صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


30 يونيو ثورة شعب

دولة 30 يونيو| أنقذت الشباب من «فوضى التغيير» إلى «التمكين والقيادة»

أخبار اليوم

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 10:30 م

 محمود بسيونى

الشباب أهم القوى المؤثرة سواء بالسلب أو بالإيجاب على حياة الدول، طاقة جبارة تدعم التغيير بكل اشكاله وتعبر عن افكارها بشكل مستقل لتميز نفسها عن كل ما هو قبلها، عدم استيعاب طاقاتهم واحساسهم بالانعزال يجعلهم اشبه بالقنبلة الموقوته، وهو ما استغله أعداء مصر قبل 25 يناير وتمكنوا عبر برامج تدريبية مخصصه لهم من تحويلهم إلى قوة مدمرة قادرة على تدمير وطنهم من الداخل اثر شعارات ثورية اوهمتهم بان التخريب فى صالحه.

هو ما قامت به أكاديمية التغيير التى أسسها الإخوان فى لندن عام 2006 وترأسها هشام مرسى زوج ابنة يوسف القرضاوى حيث سعت إلى تدريب الشباب على التحرك ضد أجهزة الدولة وتشويهها عبر برامج تدريبية رسخت مفاهيم العصيان المدنى وتمكين العقل الثورى واستخدام السوشيال ميديا فى تحريك الناس ضد مؤسسات الدولة وقد كان لهذه البرامج أثراً مدمراً على الشباب وعلى الدولة المصرية قبل 30 يونيو.
واستغل الإخوان الشباب المتحمس للثورة والتغيير ودعم حركتهم لاسقاط الدولة حتى حانت لحظة الحقيقة مع أول انتخابات عقب 25 يناير وفيها اسقطت الجماعة كل الرموز الشبابية فيما عدا المنتمين للجماعة أو القريبين منها، وبدأت خطة التمكين فى العمل على استبعاد كل الوجوه غير الإخوانية من المشهد السياسى.

وتحرك الشباب فى ثورة 30 يونيو لاصلاح ما أفسده الإخوان ونجحت الثورة فى اقتلاع حكم المرشد من مصر، وتعاملت دولة 30 يونيو بشكل مختلف مع الشباب واهتمت بتأهيله تمهيدا لتمكينه فى إطار تحول مصر إلى دولة شابة تستفيد من طاقات الشباب الجبارة لبناء الجمهورية الجديدة.
ومع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام منصبة عام 2014 فتحت مؤسسة الرئاسة أبوابها أمام الشباب المؤهل من أجل الالتحاق بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة PLP ومن رحمه ظهر المؤتمر الوطنى الأول للشباب وعقد عام 2016 فى مدينة شرم الشيخ وظهرت خلال أعماله نواه قاعدة شبابية مؤهلة قادرة على العمل فى جميع المجالات السياسى والإدارى والمجتمعى، مع امتلاك وعى وطنى بكل ما يحيط بالدولة من تحديات.


الأكاديمية الوطنية


وفى استجابة منه لتوصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب، أصدر الرئيس السيسى القرار الجمهورى رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، لتكون على نفس نمط المدرسة الفرنسية للإدارة (ENA) فى استلهام مباشر من التجربة الفرنسية التى دشنها الجنرال شارل ديجول أول رئيس لفرنسا عقب التحرر من النازية لتكون مصنع القيادات الفرنسية.


وتقدم الأكاديمية المصرية عدداً من البرامج التدريبية لتأهيل الشباب للقيادة، وتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة، وبرنامج المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة بمصر، وبرامجها المتنوعة مصصمة لمعالجة التحديات التى تواجهها كافة المؤسسات سواء الحكومة أو القطاع الخاص أو المنظمات أو الشركات الدولية.


وتمنح الأكاديمية فى نهاية التدريب شهادات مهنية تغطى كافة المعارف ذات الصلة بالإدارة والقيادة والتكنولوجيا والتنمية، وهى شهادات رسمية تفيد بتمتع حاملها بالمهارات والمعرفة التى حصل عليها من خلال العديد من البرامج الدراسية.


منتدى شباب العالم


اعتمدت الأمم المتحدة منتدى شباب العالم الذى انطلق فى شرم الشيخ عام 2017 بوصفه منصة دولية تقدم أصوات الشباب للمنظمة الأممية وقادة العالم.


واعتبرت الأمم المتحدة نجاح المنتدى ودورية انعقاده وما انتهت اليه توصياته السابقة جزء من استراتيجيتها لتمكين الشباب كأحد أهداف تحقيق أجندة التنمية المستدامة خاصة وان اجنده المؤتمرات الثلاث تناولت القضايا المعاصرة الخاصة بالشباب ودورهم وهو ما دفعها إلى تبنيه ودعمه ووضعه على خريطة الانشطة الشبابية العالمية وهى شهادة نجاح دولية واعتراف أممى بالتجربة المصرية فى تمكين الشباب وتحقيق مصر لأحد أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030.

وجاء منتدى شباب العالم ليعكس تطور المؤتمرات الوطنية للشباب التى انتظمت بدعم الرئيس السيسى بدءاً من عام 2016 وشاركت فيها كل قطاعات الشباب المصرى والمثقفين والكتاب كآلية من آليات تواصل الرئيس مع الشباب، خاصة جلسات اسأل الرئيس والتى يتحاور فيها الرئيس بشكل مباشر ومفتوح مع الشباب من مختلف محافظات الجمهورية، وصولا إلى دعوته للحوار على أرض مصر بمنتدى شباب العالم فى نوفمبر 2017، وذلك بحضور كبار مسؤولى الحكومة، حيث يقدمون تقارير عن تطورات الأوضاع فى وزاراتهم، ويجيبون على أسئلة الشباب المشارك وخرجت بتوصيات عديدة جرى تنفيذها على الفور وكانت تنطلق من قاعدة تحسين حالة حقوق الإنسان سواء المدنية والسياسية أو الاقتصادية والاجتماعية وكانت من أبرز تلك التوصيات إجراء فحص شامل ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أى أحكام، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وهو ما تبلور بعد ذلك فى صيغة تتالى العفو الرئاسى عن بعض المحبوسين كتطوير للسياسة العقابية المصرية وتعديل قانون الجمعيات الاهلية وفتح المجال أمام العمل المدنى التنموى فى مصر.


كما خرجت نسخ منتدى شباب العالم بتوصيات هامة أبرزها تحويل المنتدى إلى مركز دولى معنى بالحوار العربى الإفريقى الدولى بين شباب العالم، وتكليف اللجنة المنظمة للمنتدى بإنشاء المركز الإفريقى للشباب لاستيعاب طاقات الشباب الإفريقى.


ثم جاءت توصية الرئيس السيسى باعتبار الحق فى مكافحة الإرهاب من حقوق الإنسان وهى التوصية التى اخذت بها الامم المتحدة وصدر بها قرار اممى يدعم جهود مصر وباقى دول العالم فى مكافحة الإرهاب العنيف وهو ما اضفى بعدا مهما للمنتدى خاصة وأنه ساهم بفاعلية فى تطوير استراتيجية الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب.


قوة مصر الناعمة


انطلاقة المنتدى ووصوله إلى هذه الدرجة من الأهمية العالمية جاء بدعم كبير قدمته الدولة المصرية كما ظهرت مؤشرات نجاحة أكثر فى تزايد طلبات المشاركة فيه من كل أنحاء العالم، والتى تحمل فى طياتها رسالة تحدى للدعاية السوداء التى تتعرض لها مصر باستمرار فى الخارج، حيث تمكن المنتدى من كشف الحقيقة بشكل واقعى وعملى أمام وسائل الاعلام الدولية واضاف قوه ناعمة جديدة إلى منظومة القوة الناعمة المصرية.
اعتمدت الدولة المصرية فى خطوات إعداد المنتدى على الشباب الذى يشارك حاليا فى اداره الدولة المصرية بشكل واقعى حيث تمكنت المبادرات الرئاسية لتأهيل الشباب من تجديد دماء وخلايا جسد الدولة المصرية فى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالشباب المصرى المؤهل، وكان رهانا صائبا من القيادة السياسية على الشباب وبالفعل نجح البرنامج الرئاسى لتاهيل الشباب على القيادة لان يكون نواه لاهم تجربة تمكين للشباب فى دولة نامية.


وقد تخرج من رحم تلك التجربة آلاف الشباب المؤهل وزادت خبراته وتطورت بشكل أوسع وأكبر بعد انشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب وتحولت المؤتمرات الوطنية للشباب إلى مطبخ لصنع السياسات المصرية، حيث يعرض فيه كم هائل من الملفات والمسارات والمشاكل والحلول المعروضة من جانب الشباب المشارك، ولأول مرة يشعر الشباب انهم شركاء حقيقيين فى إدارة دولتهم فقد أصبح المحافظ ونائب المحافظ من الشباب، الوزير ومساعدينه وأخيرا ظهرت تنسيقية شباب الأحزاب لنجد الشباب نواباً فى المجالس التشريعية.


تنسيقية شباب الأحزاب


هذه النخبة من الشباب كانت علاج الدولة المصرية من تصلب شرايين الحياة السياسية فيها بالشباب ومع الانتخابات البرلمانية الأخيرة ظهرت ثمار التجربة بظهور نخبة سياسية جديده سواء من المولاه أوالمعارضة من الشباب المؤهل الذى يملك اطلاع واسع واحتكاك بالعالم وتجارب التحديث الشبابية الجارية فيه، واستوعب كيان التنسيقية طاقات شباب الأحزاب المختلفة من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار داخل كيان سياسى واحد فى تجربة فريدة على تبادل الخبرات والاراء من مختلف المدارس الفكرية فيما يشبه الحوار الوطنى المستمر بين الشباب والتدريب المستمر على قواعد الديمقراطية التشاركية الحديثة.


وخرج من رحم التنسيقية نواب لامعين فى مجلسى النواب والشيوخ ونواب للمحافظين وقيادات فى الوزارات ومجالس إدارات المؤسسات الكبرى فى تمكين مباشر للشباب ورهان صائب على قدرة الشباب على التغيير ومواكبة كل التطورات واشراك الشباب فى صناعة القرار السياسى.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة