الإمام أبو حنيفة النعمان
الإمام أبو حنيفة النعمان


شخصيات إسلامية

الإمام أبو حنيفة النعمان.. أول من دوَّن علم الشريعة

اللواء الإسلامي

الخميس، 24 يونيو 2021 - 11:16 ص

‭ ‬أحمد‭ ‬جمال

يعد‭ ‬الإمام‭ ‬أبو‭ ‬حنيفة‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬الشريعة‭ ‬ورتبه‭ ‬أبوابًا ، وهو‭ ‬أبو‭ ‬حنيفة‭ ‬النعمان‭ ‬بن‭ ‬ثابت‭ ‬بن‭ ‬مرزُبان‭ ‬الكوفيّ‭ ‬ولد‭ ‬بالكوفة‭ ‬سنة‭ ‬80‭ ‬هـ‭ ‬699م،‭ ‬على‭ ‬رواية‭ ‬يجمع‭ ‬عليها‭ ‬المؤرخون‭ ‬وهناك‭ ‬خلاف‭ ‬فى‭ ‬تحديد‭ ‬انتمائه‭ ‬العرقي،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬روايات‭ ‬متعددة،‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬فارسى‭ ‬وهذه‭ ‬الرواية‭ ‬متداولة‭ ‬ومعروفة،‭ ‬وفى‭ ‬أخرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬نبط‭ ‬العراق‭ ‬بابلى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رجحتهُ‭ ‬عَدَدْ‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬حيث‭ ‬أثْبَتَتْ‭ ‬عُروبَته‭ ‬وإنهُ‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربى‭ ‬عند‭ ‬المؤرخين‭ ‬العرب‭ ‬وكان‭ ‬منصرفاً‭ ‬إلى‭ ‬مهنة‭ ‬التجارة،‭ ‬فأبوه‭ ‬وجده‭ ‬كانا‭ ‬تاجرين‭ ‬ثم‭ ‬اتجه‭ ‬إلى‭ ‬العلم‭ ‬فكان‭ ‬فقيها‭ ‬وعالما‭ ‬وأول‭ ‬الأئمة‭ ‬الأربعة‭ ‬عند‭ ‬أهل‭ ‬السنة‭ ‬والجماعة،‭ ‬وصاحب‭ ‬المذهب‭ ‬الحنفى‭ ‬فى‭ ‬الفقه‭ ‬الإسلامي

اشتهر‭ ‬بعلمه‭ ‬الغزير‭ ‬وأخلاقه‭ ‬الحسنة،‭ ‬حتى‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعي‭: ‬‮«‬من‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يتبحَّر‭ ‬فى‭ ‬الفقه‭ ‬فهو‭ ‬عيال‭ ‬على‭ ‬أبى‭ ‬حنيفة‮»‬،‭ ‬ويُعد‭ ‬أبو‭ ‬حنيفة‭ ‬من‭ ‬التابعين،‭ ‬فقد‭ ‬لقى‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الصحابة‭ ‬منهم‭ ‬أنس‭ ‬بن‭ ‬مالك،‭ ‬وكان‭ ‬معروفاً‭ ‬بالورع‭ ‬وكثرة‭ ‬العبادة‭ ‬والوقار‭ ‬والإخلاص‭ ‬وقوة‭ ‬الشخصية

نشأ‭ ‬أبو‭ ‬حنيفة‭ ‬بالكوفة‭ ‬إحدى‭ ‬مدن‭ ‬العراق‭ ‬التى‭ ‬ينتشر‭ ‬فيها‭ ‬العلماء‭ ‬أصحاب‭ ‬المذاهب‭ ‬والشرائع‭ ‬المختلف‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬الغنية‭ ‬بالعلم‭ ‬والعلماء،‭ ‬فابتدأ‭ ‬منذ‭ ‬الصبا‭ ‬يجادل‭ ‬مع‭ ‬المجادلين،‭ ‬ثم‭ ‬انصرف‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬العلم،‭ ‬وصار‭ ‬يختلف‭ ‬إلى‭ ‬حلقات‭ ‬العلماء،‭ ‬واتجه‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الفقه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استعرض‭ ‬العلوم‭ ‬المعروفة‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬العصر،‭ ‬ولزم‭ ‬شيخه‭ ‬حماد‭ ‬بن‭ ‬أبى‭ ‬سليمان‭ ‬يتعلم‭ ‬منه‭ ‬الفقه‭ ‬حتى‭ ‬مات‭ ‬حماد‭ ‬سنة‭ ‬120‭ ‬هـ،‭ ‬فتولى‭ ‬أبو‭ ‬حنيفة‭ ‬رئاسة‭ ‬حلقة‭ ‬شيخه‭ ‬حماد‭ ‬بمسجد‭ ‬الكوفة،‭ ‬وأخذ‭ ‬يدارس‭ ‬تلاميذه‭ ‬ما‭ ‬يُعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬فتاوى،‭ ‬حتى‭ ‬وَضع‭ ‬تلك‭ ‬الطريقةَ‭ ‬الفقهيةَ‭ ‬التى‭ ‬اشتُق‭ ‬منها‭ ‬المذهب‭ ‬الحنفي‭.‬

مصادر‭ ‬فقه‭ ‬أبى‭ ‬حنيفة

رُوى‭ ‬عن‭ ‬الإمام‭ ‬أبى‭ ‬حنيفة‭ ‬أنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬آخذ‭ ‬بكتاب‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬فبسنة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬فى‭ ‬سنة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬أخذت‭ ‬بقول‭ ‬الصحابة،‭ ‬آخذ‭ ‬بقول‭ ‬من‭ ‬شئت‭ ‬منهم‭ ‬وأدع‭ ‬قول‭ ‬من‭ ‬شئت‭ ‬منهم،‭ ‬ولا‭ ‬أخرج‭ ‬عن‭ ‬قولهم‭ ‬إلى‭ ‬قول‭ ‬غيرهم،‭ ‬فإذا‭ ‬انتهى‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬إبراهيم‭ ‬والشعبى‭ ‬وابن‭ ‬سيرين‭ ‬والحسن‭ ‬وعطاء‭ ‬وسعيد‭ ‬بن‭ ‬المسيب‭ -‬وعدَّد‭ ‬رجالاً‭- ‬فقوم‭ ‬اجتهدوا،‭ ‬فأجتهد‭ ‬كما‭ ‬اجتهدوا‮»‬‭.‬

محنتان‭ ‬لأبى‭ ‬حنيفة

وقعت‭ ‬للإمام‭ ‬أبى‭ ‬حنيفة‭ ‬محنتان‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية،‭ ‬وسببها‭ ‬أنه‭ ‬وقف‭ ‬مع‭ ‬ثورة‭ ‬الإمام‭ ‬زيد‭ ‬بن‭ ‬على،‭ ‬ورفض‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬عند‭ ‬والى‭ ‬الكوفة‭ ‬يزيد‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬هبيرة،‭ ‬فحبسه‭ ‬الوالى‭ ‬وضربه،‭ ‬وانتهت‭ ‬المحنة‭ ‬بخروجه‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬عام‭ ‬130‭ ‬هـ،‭ ‬وظل‭ ‬مقيماً‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬الخلافة‭ ‬للعباسيين،‭ ‬فقدم‭ ‬الكوفة‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬الخليفة‭ ‬العباسى‭ ‬أبى‭ ‬جعفر‭ ‬المنصور‭.‬

والمحنة‭ ‬الثانية‭ ‬فكانت‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الدولة‭ ‬العباسية،‭ ‬وسببها‭ ‬أنه‭ ‬وقف‭ ‬مع‭ ‬ثورة‭ ‬الإمام‭ ‬محمد‭ ‬النفس‭ ‬الزكية،‭ ‬وكان‭ ‬يجهر‭ ‬بمخالفة‭ ‬المنصور‭ ‬فى‭ ‬غاياته‭ ‬عندما‭ ‬يستفتيه،‭ ‬وعندما‭ ‬دعاه‭ ‬أبو‭ ‬جعفر‭ ‬المنصور‭ ‬ليتولى‭ ‬القضاء‭ ‬امتنع،‭ ‬فطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قاضى‭ ‬القضاة‭ ‬فامتنع،‭ ‬فحبسه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توفى‭ ‬فى‭ ‬بغداد‭ ‬سنة‭ ‬150‭ ‬هـ،‭ ‬ودُفن‭ ‬فى‭ ‬مقبرة‭ ‬الخيزران‭ ‬فى‭ ‬بغداد،‭ ‬وبنى‭ ‬بجوار‭ ‬قبره‭ ‬جامع‭ ‬الإمام‭ ‬الأعظم‭ ‬عام‭ ‬375‭ ‬هـ‭.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة