كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

لم تتلوث أيدينا بقطرة دماء

كرم جبر

الأحد، 27 يونيو 2021 - 08:08 م

قال لى ضابط مصرى متقاعد خاض حروب 67 و73، أنه كان يدخل حجرته ويغلق الباب على نفسه ويبكى بالدموع، حزناً على مصر العظيمة التى حماها أبناؤها المخلصون بأرواحهم ودمائهم، ويدمرها الصغار والأشرار حقداً وغلاً فى أحداث 25 يناير.

كانت الدماء تغلى فى عروقنا، ونحن نرى أجهزة تخابر تتآمر ضد أكبر دولة فى المنطقة، وتحاول هدم تاريخها والسطو على مكانتها وحضارتها وعزتها وكبريائها، بتواطؤ عصابة إرهابية، أرادت أن تختزل شرعية الوطن فى صناديقها المزيفة.

لم يفهم الإخوان أن المصريين فى لحظات الخطر يصبحون روحا واحدة فى جسد واحد،وأن الاخوان أصبحوا الخطر الذى يرفضه الجسد المصرى، لأنهم أرادوا أن يستبدلوا وجه مصر المتسامح بوجوههم الكئيبة، وقوتها الناعمة العامرة بالثقافة والفنون والآداب، بثقافتهم الخشنة المزودة بالدفوف والسيوف والخرطوش، وأرادوا أن ينشئوا مصر إخوانية على أنقاض مصر الحقيقية، وانقلبوا من الكمون والاستكانة إلى الطغيان والجبروت، وتحول طائر النهضة الذى بشر به مرسى إلى غراب ناعق، وأصبحت أنهار العسل التى وعد بها العريان خلا وملحا، وانكشف الغطاء إيذانا بالزحف العظيم فى 30 يونيو.

كنا نسأل أنفسنا :ماذا فعلت مصر غير المعروف والمحبة والتضحية من أجل قضايا العرب الكبرى وظلت حارسا أمينا على الأمن القومى المصرى ؟

اخترق الإرهابيون الحدود واقتحموا السجون، وقتلوا أبناءنا وحرقوا أقسام الشرطة وأطلقوا سراح المجرمين، ولم يفكر جيشنا العظيم فى أى لحظة أن يرد، ولم تتلوث أيدينا بقطرة دماء واحدة لمن اضمروا لبلدنا شرا.

***

وتغيرت الدنيا لصالح الأوفياء، وكم سعدت وأنا أستمع للسفير الأمريكى فى القاهرة جوناثان كوهين فى لقاء مع بعض المثقفين العام الماضى،وهو يتحدث عن مصر بحب وزهو، وهو يؤكد أنه جاء لبلدنا ليحفز كل أسباب الصداقة والتقارب ويعيد العلاقات إلى دفئها وحميميتها، وأنه يعرف جيدا قدر مصر، عكس السفيرة مارجريت سكوبي، التى ارتدت عباءة المندوب السامي، وأضمرت لمصر شراً وغلاً وحقداً وكراهية، وأساءت للعلاقات المصرية الأمريكية أبلغ إساءة، وكادت تدمر رصيد التعاون الاستراتيجى الذى أسسه الرئيس السادات مع رؤساء أمريكيين محبين لمصر، أزاحوا سحبا داكنة فى سماء العلاقات بين البلدين.
وكانت إرادة الله فوق أيديهم، وانشقت الأرض عن أوفياء ومخلصين استردوا وطنهم من بين أنياب الذئاب.

أين كنا وكيف أصبحنا وكيف تحقق ذلك ؟

كنا دولة تصعد بسرعة كبيرة إلى الهاوية، وأصعب شيء يؤلم النفس هو التدخلات الأجنبية الكثيرة التى كانت تنتهك سيادة البلاد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة