والرصاص فى المنصة.
انتبه للذئاب حتى "لو" ارتدوا ثياب الواعظين، "ناس طيبين ما نجربهم"!.. وجربناهم وكادوا يلتهمون الوطن.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة