د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

علــــم الطـــــرق

أخبار اليوم

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 07:58 م

عندما كنت رئيساً لدار الأوبرا المصرية كان مبناها، الذى شيدته اليابان، هدية لشعب مصر، بدلاً من دار الأوبرا القديمة التى احترقت، مصمماً على الطراز الإسلامي، كتحفة فنية رائعة. 
وكان يخدم هذا المبنى، ساحة لانتظار السيارات، تسع لحوالى 30 سيارة، فقط. وبوصولى لمنصبي، زادت وتنوعت الأنشطة الثقافية والفنية، وأصبحت منطقة انتظار السيارات لا تكفى لاستيعاب سيارات الزائرين، مما سبب حالة من الهرج والمرج فى الدخول والخروج، مؤدية لمشاحنات لا تليق بالمكان.
فعزمت على تطوير تلك المنطقة، وحالفنى الحظ، والتوفيق، بأن التقيت بشاب، خلال أحد الاحتفالات، يشكو لى ما حدث فى منطقة انتظار السيارات، وعرفت منه أنه أستاذ علم الطرق بكلية الهندسة، بجامعة عين شمس، ولما صارحته بقرارى بإعادة تخطيط المنطقة، طلب منى الحصول على نسخة المخطط العام لمنطقة انتظار السيارات، ووعدنى بتقديم حل، خلال أسبوع، فى إطار النظم الحديثة لعلم الطرق. وأوفى بوعده، والتقيته، بعد أسبوع، ليعرض عليّ مخططا حديثا، يسع 75 سيارة لزوار دار الأوبرا، فضلاً عن الفنانين، بالإضافة لأماكن انتظار لسيارات الإداريين، أخذا فى الاعتبار مسارات الدخول والخروج، وحتى فوانيس الإضاءة المتماشية مع التصميم اليابانى للمبنى الكبير.
كانت العقبة فى التكلفة التقديرية لتنفيذ الخطة الجديدة، خاصةً لأعمال الرصف والبردورات والإضاءة والعلامات المرورية، فقررت تمويلها ذاتياً، بوضع دراسة جدوى، مبسطة، لفرض رسم دخول رمزي، لدار الأوبرا، ووقعت بروتوكول تعاون مع النادى الأهلي، الملاصق لدار الأوبرا، يسمح لأعضاء النادى باستخدام ساحة الانتظار الجديدة، من الصباح وحتى الساعة السابعة مساءً، قبل بدء عروض الأوبرا، مقابل نفس الرسوم الرمزية. وأثبتت الدراسة القدرة على توفير ذلك الدخل، الذى يتيح تمويل عملية التطوير، فى خلال عام ونصف. وبناءً عليه، تقدمت للسيد وزير الثقافة، حينئذ، الفنان فاروق حسني، بطلب سلفة من صندوق التنمية الثقافية، لتنفيذ خطة التطوير. 
وفى يوم الافتتاح حضر الوزير فاروق حسني، وأبدى سعادته بما يراه على أرض الواقع، وقرر أن يكون القرض هدية من وزارة الثقافة، لدار الأوبرا، فلم نحقق الانسيابية فى الدخول والخروج والانتظار الآمن، فحسب، بل وفرنا مصدر دخل جديد لدار الأوبرا، قررت توجيهه لجميع أعمال التطوير المطلوبة بها. ويومها تعلمت درساً جديداً، من دروس الحياة، بأن علم الهندسة يشمل فرعاً، هاماً، وهو»علم الطرق»، الذى يتولى أساتذته ومتخصصوه، اليوم، ما تشهده جميع أنحاء مصر، من نهضة فى شبكة الطرق بها، التى تتم بسواعد هؤلاء المهندسين المصريين العاملين فى علم الطرق.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة