صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


سور الحمير

أحمد عباس

الخميس، 24 يونيو 2021 - 06:56 م

هذه الحدوتة حدثت بالفعل فى احدى القرى بمنطقة سور الحمير، وحكاية السور أنه أنشئ ليحمى صرحا كبيرا من هجمات مباغتة تقوم به جحافل من الحمير، فما أن يرحمها أصحابها بعد يوم طويل من السعى اما يجر عربة كارو، أو بسحب عربة قمامة ضخمة تفوق قدرات الحمار، أو فى عربة تحمل قدرتين فوووول وبلييييلاااااه، حتى تعود ثانية الى نفس المكان.. ولذلك سُمى بـ «سور الحمير».
المهم بعد انشاء السور اختفت الحمير لفترة طويلة وعرفت أن المكان لم يعد لها، ولم تعد تظهر بالمنطقة لسنوات طوال، فظن الناس أن أصحابها فهموا أن هذا الصرح لا يجب المساس به، ولا يجوز أن تظهر به الحمير، وسئموا وبحثوا عن مكان آخر.
سنوات طوال استمر اختفاء الحمير، حتى فوجئت المنطقة بين ليلة وضحاها بقطعان ممتدة من الحمير عادت للظهور، لكنها هذه المرة اتخذت من السور جراج كبير، لا تفارقه أبدا ولا حتى بالطبل البلدى.
استفز المشهد صاحب الصرح المحصن وخرج يسأل عن الحكاية، وفى معجزة لم تتكرر، رد الحمار..
الحكاية اننا بقينا عواطلية لا شغلة ولا مشغلة، أصحابنا استغنوا عننا.
استفسر الرجل عن السبب فى ذهول.. فأجابه حمار آخر: احنا كان شغلنا على عربية كارو، عربية زبالة، عربية فول.. وهكذا يا بيه.
فرد الرجل: كويس.. وبعدين؟
اصحابنا اتمدنوا وركبوا تكاتك واللى بيبيع حاجة عمل جمعية واشترى تريسيكل، واحنا اللى فضلنا، مالناش بركة الا انت.
فهدأ الرجل وسأل: طيب وانا مالي، ايه العمل دلوقتى انا مش هاسكت!
فرد حمار ثالث: يا بيه اسأل مطرح ماتسأل احنا فى بلد فيها قانون، احنا موقفنا سليم، ووضعنا قانوني، احنا مابنشتغلش جهجهوني، احنا لينا حقوق، احنا تبع جنينة الحيوانات والجنينة بتقول ان حقوقنا مكفولة، لكن للأسف مفيش مكان.. بقينا أكتر من الهم ع القلب يا بيه، والجنينة تبع وزارة الزراعة، خدوا ورقكم واطلعوا على وزارة الزراعة، ماكدبناش خبر، الوزارة ادتنا جواب ورجعتنا الجنينة، والجنينة قالت: آسفين والله مفيش مكان.. فـاا فـاا فرجعنا تانى.
اندهش الرجل من حجة الحمار، وأبلغه أن يستطيع التخلص منه بالسم، فقال له الحمار: حرام يا بيه، ماياخودش الروح الا اللى خلقها.. ماتقدرش. 
فهدأ الرجل واقترح عليهم تسليمهم للسيرك غذاء للأسود، فابتسم حمار رابع من الخلف وبعلو حسه قال: عيانين، قالولنا مابنستلمش حمير عيانة.. الأسد لازم يتغذى كويس.
المهم كلمة من هنا على كلمة من هناك استمر هذا الجدل منذ خمس سنوات كل يوم على سور محطة ميناء القاهرة البرى بوسط العاصمة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة