حلم العثور على حياة خارج الأرض
حلم العثور على حياة خارج الأرض


حلم العثور على حياة خارج الأرض .. رحلات استكشافية وآمال لا تنتهي

ناريمان محمد

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 10:51 م

ينتمي كوكب الأرض إلى مجرة درب التّبانة التي قد تحتوي على مئات المليارات من الكواكب الأخرى، وتحتل الأرض موقعاً مركزياً على أحد أذرع درب التّبانة الحلزونيّة، وقد بدأ البحث المستمر الدؤوب منذ منتصف القرن العشرين، بعد غزو الفضاء في البحث عن أي صور أو أشكال للحياة خارج كوكب الأرض.

 

ودائما ما يسعى علماء الفلك والفضاء إلى البحث عن أي دليل يشير إلى وجود صورة من صور الحياة في الكون الفسيح، لذا تتنوع الطرق حسب نوع البحث، فهي تبدأ من تحليل بيانات التلسكوبات والعينات المرسلة من مركبات الفضاء الاستكشافية، إلى استعمال الأجهزة الراديوية لاكتشاف إشارات الاتصال وإرسالها.

 

- أقمار البحث والاستكشاف

وقد بدأ السباق في يوم 4 أكتوبر عام 1957 ، حينما أطلق الاتحاد السوفيتي قمر سبوتنك-1؛ وهو أول قمر صناعي أرضي في تاريخ البشرية.

وفي 3 نوفمبر 1957 أطلق الاتحاد السوفيتي قمر سبوتنك-2؛ وهو ثاني قمر صناعي والأول الذي يحمل حيواناً حياً وهو الكلبة لايكا. 

كما أُطلق قمر سبوتنك-3 في 15 مايو 1958 الذي حمل مجموعة كبيرة من الأجهزة لإجراء بحوث جيوفيزيائية وقدم بيانات بشأن الضغط ومكونات الغلاف الجوي العلوي، وتركيز الجسيمات المشحونة، و الفوتونات في الآشعة الكونية، والنوى الثقيلة في الآشعة الكونية، والحقول الكهربية والمغناطيسية والجزيئات النيزكية.

 

ونجحت الولايات المتحدة – بعد سلسلة من الإخفاقات – في إطلاق القمر الصناعي إكسبلورر 1 في 1 فبراير 1958، وهو أول قمر صناعي للولايات المتحدة في الفضاء، كان القمر مُحمل بالأجهزة العلمية، واستطاع التقاط حزام فان آلن الإشعاعي.

 

وقد بدأت وكالة ناسا في عام 1959 مشروع ميركوري بإطلاق كبسولات تسع شخص واحد إلى مدار الأرض، كما اختارت فريق مُكون من سبعة رواد فضاء وقُدموا بإسم السبعة ميركوري.

 

- تطوير جهود البحث عن الحياة خارج الأرض

* المركبة الفضائية  تيس – TESS

في 18 ابريل انطلقت تيس من قاعدة "كيب كانافيرال" في ولاية فلوريدا، على صاروخ "سبيس إكس فالكون"، لمسح الكواكب الخارجية ذات العبور الزوالي – The Transiting Exoplanet Survey Satellite” سنتين في تمشيط 85٪ من السماء ومئات الآلاف من ألمع نجومها.

 ويقوم القمر الصناعي الذي يُقدّر بحجم غسّالةٍ كهربائية، بمسح النجوم بحثاً عن علامات تدّل على التعتيم المتكرر، مما يعني أنّ الكواكب تدور حولها. وتهدف هذه المهمة إلى إيجاد الكواكب التي تشبه الأرض والقريبة بما فيه الكفاية لتسمح للعلماء بدراستها بشكل أكبر.

 

* المسبار "إنسايت"

هبوط المسبار "إنسايت" على سطح المريخ، في 27 نوفمبر، في أول مهمة تستغرق عامين، لدراسة أعماق الكوكب الأحمر، بعد رحلة 6 أشهر، قطع خلالها 548 مليون كلم.

 

وتمكن المسبار، الذي انطلق من ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة في مايو، من إرسال صور للمريخ، كما تمكن من تسجيل "أصوات المريخ" في حالة هي الأولى من نوعها في تاريخ غزو الكوكب الأحمر.

 

المسبار الصيني «تشانج آه -4»في 8 ديسمبر، اطلق مركز الأقمار الصناعية بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، المسبار القمري على متن الصاروخ «لونغ مارش-3 بي»، للقيام بأول هبوط على الجانب البعيد للقمر.

 

ويقوم المسبار بتجارب متعلقة بالزراعة على القمر ، واختبار مختبر دفيئة صغير لمعرفة إذا كانت بذور البطاطا والكرنب يمكن أن تنبت في جاذبية منخفضة بدون وجود حماية من غلاف جوي سميك ومجال مغناطيسي.

 

مركبة فضاء أوروبية- يابانيةفي 20 أكتوبر، انطلقت مركبة فضاء أوروبية-يابانية في رحلة "صعبة" تستمر 7 سنوات إلى كوكب عطارد، أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها إلى الشمس، وبحسب وكالة استكشاف الفضاء اليابانية، ستمر المركبة بكوكب الزهرة مرتين ثم تحلق مرورا بعطارد 6 مرات قبل أن تدخل إلى مداره في ديسمبر 2025 تقريبا.

 

* مسبار القمر «تشانج آه-٥»

أعلنت هيئة الفضاء الوطنية الصينية، عن هبوط مسبار " تشانغ إه – 5، على شمال مونس رومكر في منطقة "أوشينوس بروسلاروم" المعروفة باسم محيط العواصف، على الجانب القريب من القمر، لاتمام أول مهمة صينية لإعادة عينات من القمر.

 

 وكشفت الهيئة عن نجاح عملية جمع العينات، ذلك بعد عمل المركبة الفضائية لحوالي 19 ساعة على القمر، وتم تخزين العينات في عبوة داخل مركبة الصعود في المسبار كما هو مخطط.

 

وجمع المسبار عينات صخور القمر على سطح المنطقة التي هبط فيها وذلك باستخدام يد آلية خاصة، و يبلغ وزن عينات الصخور بعد جمعها كيلوجرامين، وتم نقل تلك العينات إلى الأرض، وقام العلماء والمهندسون الصينيون بدرسها استعدادًا لإنشاء محطة علمية على سطح القمر.

 

* مسبار الأمل إلى المريخ

أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، "مسبار الأمل" نحو المريخ بعد وضعه على صاروخ ياباني من طراز (إتش-2 إيه) على منصة الإطلاق من مركز تانيغاشيما الفضائي في جزيرة صغيرة جنوبي اليابان.

وسيظل المسبار في نطاق الكوكب الأحمر لمدة عام مريخي (687 يومًا)، أي ما يوازي عامين على كوكب الأرض، ومن بين مهام مسبار الأمل قياس مكونات الغلاف الجوي للمريخ، ومناخه ومستويات الأوكسجين والهيدروجين، ﯿﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﻘﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻛﺐ اﻷﺣﻤﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل رﺻﺪ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ. 

وتعد ﻛﺎﻣﯿﺮا اﻻﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﺮﻗﻤﯿﺔ "EXI" كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي قادرة على التقاط صور مرئية للمريخ بدقة 12 ميجا بكسل، ولديها القدرة أيضا على كشف توزيع جليد الماء والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للمريخ باستخدام حزم الأشعة فوق البنفسجية.

 

* روبوت ناسا إلى المريخ

أطلقت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) مركبة "بيرسيفيرانس" وهي روبوت مزود بست عجلات وبطائرة هليكوبتر صغيرة، من قاعدة كيب كنافيرال في فلوريدا، فلوريدا وهي تاسع رحلات ناسا لاستكشاف سطح المريخ.

هبطت المركبة على قاعدة حفرة بعمق 250 مترا تُعرف باسم جيزيرو، وكانت هذه الحفرة بحيرة قبل 3.5 مليار سنة ويعتقد العلماء أنها ربما تحمل دلائل على حياة ميكروبية محتملة كانت موجودة على سطح المريخ في السابق.

وتهدف المهمة إلى اختبار معدات لمهمات مأهولة في المستقبل والبحث عن أدلة على وجود حياة على سطح الكوكب الأحمر في القدم، وتحاول المركبة أخذ عينات من صخور المريخ وإعادتها إلى الأرض وجمع مواد في كبسولات صغيرة وتركها على السطح حتى تلتقطها مركبة في المستقبل.

 

* مسبار «أوسايرس»

حطّم مسبار أوسايرس ريكس OSIRIS-Rex، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي تتمثل مهمته في جمع عينات من كويكب بينو وإعدتها إلى الأرض، رقمه القياسي الأخير لأقرب مسافة مدارية الذي سجله منذ أقل من ستة أشهر وفقاً لموقع ناسا بالعربي.

وبدأ مسبار أوسايرس ريكس في 31 ديسمبر عام 2018 بالدوران حول كويكب بينو الذي يبلغ عرضه 1650 قدم (500 متر) وعلى ارتفاع 0.8 ميلاً (1.3 كيلومتراً)  ليكون أقرب من أي مسبار دار حول جسم كويكبي من قبل.

لكنّ مسبار أوسايرس ريكس حطم ذلك الرقم القياسي يوم (12 يونيو، 2019) حيث أجرى مناورة لينزل إلى ارتفاع 0.42 ميلاً (0.68 كيلومتراً) فقط فوق سطح الكويكب.

 

* المسبار « Longjiang-2»

نجح مسبار فضاء صيني " Longjiang-2 "، الذي دخل إلى مدار حول القمر في يونيو 2018، ويتحرك حاليا في مدار حول القمر، وقد تمكن في العام 2019 من التقاط صورة استثنائية ونادرة للجانب البعيد من القمر، وتظهر فيها الكرة الارضية.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يلتقط فيها المسبار " Longjiang-2 " الأرض والقمر في صورة واحدة.

 

* مسبار «هايابوسا 2»

نجاح مسبار "هايابوسا 2" الذي اطلق في  3 ديسمبر 2014 ، بالهبوط لفترة قصيرة في 11 يوليو 2019، على كويكب "ريوجو" البعيد، والهدف من ارساله جمع عينات يمكنها إلقاء الضوء على تطور النظام الشمسي.

هذا ولن يتوقف حلم البشر والعلماء على وجه التحديد، في العثور على أي أوجه لأشكال الحياة خارج الأرض، أو أي دلائل تشير إلى وجود حياة حتى سابقة خارج الأرض، كما لن تتوقف الرحلات الاستكشافية إلى أبعد نقاط الكون أملا في الوصول إلى أي معلومات أو دلائل تشير أن هناك حياة في أي مكان في الكون السرمدي واللانهائي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة