صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«ضحك على الزبون»| مراكز إبادة الحشرات في مرمى الاتهام

رانيا عبدالكريم

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 12:02 م

على شاشات التليفزيون.. ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. وعبر رسائلsms.. انتشرت إعلانات شركات إبادة الحشرات ، جميعها تؤكد استخدام مواد آمنة وفعالة وضمان يستمر من ثلاث إلى خمس سنوات، وجميعها أيضا يؤكد أن لديهم تصاريح رسمية من وزارة الصحة، والبعض يؤكد تبعيته لمراكز قومية حكومية.

وفى البداية، تقول أم أحمد إنها تعاملت مع إحدى هذه الشركات عندما شاهدت إعلاناتها بشكل متكرر أمامها طوال اليوم على شاشة التليفزيون، فاتصلت بهم تليفونيا، خاصة أنها كانت تعاني من فترة طويلة من ظهور صراصير بشكل كبير في أرجاء المنزل، وخاصة المطبخ والحمام، وجربت كثير من الأساليب دون فائدة.                                                                                                                    وأوضحت « اتصلت بهم وحضروا في نفس اليوم، وفعلا رشوا البيت كله بجهاز به مادة لها رائحة نفاذة ، وقال دى عشان تموت الحشرات والقوارض أسرع».

 وأشارت إلى أنهم في البداية قالو لها إن الموضوع لن يتكلف أكثر من 500 جنيه بحد أقصى، إلا أنها فوجئت بعد انتهاء عملهم أنهم يطلبون 850 جنيها، بحجة أنهم استهلكو كمية كبيرة من المبيد، ورغم تأكيدهم أنه لن تظهر أية حشرات مرة أخرى، إلا أنه بعد أقل من أسبوع عادت «الصراصير» التي كانت هى مشكلتها الأساسية، وكانت وقتها مشكلة كبيرة مع زوجها الذي اتهمها بالجهل وأنه قد تم النصب عليها.

وتقول منال السيد ربة منزل إنها تواصلت مع إحدى تلك الشركات من خلال موقعهم على الفيس بوك، وكان حضورهم خلال ساعات من طلبهم، إلا أن مشكلة منال كانت في أن الرائحة الناتجة عن الرش لاتحتمل، ولم تختف كما قالوا لها خلال ساعات، قائلة «الريحة فضلت في الشقة حوالى أسبوع، وبنتي عندها حساسية وطبعا دا عملها مشكلة، وتدهورت حالتها»، وعن النتائج التي يؤكدون عليها أشارت إلى أنه فى خلال أقل من شهر ظهرت الحشرات مرة أخرى.

تواصلنا مع عدد من تلك الشركات، للتعرف على تفاصيل أكثر، والأسعار، وماهي الضمانات لما يقولونه في إعلاناتهم، البداية كانت مع إحدى المراكز الذي أكد تبعيته للمركز القومي للبحوث، تواصلنا معهم تليفونيا ومن خلال الواتس، أبلغناهم عن رغبتنا في رش شقة، وسألنا عن التفاصيل، وأشاروا إلى أنهم يقومون برش الشقة ضد "الصراصير والنمل والبق والفئران والأبراص بالضمان 3سنوات مع متابعات مجانية بدون رائحة وبدون مغادرة المنزل، وتكون التكلفة حسب ما يتم استخدامه للشقه من كمية باللتر". علماً بأن سعر اللتر يبدأ من 30 جنيها للمنتج المصري وضمانه لمدة عام، ورائحته تبقى 3 ساعات، أي أنه لابد من ترك المكان لمدة ثلاث ساعات بعد الرش، ونوع آخر مستورد مستخلص من نباتات طبيعية بدون رائحة، ويرش بدون مغادرة المكان، وهذه مخصصة لضمان سلامة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض، وسعر اللتر لها 50 جنيها، لافتا إلى أن الكمية المستخدمة تكون حسب المساحة ودرجة الإصابة وانتشار الحشرات، والوصول يكون خلال ساعات من الإتصال، سألنا عن ترخيص تلك المواد من وزارة الصحة، أكد أنهم يستخدمون مواد مرخصة «احنا قطاع حكومي»، وفي النهاية قدم لنا خصم على اللتر المستورد من 50 إلى 40 جنيها، ومعهم 5 أكياس جيل وبودر و10 أقراص لمنع الأبراص، والقضاء على يرقات النمل والصراصير.

تواصلنا مع مركز آخر من خلال صفحتهم على الفيس بوك، وكان ردهم « حماية مستمرة للقضاء نهائيا على كافه الحشرات بالمنزل باستخدام أفضل مبيدات الصحة العامة بدون ضرر على الأطفال وكبار السن وذوي الحساسية وبدون مغادرة المكان، ضمان 3 سنوات، متابعات دورية مجانية كل ثلاثة أشهر، الشركة بتقدم لحضرتك ثلاثة امتيازات مجانية، ودر بيعمل على طرد القوارض بأنواعها، مكعبات شمعية بنأمن بيها المداخل والمخارج، أقراص تنفير تمنع دخول الحشرات للمكان مرة أخرى». وعند سؤالهم عن أي جهة يتبعون «إحنا شركة مساهمة»، وعن التصريح «  الفني بيكون معاه التصريح». تواصلنا مع صفحة أخرى، وكانت الاستجابة فورية فى الرد «التكلفة باللتر سعر اللتر 20 جنيها، بعد الخصم، ضمان ثلاث سنوات، متابعة مجانية كل ثلاث شهور، شامل التعقيم والتطهير، مواد صحة عامة بدون رائحة، وبدون مغادرة للمكان، غير ضار بالأطفال والحوامل وكبار السن وذوي الحساسية، بتصريح من وزارة الصحة، والنتيجة فورية».

اتصلنا برقم آخر وجدناه على محرك البحث لإحدى الشركات الشهيرة، لم يختلف الكلام كثيرا، وكان الرد بنفس التفاصيل تقريبا من أسعار وضمان وعروض.

المستشار أمير الكومي رئيس جمعية المراقبة والجودة لحماية المستهلك، أشار إلى أن أغلب تلك الشركات غير مرخصة، وجزء كبير من المواد المستخدمة فيها غير آمنة ومسرطنة، وتأتي إما مهربة من خارج البلاد، أو مسربة من مخازن أو صناعات أخرى، معلقا « هذا بالطبع أدى إلى انتشار السرطانات التى باتت فى تزايد مستمر».                            

ولفت إلى أن هذا الملف يشمل جميع أنواع المبيدات والمواد المستخدمة فيها على مستوى المنازل والزراعة، مشيراً إلى أنه لا يوجد أدوات لنتمكن من حصر المنشآت المخالفة، لنتمكن من تحديد حجم المشكلة وسبل علاجها، وهذا سواء في تلك المشكلة أو الملف الأشمل وهو مصانع بير السلم.

وأوضح الكومى «الأرقام التى نعرفها تكون من خلال الجرائم المرتكبة وعدد الحالات المصابة والتى أيضا لا يوجد حصر لها»، منوهاً أن المواجهة  ستوفر الكثير على الدولة، لأنه حتى لو تم صرف مبالغ على عمليات الحصر هذه، فإننا سنوفر مبالغ أكبر يتم صرفها على الصحة.

وقال: «فى كل ملفات مصانع بير السلم أنادى بالتطوير، إلا هذا الملف أطالب بالغلق، لأن نتائجه خطيرة»، موضحا أن هناك جهتان مسئولتان عن تلك المنتجات وهما الصحة والزراعة، وأحيانا الموضوع يكون تائه بينهما، وهم المسئولين عن عمل حملات لمتابعة هذا، لافتا إلى أن هذه الشركات غير مخفية، والوصول لها غير صعب، فإعلاناتهم فى كل مكان. ونوه بأن المشكلة الأساسية فى دخول المبيدات المستخدمة من المنبع، وهي أطنان سواء للمنازل، أو للزراعة وهذا أصعب ومخاطره أكبر، معلقا :كانت هناك سفينة منذ سنوات تم الحجر عليها بسبب تلك المواد، وتستخدم كمبيدات حشرية، وقائلا «التقرير الصادر وقتها من  الجهات الفنية المعنية أشار إلى أن المنطقة حول هذه المواد ممنوع أن يخزن بها شىء لمسافة 3 كيلو متر،لأنها مواد شديدة الخطورة.

دكتور هشام عبدالله استشارى أمراض الصدر والحساسية أكد أن استخدام تلك المبيدات يمثل خطورة كبيرة خاصة على مرضى الحساسية، سواء حساسية صدر أو جيوب أنفية أو حتى عيون، لافتا إلى أن الخطر على هؤلاء يكون حتى مع استخدام مواد آمنة ومعلومة المصدر، فما بالك باستخدام غير معلومة المصدر مؤكداً أن أى مستحضر يتم استخدامه على الإنسان لابد وأن يكون مر بمراحل مختلفة، ويتم تجربته على الحيوان، وأخذ عينات منه لمعرفة التأثير عليه، فهل هذه المواد المستخدمة في الرش مرت بتلك التجارب.

 

اقرأ أيضا

المصرية لمكافحة التدخين تكشف الخدع التى تقدمها شركات السجائر | فيديو
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة