الأحد، 27 يونيو 2021 - 10:43 ص

ياسمين عبدالحميد 

بوجوه مُستبشرة، وقلوب تغمرها السعادة والفرحة، ونفوس تملؤها الطمأنينة والأمل، يعيش سكان حى الأسمرات الآن، بعد أن نظر إليهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، نظرة عدل وحق حرموا منها لعشرات السنوات، عاشوا خلالها خوفًا وقهرًا وظلمًا واحتياجًا هم وأسرهم، ليتبدل حالهم بعد أن كانوا مُهددين بـ«لدغات العقارب وسقوط الصخور عليهم»، ويصبح لديهم أمل فى الحياة من جديد.

يعيش أهالى حى الأسمرات حالة غريبة لا يمكن وصفها بالكلمات بل يشعرها جيدًا من يتحدث إليهم، فهم مُتخبطون فى مشاعر ما بين ليلة وضحاها تبدل حالهم وكأنهم بعثوا من جديد فى زمان ومكان آخر، شعور المفاجأة والصدمة ما زال يُسيطر على كثير منهم، فبعد أن سكنوا العشش وأعلى سفوح الجبال وعلى المصارف أصبحت لديهم حياة كريمة تجعل منهم أناساً جدداً وتخلق مستقبلًا أفضل لعائلتهم وأطفالهم. 

فى ذكرى الاحتفال بثورة 30 يونيو، يشعر سكان الأسمرات أن هذا اليوم يخصهم وحدهم دون غيرهم، فهم يقدرون جيدًا النقلة التى حدثت لهم وما فعله الرئيس لهم ويريدون أى فرصة لرد الجميل حتى ولو بكلمات الشكر والعرفان والامتنان. 

كمباوند متكامل

إبراهيم محمد، أحد سكان حى البنفسج بالأسمرات، أب لـ4 أبناء، يعمل سائقا، يروى تفاصيل تجربته بالانتقال لحى الأسمرات قائلا: «أنا كنت عايش فى بيت 40 متر لمدة 40 سنة، وبانتقالى إلى هنا شعرت وكأننى فى الجنة، فالغرفة فى الأسمرات بقصر خارجها، نحن نعيش الآن أحلى مراحل حياتنا، ولا ينقصنا أى شيء فكل شيء متاح لنا بداية من السكن الآدمى للفرش والغرف المجهزة، للمدارس والخدمات الطبية، وما نطلبه فقط هو إنشاء مستشفى مركزى برعاية ثلاثية لتصبح الأسمرات كمباوند متكامل».

الحاجة أم محمود، إحدى المنتقلات  حديثًا من بطن البقرة للأسمرات 3، تقول: «كنت أسكن فى عشة أنا وأبنائى الثلاثة وابنتى وبفضل الله ثم الرئيس السيسى منحتنا الدولة هذا السكن، ونظرًا لظروفى الصحية سكنت فى الدور الأرضى، وتم تسكين اثنين من أبنائى فى نفس العقار فى الدور السادس والتاسع، وابنتى فى الأسمرات 2، وكل منهم له أسرته وثلاثة من الأبناء»، لافتة إلى أن العاملين بالحى يقومون بتذليل كافة العقبات، وهى الآن فى انتظار دخول الغاز إلى شقتها». 

وقال مصطفى بدر، أحد سكان حى الأسمرات 2، إن ابنته الكبرى «يمنى» قابلت الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى شهر رمضان وكرمها لحصولها على المركز الأول فى الصف الثانى الإعدادى على مستوى مدرسة «تحيا مصر»، وفى نفس الشهر تم تقديم عروض ترفيهية لأهالى حى الأسمرات نظمتها مكتبة مصر الجديدة، ونظمت رحلة إلى متحف الطفل لجميع أطفال الحى، كما تعقد ندوات بهدف تنمية مهارات الأطفال يوميًا فى عدة مجالات منها الشعر والغناء، وفى نهاية الندوة تدور مناقشة لمعرفة مدى استفادة الأطفال. 

عيد كامل، أحد سكان الأسمرات 3، والذى انتقل مؤخرًا له، تحدث عن تجربة انتقاله والتى أصابته بالدهشة والسعادة فى نفس الوقت، فيقول: «كنا بنسمع عن  الأسمرات فى التلفزيون ومن أول المشروع وأنا أحلم إنى اشتغل بس فيه أو أعدى من جواره مش أسكن فيه.. ده كان حلم بعيد عنى.. وقلت مستحيل يحصل، حتى بعد أن قامت المحافظة بحصر أسرتى وأسرة أخى لم أكن أتوقع إننا نسكن فى هذا المكان، فأنا الآن لا أحتاج إلا التقديم فى المدارس لأبنائى الثلاثة، فبعد أن كانت مدرستهم تبعد عن البيت ساعة ونصف أصبحت المدرسة مقابلة للبيت»، واختتم قائلًا: «أنا فى حلم مش ممكن تكون حقيقة». 

كاملة الخدمات

من جانبه، أوضح المهندس حسن الغندور، رئيس حى الأسمرات، أن مساحة مدينة الأسمرات بمراحلها الثلاثة تبلغ 188 فدانًا، بإجمالى 18300 وحدة سكنية لاستيعاب جميع سكان المناطق العشوائية بالقاهرة، وتم تأسيس الأسمرات 3 بمساحة 366 فدانًا ، ليستوعب العقار الواحد 360 وحدة سكنية، حيث يتكون من طابق أرضى و9 أدوار بكل دور 6 وحدات و2 مصعد، وتحتوى تلك المدينة المتكاملة على 3 حمامات سباحة و4ملاعب رياضية متعددة الأغراض والنشاطات، إضافة إلى المسجد والكنيسة وحديقة الأطفال المفتوحة ومواقف السيارات التى تسع لـ1000 سيارة، وتستوعب «الأسمرات3» 176 محلًا تجاريًا وبها 5 حضانات للأطفال، و4 وحدات صحية لخدمة المواطنين جميعها تعمل على مدار الساعة، بخلاف مكتب الصحة الخاص بالتطعيمات، ومبنى التضامن الاجتماعى لخدمة الأهالى وتنفيذ برامج الوزارة لدعم الأسر، ومدرستان تعليم أساسى، وفنى صناعى، وهايبر ماركت، ومخبز آلى، وتبلغ تكلفة إنشاء «الأسمرات3» نحو 32 مليار جنيه.

وتابع الغندور، إنه تم الانتهاء من مدينة الأسمرات الرياضية، والتى تحتوى على 9 ملاعب لجميع الألعاب، كما تضم منطقة ملاعب كرة القدم والملاعب الخماسية والملاعب مُتعددة الأغراض، وحمام السباحة الأولمبى، وحمام السباحة التدريبى، وحمام سباحة للأطفال، والمبنى الاجتماعى، وصالة الجيم، مُشيرًا إلى أنه أيضًا تم الانتهاء من مدينة التضامن الاجتماعى المُتكاملة، والتى تشمل عددًا من الحضانات، وفرع لبنك ناصر، وخدمات الأسرة والطفولة والأسر المنتجة، ومشروع «٢ كفاية» للحد من الزيادة السكانية، وعدد من مراكز الخدمات للمرأة والمسنين، وتم الانتهاء من تجهيز مدرستى تحيا مصر4 و5.

وأكد رئيس الحى، أنه تم تسكين 16 ألف أسرة بالأسمرات من مناطق بطن البقرة والسحيلة وأبوالسعود بمصر القديمة والجبخانة بحى الخليفة، مُشيرًا إلى أنه فى 2021 تم تسكين ما لا يقل عن 2000 أسرة بمساكن آدمية، وبالتعاون مع المحافظة تم توفير5 مدارس، وتم تطبيق تجربة رائدة لأول مرة فى مصر، فى إمكانية الحصول على الشهادة الإعدادية حتى سن الـ40، ثم الحصول على دبلوم تلمذة صناعية من مركز التدريب الحرفى بحى الأسمرات بالتعاون مع إحدى الشركات، ولدينا 4 مراكز طبية، فضلًا عن مكتب صحة الأسمرات الخاص بالتطعيمات، والذى يستقبل أهالى حى الأسمرات، كما يزوره مواطنون من القاهرة الجديدة والمعادى ومدينة نصر للحصول على التطعيمات، كما نستصدر شهادات المُعتمرين والحجاج.

وأكد الغندور، أن المواطن يأتى للسكن بـ«شنطة ملابسه» فقط، فلا يحتاج إلى فرش أو أجهزة، حيث إن الوحدات مُجهزة بالكامل وتحتوى على غرفة نوم وغرفة نوم للأطفال وأنتريه وسفرة ومطبخ، إضافة لجميع الأجهزة الكهربية والمنزلية مثل الثلاجة والغسالة والبوتاجاز، ولفت إلى أن المشكلة الأبرز التى تواجههم فى العمل مع الوافدين الجدد هى السلوك  الخاطئ، حيث إن أغلب السكان اعتادوا الخطأ وعدم الالتزام سواء بالسلوك الجيد أو باتباع التعليمات مثل المحافظة على البنايات وواجهات العمائر وعدم استغلال الأسطح أو تشويه الجدران، مؤكدًا أن الحى بكامل طاقته البشرية يعلم جيدًا أن الأمر يتطلب وقتًا وجهدًا وخير مثال على ذلك الأسمرات 1 و2، حيث يُعد الأهالى هناك حاليًا نموذجًا مثاليًا يحتذى به كمواطنين أسوياء.

بأياد مصرية

من جانبه، أكد المهندس عصام الشورى، استشارى التدريب وخبير الصناعة بحى الأسمرات، أن هناك  عددًا من المشروعات الإنتاجية المُقامة داخل الأسمرات مثل صناعة الملابس الجاهزة، وصناعة السبح والسجاد وتجميع الساعات، مُشيرًا إلى أن المحافظة تعمل على توفير كل الخدمات لتحقيق الاستقرار الكامل للأهالى المنقولين حديثًا لها، وذلك من خلال توفير فرص العمل خاصة للسيدات من خلال تشجيع القطاع الخاص والعام بإنشاء مراكز تدريب وإنتاج وتأهيل أهالى المنطقة للعمل بتلك المصانع مثل مصنع  طيبة، وكذلك مصانع العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، لافتًا الى أنه تم تحويل عدد من البدرومات أسفل العقارات إلى مصانع وورش للملابس والمشغولات.. أضاف، أن مراكز التدريب التى تم توفيرها لأهالى الأسمرات ساعدت فى توفير فرص عمل لـ1400 سيدة فى مجال النسيج والأعمال اليدوية، ويتم إلحاق الأهالى الراغبين فى العمل من أبناء الأسمرات بعد دورة تدريبية ويحصل المتدرب خلال فترة التدريب على راتب شهرى وتعيينه للعمل بعد حصوله على دبلوم التلمذة الصناعية، كما أن منتجات الأسمرات يتم تصديرها لعدد من الدول وهى أمريكا وإسبانيا وألمانيا والسعودية.