كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

«الأخلاق أم الفلوس؟»

كرم جبر

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 06:32 م

 

الثراء الحقيقى هو الأخلاق وليس الفلوس، والكلمة الطيبة أكثر مفعولاً من التعالى والتكبر، والتعقل وليس التهور، وإذا أكلت «لقمة» فاهضمها قبل أن تبتلع غيرها.
 تحكى لنا الحواديت عن أسر كان لديها مال قارون، تركته لولد فاسد، فضيعه فى الملذات والمنكرات، وعن أسر فقيرة أورثت أولادها الأخلاق، فأصبحوا رجالاً صالحين يفخر بهم المجتمع.
 الثروة ليست أرصدة البنوك ولا السيارات ولا الفيلات، وإنما المبادئ والمثل والقيم، التى تغرسها فى نفوس أولادك، فتحقق لهم السعادة والطمأنينة وراحة البال.
 المحروم من الغنى يتصور أن سعادته فى امتلاك الأموال، ولا يعرف أن ثمنها قد يكون حرماناً من أشياء لا تعوضها الأموال، وأيهما أفضل ثرى لا يستطيع أن يبلع الطعام، أم فقير يهضم الزلط؟
 صاحب النفوذ يزداد نفوذه بالتواضع والتجرد، فلا يمشى فى الأرض مختالاً، ولا يستعرض سطوة زائلة، فلا يوجد قوى وليس هناك من أقوى منه، ولا يوجد ضعيف إلا وهناك من ينصره.
< < <
لا أنسى أبداً البلدوزرات الهمجية التى اجتاحت مدينتنا فى الستينيات ونحن صغار، واغتالت الأشجار وردمت الترعة التى كانت تشق المدينة، لوضع أعمدة الإنارة ورصف الطريق، وكان يمكن أن يفعلوا ذلك دون تخريب، وأصبحت الآن عشوائيات فى عشوائيات، ولا تجد موضع قدم من التوك توك.
 الفدان الذى يتم استصلاحه فى الأراضى الصحراوية، يتكلف أكثر من 250 ألف جنيه، ويحتاج عشر سنوات حتى يبدأ الإنتاج المعقول، ولم يكن هناك بديل سوى أن تتجه الدولة إلى الصحراء، لعلاج آثار الاعتداءات الهمجية على ثروات البلاد من الأراضى الزراعية.
< < <
فى المدارس كانوا يقولون لنا فى حصة التاريخ، إن الإنجليز اخترعوا أكذوبة أن مصر دولة زراعية ولا تصلح للصناعة، فكرهنا الزراعة، وأصبحت عدوة الشعب وحبيبة الاستعمار.
 واستمر التدهور حتى جاء وقت نستورد كل شيء.. الفول والعدس والذرة والقمح والشعير والسمسم والفواكه والخضراوات، مع أن النيل يجرى فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
 ما شكل بلدنا لو فعلنا مثل الدول المحترمة، وجعلنا الصحراء لبناء المدن والمساكن، والأراضى الزراعية لإنتاج الطعام والغذاء؟
 مصر الجديدة تنفذ مشروعات استراتيجية لتحقيق الاكتفاء الغذائى فى كل السلع.
< < <
القاهرة كما يصفها المؤرخون فى عصور سابقة، كانت عظيمة وفخمة، مناظرها عالية ومياهها جارية، وتحوطها الأشجار النضرة والأزهار والرياحين العطرة، والفواكه التى أغلبها من الحوامض.
 لو تركنا القاهرة تنعم بحدائقها وبساتينها، لكانت قادرة على إطعام سكانها ومحافظات الوجه البحرى الشهد، ولكن خنقتها العشوائيات، ودمر الغزو البشرى المراعى والحقول.
 القاهرة تعود الآن لسابق عهدها، بعد أن امتدت إليها مشارط جراحين فى منتهى المهارة لإزالة الأورام وإعادة التجميل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة