مجموعة من الفتيات ضحايا تجارة الرقيق في الأربعينيات - أرشيف أخبار اليوم
مجموعة من الفتيات ضحايا تجارة الرقيق في الأربعينيات - أرشيف أخبار اليوم


عصابة تستأجر أرض «الأوقاف» لتجارة الرقيق.. الفتاة بـ20 جنيهًا

نسمة علاء

السبت، 26 يونيو 2021 - 05:28 م

في الأربعينيات كان البوليس يضع عينيه دائًما على قمة تلال زينهم، فالمعروف أن قمة التل ومسالكه وكهوفه تُتخذ مسرح لنشاط مريب، ومن هنا كانت غارات البوليس على قمة الجبل تكاد تكون دورية ومنتظمة.

 

وفي إحدى الغارات على التل، وقعت في قبضة البوليس فتاة كانت ترتاد قمة التل ووجد وضعها يدعو للشك فقبض عليها وبدأ يستجوبها لماذا؟ وكيف؟ ومتى بدأت ترتاد تلال زينهم؟

 

بحسب ما تم نشره في مجلة آخر ساعة في الأول من يناير 1948، إن الفتاة كانت تعمل خادمة في شبرا وتعرفت بملاح اسمه «البلاص» يعمل في أحد القوارب النيلية الصغيرة وعرض عليها الزواج فهربت من المنزل الذي كانت تعمل فيه.

 

ولم يمض على حياتها معه إلا شهر حتى جاءها يقول إنها سوف تنتقل إلى مكان آخر، ثم قالت: واكتشفت بعد ذلك أنه باعني.

 

وتوقف ضابط مباحث قسم السيدة الذي كان يحقق معها واستفسر قائلا: باعك؟!.. أجابت: نعم.. بـ10 جنيهات، ورأت دهشة الضابط فاستطردت تقول وهي تبتسم ابتسامة مرة: لقد باعوني عدة مرات، وذات مرة باعني لأحد الأشخاص بـ100 جنيه.

 

عصابة منظمة 

 

ثم أدلت الفتاة بعد ذلك باعترافات كشفت الستار عن عصابة منظمة تتاجر في الرقيق، سوق لبيع البشر كل روح لها ثمن طبقًا للحاجة والأغراض، رجالاً ونساءً وأطفالاً.

 

ورتب البوليس غارة كبرى على الجبل، وسقط في الفخ أكثر من 20 فتاة، وكانت اعترافاتهن جميعًا حاسمة في أن هناك جماعة من الرجال يحتكرون بيعهن فيما بينهم ويستخدمونهن في خدمة المنازل أو السرقة أو بيع العفة ويسلمن ما يحصلن عليه للملاك.

 

اقرأ أيضًا| المطربة أحلام.. هجرت "القنصل" وثري فلسطيني يغير حياتها

 

أما المواليد فكان بيعهم يتم للراغبات في النسل واللاتي تحول بينهن وبينه ظروف، وكان بيع المواليد أسهل بكثير فقد كان ثمن الوليد 4 جنيهات.

 

وما كشف عن اتجارهم في المواليد بلاغ سري يقول إن سيدة رزقت فجأة بطفل ذكر بعد أن مضت 25 سنة بدون إنجاب وأنه من المحتمل أن تكون سرقت المولود، وأرسل في طلب السيدة ولم يكن المولود يشبهها ولكن هذا لم يكن دليلا.

 

ولم تصمد السيدة طويلا واعترفت أنها اشترت المولود، وقالت إنها كانت تتمنى أن يكون لها ابن، وسمعت أن في إمكانها أن تشتري واحدًا وتقول: ودبرت الأمر على هذا النحو وزوجي لم يكن يعلم وكنت أضع على بطني قطعًا من القماش.

 

 وتستكمل: وفي يوم قلت له سأذهب لألد في بيت الداية، وكانت الداية على اتصال بالعصابة وتمت الصفقة وأصبحت أم.

 

وظهر أن أفراد العصابة يتصيدون اللقطاء من الدايات أو من أمام الملاجئ، وقد صادر البوليس الوليد الصغير وأرسله إلى أحد الملاجئ، والله وحده يعلم أي تفسير ساقته الأم المزيفة لزوجها الذي خدع.

 

حقائق عجيبة

 

وقد أظهر البحث حقائق عجيبة، وهي أن هؤلاء التجار يجمعون ما يملكون من البشر كل ليلة في خرائب متهدمة يستأجرونها من وزارة الأوقاف بثمانين قرشًا.

 

ويبلغ عدد الفتيات ما يقرب من ألف فتاة، ومع ذلك فإن الفتيات لسن الجزء الأكبر من التجارة، فكان كل رجل من أفراد هذه العصابات يفضل أن يشتري غلامًا فإنه يكون أبرع في النشل والسرقة وغيرها وكذلك فإن أمره إذا وقع مع البوليس أسلم وأضمن.

 

وكان هناك مئات الأمثلة على هذا، فجميع الغلمان الذين يرسلون إلى النيابة للتحقيق معهم في حوادث إجرامية يقدمون خطاب من نيابة الأحداث بطلب الإفراج عنهم لأنه ليس لهم مكان في إصلاحية الأحداث.

 

وبعد ذلك أحيلت الفتيات اللاتي ضبطن إلى النيابة، ولكن الكارثة أنه لا يمكن تقديم الدليل على قيام تجارة الرقيق وكل ما ينتهي الأمر إليه بالنسبة لهن هو مراقبتهن أو سجنهن ستة أشهر.

 

أما تجار الرقيق أنفسهم فإنهم حتى إذا وصل البحث إلى إثبات الصلة بينهم وبين ضحاياهم فإن التهمة التي توجه إليهم لا تزيد على «تهمة البلطجة» أي الحبس ستة أشهر فقط.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة