حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

لا وقت للخلاف بين الحكومة المؤقتة ومناصريها أسابيع قليلة للإعداد للاستحقاق الانتخابى الليبي

الأخبار

الخميس، 24 يونيو 2021 - 09:24 م

رغم المساندة والتأييد الكاملين من مصر للسلطة التنفيذية الجديدة فى ليبيا برئاسة محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية وعلى كافة المستويات، فإن لى بعض العتاب للسيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية فى واقعتين.. الأولى وأشرت إليها فى مقال لى يوم 30 إبريل لعدم إتمامه لزيارة كان قد اعتزم القيام بها لبنغازى يوم الإثنين 26 إبريل الماضى ولم تتم لعدم سماح الجيش الوطنى لطائرة أمنية تسبق طائرة الدبيبة للتمركز بصالة كبار الزوار بمطار بنينا الدولى التى تشرف عليها القيادة العامة للجيش والقادرة على حماية الدبيبة وكامل حكومته..
ووقتذاك صرح محمد حمودة المتحدث الرسمى باسم حكومة الوحدة الوطنية بأن اجتماع الحكومة ببنغازى سيتم فى وقت لاحق، وسيكون ذلك فى أقرب وقت ممكن.. وجاء ذلك التصريح من حمودة لينفى وجود أى خلاف بين الحكومة والقيادة العامة للجيش ببنغازى برئاسة المشير خليفة حفتر.. وقد غاب التنسيق بين قيادة الجيش والدبيبة فى تلك الواقعة، وما كنا فى حاجة إلى ذلك !..
وكأننا ننسى ولا ندرك الحقائق على الأرض فقد قام الدبيبة نفسه -ولم يكن مطلوباً منه ذلك،بعملية من أفلام الغرب الأمريكى القديم معلنا فتح الطريق الساحلى الذى يربط بين غرب وشرق ليبيا، وأنه بذلك أنهى الانقسام والاغتراب بين مفاصل الأقاليم الليبية، رغم إن هذا الأمر لم يكن قد دخل حيز التنفيذ بالفعل لأنه من ضمن اختصاصات اللجنة العسكرية ( 5 5 ) وأن اللجنة لم تكن قد أنهت كافة الإجراءات المطلوبة لإعلان فتح الطريق بطريقة رسمية وإنه جارى عمل صيانة للطريق وبمجرد الإنتهاء من ذلك مع وضع نقاط التأمين اللازمة سيتم فتح الطريق خلال أيام كما جاء فى بيان للجنة العسكرية المشتركة يوم الثلاثاء الماضى وهو ما يطمئن كافة المواطنين الليبيين.. وكعادته صرح محمد حمودة المتحدث الرسمى للحكومة إن فتح الطرق من إختصاص الحكومة، وكان الأمر يحتاج لشيء من التنسيق مع اللجنة العسكرية ( 5 5 )..
والأمر المهم الذى أريد أن يصل إلى عقل وقلب الدبيبة عقب انتخابات منتدى الحوار الوطنى الليبى وفقا لما قالته ستيفانى ويليامز أن كل الأطراف التى شاركت فى وصوله إلى هذا الموقع وكان فى مقدمتهم المشير خليفة حفتر،يهمهم بالدرجة الأولى أن يحقق كل النجاح فى كل أعماله ونفس الكلام يسرى على رئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى الذى يمتلك الكثير من الخبرة..
وأعتقد أن نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية عضوة حكومة الوحدة الوطنية لديها من الطاقة والحماسة ما يساعد السلطة التنفيذية الجديدة فى تحقيق أهدافها المنشودة على طريق الوصول إلى الاستحقاق الانتخابى لاختيار رئيس ومجلس تشريعى جديدين للبلاد يوم 24 ديسمبر القادم..
وقد جاءت زيارة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش لمصر فى بداية هذا الأسبوع واجتماعها مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، ثم لقاؤها بالرئيس عبد الفتاح السيسى لتؤكد،وفقا لما قاله الرئيس السيسى،دعم مصر الكامل للمجلس الرئاسى الليبى وحكومة الوحدة الوطنية انطلاقاً من موقف مصر الثابت والقائم على الحفاظ على وحدة الأراضى الليبية وصون مقدرات الشعب الليبى الشقيق وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لليبيا..
وكان الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة قد قام بناء على توجيهات من الرئيس السيسى بزيارة إلى ليبيا فى نهاية الاسبوع الماضى فى اطار الجهود المصرية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.. وخلال زيارته للعاصمة طرابلس التقى برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وكبار المسئولين الليبيين فى مقر مجلس الوزراء. كما التقى رئيس المخابرات العامة برئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى، ونقل إليه تحيات وتقدير الرئيس السيسى للحكومة الليبية وتأكيده وقوف مصر خلف الشعب الليبى الشقيق وحكومته فى جهودها الرامية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة وتحقيق ما يتطلع اليه الاشقاء فى ليبيا.. وبعد ذلك توجه الوزير عباس كامل إلى مدينة بنغازى، والتقى هناك بالمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى الليبى، وأعرب الوزير عن تقدير مصر لجهود وتضحيات ابناء الجيش الليبى فى محاربتهم للارهاب، وحفاظهم على مقدرات الشعب الليبى مؤكداً استمرار الجهود المصرية لدعم الاستقرار فى ليبيا، كما أشار إلى أهمية المؤسسة العسكرية الليبية فى تأمين الاستحقاقات القادمة وفى مقدمتها الانتخابات العامة المقررة..
وتأكيدا لعمليات التنسيق والتخطيط المشترك فى كافة الأعمال بين الدولتين الشقيقتين مصر وليبيا.. وفى نفس الوقت الذى قام فيه الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة بزيارة ليبيا، التقى محمد سعفان وزير القوى العاملة المصرى بالوزير على العابد الرضا وزير العمل والتأهيل الليبى الذى كان فى زيارة للقاهرة..
وبحث الجانبان تنظيم وتسهيل تنقل الأيدى العاملة بين البلدين، ووضع آليات لجذب العمالة المصرية للعمل فى اعمار الدولة الليبية فضلا عن الربط الاليكترونى بين الوزارتين لتحديد احتياجات الجانب الليبى من التخصصات المهنية المطلوبة فى الوقت الراهن، كما اتفق الجانبان على تشكيل لجنة للطوارئ لمواجهة الاحداث والمشكلات التى قد تطرأ عند بدء العمل بالمنظومة الجديدة فى إطار مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية..
وبعيداً عن الحوارات الثنائية بين مصر وليبيا فإن الملف الليبى يعد من أهم الملفات التى يتناولها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مباحثاته مع كافة قادة دول العالم قاطبة، وآخر من التقى بهم الرئيس السيسى بالقاهرة كان كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان يوم الاثنين الماضى.. وحول تطورات الملف الليبى توافق الجانبان على أهمية إحلال السلام والاستقرار فى ليبيا وإنسحاب القوات غير النظامية منها وإجراء إنتخابات ديمقراطية قبل نهاية العام.. وشدد الرئيس السيسى على أهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية دون مماطلة وتفكيك الميليشيات المسلحة بما يضمن عودة ليبيا لأبنائها واستعادتها لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها..
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة