الأحد، 27 يونيو 2021 - 06:51 م

بخطوات مثقلة تتوكأ الزوجة العجوز على عصا سميكة، فوق عينيها نظارة طبية مقعرة، يضطر من يحدثها أن يرفع صوته بشكل يثير الأعصاب.

وبصوت يشوبه حزن تقول للقاضي: لقد تزوجت منذ ٥٠ عاما، وكنت أجمل بنات الحي، وهو أول رجل يدخل قلبي، واخترته من بين عشرات الذين طرقوا بابي للزواج مني، وبعد زواجنا التمست له العذر على غيرته العمياء، وتحملتها، لكنها طالت لسنوات، وظللت أحبه من أعماقي، لكنه حول حياتي إلى جحيم، حيث كان يمنعني من الاختلاط مع الجيران، ويرفض خروجي لزيارة أهلي الذين كانوا يأتوا لزيارتي، منعا للمشاكل، لكن غيرته فاقت الحد.

اقرأ أيضا|كشف غموض مصرع شاب بـ 17طعنة .. والتحريات: علاقة غير شرعية هي السبب

وتستكمل، وأنا الآن قد بلغت ال٧٠ من عمري، وكنت أتصور بأنه سيتخلى عن هذه الغيرة المراهقة، لكنني فوجئت به قبل شهور يضربني، ويركلني، حتى سالت مني الدماء أمام الجيران الذين تجمعوا، لفض الخلاف، والسبب غريب جدا حيث بعد عودته من الخارج وجدني أقف في النافذة!.

أرجوكم طلقوني منه.. وانقذوني من غيرته العمياء!

طلب الزوج العجوز، الذي حفر الزمن على وجهه خطوط واضحة، وعيناه لاتبرحان زوجته، الكلمة، حيث قال: نعم أنا أغار عليها، برغم مرور ٥٠ عاما على زواجنا، لكن طوال هذه الفترة من الزمن لم يفتر إحساسي بالحب نحوها، لإنني مازلت إلى الآن، أراها حسناء، شابة، واعترف بإنني نادم على اعتدائي عليها بالضرب.

وبعين مغرورقة بالدموع ويستطرد قائلا: أنتم قضاة لكنكم في عمر أبنائي، ساعدوني، وأصلحوا بيني، وبينها، فلم يعد في العمر بقية، لا تطلقوها مني.. فحياتي بدونها تعني هلاكي، وانهمر في بكاء مرير.

وبابتسامة عريضة، يطلب المستشار هاني عبد الحليم، رئيس محكمة الأحوال الشخصية، التحدث مع الزوجة، وطلب من الزوج وعدا بأن يقتل بذور الغيرة في صدره، وبصعوبة نجح رئيس المحكمة في إعادة الوفاق بين الزوجين العجوزين، واللذان مازالا يعيشان دور.. روميو.. و جولييت.