العاصمة الإدارية الجديدة
العاصمة الإدارية الجديدة


30 يونيو ثورة شعب

30 يونيو.. ثورة العمران والمدن الذكية

مؤمن عطالله

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 09:39 م

زحمة السير  والتكدس السكانى المرعب وأزمات الإسكان وصعوبة النقل والمواصلات صفات كانت تتصف بها القاهرة والمدن الكبرى قبل ثورة ٣٠ يونيو. هذه المشاكل المتفاقمة كان لها تداعيات سلبية على نوعية الحياة والاقتصاد فى ذلك الوقت، كما أنها ترفع من تكاليف النقل على صعيد الأعمال وتجعل من منطقة القاهرة الكبرى مكانا لا يستقطب الأعمال والصناعة..  

ولكن فى فترة زمنية وجيزة للغاية بعد ثورة ٣٠ يونيو تمكنت السواعد المصرية من بناء حضارة عمرانية جديدة، هذه النهضة العمرانية التى تشهدها مصر ما كان لها أن تأتى لولا رؤية الرئيس السيسى الذى حلم وسار وراء تحويل الأحلام إلى حقائق.

مدن كاملة تظهر فى وقت قياسى لتحول رمال الصحارى إلى مجتمعات عمرانية تشع حضارة تجلب الخير لأهل مصر، العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين والمنصورة ومثلث ماسبيرو ومدن القناة ومدن سيناء والمدن الجديدة فى صعيد مصر ودلتا الوادى مربوطة بمنظومة طرق عالمية ضمن مخططات تسعى لربط المحروسة غربها وشرقها وشمالها وجنوبها فى إعادة كاملة لرسم خريطة مصر، هذه النهضة والثورة العمرانية التى تصل لحد المعجزة لا يمكن أن تأتى إلا عبر رؤية متكاملة من القيادة السياسية بعد ثورة ٣٠ يونيو.
وتستعد مصر لدخول عصر المدن الذكية بإنشاء مدن بمعايير تكنولوجية عالمية، رصدت لها الحكومة ميزانية خاصة، ووجه الرئيس السيسى بتنفيذ المدن الذكية وفق برنامج زمنى محدد وبحسب المقاييس العالمية، وتعد المدن الذكية إحدى أهم نقاط القوة التى تؤدى إلى إحداث طفرة كبيرة فى قطاعى الاتصالات والعقارات فى مصر، وتسعى الحكومة لبناء جميع المدن الجديدة بنظام المدن الذكية والذى يحقق التطور التكنولوجى فى إطار التحول إلى المجتمع الرقمى الذى يسهل من الخدمات المقدمة للمواطن.


العاصمة الجديدة
ومن أبرز المدن الذكية العاصمة الإدارية الجديدة، التى تقام على مساحة ١٨٠ ألف فدان، وتتضمن أطول برج فى أفريقيا، ومركزا للمال والأعمال وحيا حكوميا، وأكبر مبنى برلمان فى الشرق الأوسط، وما تشمله ايضا من أحياء سكنية، وكذلك المنطقة المركزية، والنهر الأخضر ، وساحة الشعب والنصب التذكارى،والتصميمات الخاصة بالمداخل الرئيسية للعاصمة، وكذا التصميمات الهندسية الداخلية لمبانى مجلسى النواب والشيوخ، ويترقب الجميع حاليا افتتاح المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، خلال هذا العام، وتكمن أهمية العاصمة الإدارية الجديدة فى أنها احياء جديد للقاهرة التاريخية.
وتقوم الحكومة فى نفس الوقت بتنفيذ مخطط تفصيلى لاستعادة القاهرة القديمة لرونقها التاريخيّ والثقافى لوضعها على خريطة السياحة العالمية، بعد نقل كل مؤسسات الدولة للعاصمة الجديدة وإنهاء مشكلة التكدس السكانى والازدحام المرورى فى وسط القاهرة.
المدينة إرث إنسانى عتيق ظل لسنوات طويلة يُنظر إليه بعين الأسى والقلق من قبل المهتمين بالتراث، خاصة أن أجزاء عديدة من المدينة التاريخية طالتها يد الإهمال، وتدهورت المنطقة وفقدت قيمتها التراثية والتاريخية، دون التدخل لإنقاذها لسنوات طويلة، أسهم ذلك فى انتشار العشوائيات، فضلًا عن هدم البيوت القديمة الرائعة وحدوث اندثار تدريجى للحرف اليدوية ، مما استوجب من الدولة التدخل بشكل عاجل.
توجيهات رئاسية
الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يترك هذه المنطقة فريسة للإهمال ووجه الحكومة بسرعة تطويرها ، بحيث لن يترك مكانا لا تمتد إليه يد التطوير، مطالبا بتنفيذ ذلك بأقصى سرعة ممكنة والإعلان عن التطوير بعث الأمل من جديد لنفض الغبار عن المدينة العتيقة، التطوير لن يتوقف عند الآثار فقط، بل يمتد للحفاظ على النسيج العمرانى بأكمله، ويمتد تنفيذ هذا المخطط لمدة ٣ سنوات فقط، هذا ما قاله مصطفى وزيرى رئيس المجلس الأعلى للآثار.
ويتضمن المخطط العام، منطقة الثقافة والفن، والتى ستتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، كما أن مخطط التطوير يتضمن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التقليدية والسلاسل العالمية والمطابخ المختلفة.
كما أن المشروع سيتوافر فيه وسائل نقل لأول مرة، مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية والتليفريك وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة فى الانتقال والضغط على طابع المنطقة التاريخية وحركة الطريق.
كما يتضمن العمل تطوير مختلف الشوارع وتزويدها بأنظمة إنارة حديثة، وكذا ما يتعلق بمشروعات الصرف الصحى، ومعالجة المياه الجوفية، إلى جانب المحافظة على المبانى القائمة، والعمل على تعظيم الاستفادة من الأماكن المحيطة، وتطوير وإتاحة بعض الأنشطة والخدمات المرتبطة بالحركة السياحية، بما يسهم فى جذب المزيد من الزائرين لهذه المنطقة، سعيًا للعمل على إعادتها لسابق عهدها من مكونها الأساسى، حيث كانت تمثل واحدة من أهم الأماكن التى يتوجه إليها الزائرون سواء محليًّا أو عالميًّا.
هذا المشروع العملاق سيحول القاهرة التاريخية إلى أكبر متحف مفتوح فى العالم يضم ٣١٣ أثراً مسجّلاً بين مجمع مسجد عمرو بالفسطاط، حتى باب الفتوح شمالا، ومن سور مجرى العيون حتى مسجد عمرو بن العاص ومجمع الأديان.
تطوير القاهرة
ومن جانبه يقول المهندس محمد الخطيب استشارى تطوير المشروع ان الاهمال الذى طال القاهرة فى بعض العهود السابقة، ادى إلى تخريب المدينة واندثار آثارها الهامة، ولكن مؤخرا توفرت الارادة السياسية لاعادة بناء القاهرة التاريخية مرة اخرى، بعد انشاء العاصمة الإدارية الجديدة ونقل كل مؤسسات الدولة اليها.
وأضاف أن القاهرة تمتلك العديد من المناطق الاثرية على رأسها تل العقارب الذى عملت الدولة على تطويره بالكامل، ومنطقة المدابغ وبطن البقرة وكذلك عين الحياة فى عين الصيرة حتى باب الفتوح وباب النصر وباب زويلة والمنطقة المحيطة بالكامل، وأكد أن التعامل مع تلك المناطق لابد ان يتم بحرص شديد حتى لا يتضرر اهالى المناطق اثناء العمل، فالعمل الآن يتم عن طريق نقاط ارتكاز يتم تطويرها على حدة ثم توصيلها ببعضها، وذلك تجنبا لاغلاق المناطق.
كما أن منطقة عين الصيرة هى احد اعظم الاماكن التى تندرج تحت القاهرة التاريخية فى مصر، والتى سقطت من الحسبان لفترات طويلة، وتحولت إلى مكب للنفايات ومصدر للتلوث العام، إلا أن مصر انتبهت مؤخرا إلى ما تحمله هذه المنطقة من مكانة تاريخية كبرى، وايقنت أنها ثروة عظيمة مهدرة دون الاستفادة منها على الاطلاق، فقررت مؤخرا الالتفات لها لإنقاذ هذه المنطقة التاريخية العظمى، وبالفعل نفذت عدة مشروعات كبرى غيرت الواقع تماما واصبحت منطقة سياحية على مستوى عال تضم العديد من الخدمات.
وجاء تنفيذ المشروع من خلال مرحلة أولى لتطوير بحيرة عين الصيرة التى تقام على مساحة ٢٦٥ ألف متر، أى ما يقرب من ٦٣ فداناً، بتكلفة إجمالية تبلغ ٢٨٠ مليون جنيه، ويتضمن المشروع إقامة مسرح مكشوف، و٤ مطاعم، ومناطق خضراء ومتنزهات، وأماكن ترفيهية، وممرات للمشاة ومناطق للجلوس بطول ٢٫٥ كيلو متر، وكافيهات وكافتيريات، وتنفيذ ٥ نوافير ملونة، وبحيرة المياه الكبريتية، ومناطق انتظار سيارات سعة ٤٢٥ سيارة، والتى تضفى مظهرا جمالياً على أرجاء المنطقة.
كما تتضمن مكونات المشروع تنفيذ خزانات للمياه وأخرى لإطفاء الحرائق سعة ٨٥٠ متر مكعب مياه، وثالثة لرى المزروعات والمناطق المفتوحة سعة الف متر مكعب مياه، وشبكة رى للمناطق الخضراء طول ٦ آلاف متر، وشبكة صرف صحى للمشروع طول ١٢٠٠ متر، ومحطة لمعالجة وتنقية مياه البحيرة، وشبكة صرف مغطى للمياه الجوفية بطول ٤٥٠ مترا، ومحطة كهرباء رئيسية لتغذية المشروع بالكهرباء قدرة ٣ ميجاوات.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة