آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

منى زكى .. نجمة من الزمن الجميل

آمال عثمان

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 08:10 م

عرفتها قبل سنوات طويلة، وقتها كانت تقف على خشبة المسرح، لتؤدى شخصية طالبة من دولة الكويت، ضمن فريق من الشباب اكتشفهم الفنان محمد صبحي، ليُمثل كل منهم دولة عربية شقيقة فى مسرحية «بالعربى الفصيح»، ورغم أنها الأصغر سنا وحجما، إلا أنها كانت الأكثر جاذبية وتأثيرا، خلال عرض حضرته مع الزملاء، بصحبة الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق.
 بعد أن عرف بالنجاح الكبير الذى حققته المسرحية، منذ ذلك الحين أتابع خطوات الفنانة الجميلة منى زكي، وأرصد نجاحاتها وتطور أدائها، وأؤمن بأنها أهم نجمات جيلها موهبة والتزاما، وأكثرهن ذكاءً وقدرة على اختيار أعمالها.     
تذكرتُ ذلك المشوار الأخاذ، لمبدعة صاحبة وجه ملائكي، يفيض بالإحساس والصدق، حينما كنت أتحدث عن نجمات الزمن الجميل، اللاتى كان لى شرف معرفتهن عن قرب، أو إجراء أحاديث صحفية معهن، وما لمسته فيهن من الأخلاق والرقى والبساطة والالتزام والصدق، وذلك خلال برنامج «ذكريات» على نايل دراما مع المذيعة أسماء حبشي، والتى فاجأتنى بسؤالها عن نجمة من الجيل الحالى تشبه نجمات الزمن الجميل، ودون تفكير سارعت قائلة: منى زكى الموهوبة التى تظل بساطتها وتلقائيتها مبعث تفردها وجاذبيتها، ويبقى ذكاؤها فى انتقاء أعمالها السر وراء المحافظة على مكانتها الفنية.
 ولا أخفى سرا أننى كنت أحد الذين ساندوها منذ بداية مشوارها الفني، وآمنوا بموهبتها الاستثنائية التى صقلتها الخبرة والنضج، حتى وصلت إلى ذلك المستوى الفنى المدهش، والإبداع شديد التميز الذى ظهرت به فى آخر أعمالها «لعبة نيوتن» للكاتب والمخرج المبدع تامر محسن. اختارت منى العودة للشاشة بموضوع لم تتطرق له الدراما المصرية، وقدمت باقتدار وصدق شخصية «هنا» ضحية نشأة أفقدتها ثقتها فى نفسها، وزوج يشكك فى قدراتها ويلقى بضعفه واخفاقاته عليها، وآخر يتلاعب بأقدارها! وصلت منى زكى إلى الذروة فى إتقان كل ما يمتلك الممثل من أدوات فن الأداء التمثيلي، فتوحدت مع الشخصية، وانصهرت تحت جلدها وذابت داخل ثنايا أعماقها، وبأدائها التلقائى وعفويتها، جسّدت شقاء اللحظة، ومشاعر الغربة ومواجهة المجهول، وعبّرت بسلاسة وعمق عن التحولات الدرامية الكبيرة للشخصية، بكل تفاصيلها ومراحلها وتطوراتها، وقدمت أفضل وأصعب أدوارها على مدى مشوارها الفني، تاركة فى الذاكرة مشاهد تحمل بصمة إبداعية متفردة «Master Seen» لن تُنسى، وستظل علامات محفورة فى ذاكرة الدراما وجمهورها.  
أقول إن الفنانة المبدعة منى زكى التى تُمتعنا بفنها، وأعمالها الراقية، وبعشقها لفنها، والتزامها واحترامها لجمهورها، تعيد لنا أمجاد نجمات الزمن الجميل اللاتى احترمن موهبتهن وجمهورهن، وأدركن معنى وقيمة الالتزام بكلمة النجومية، وأنها ليست بريقا ولمعانا «فالصو» دون قيمة أوثمن!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة