جلال برجس
جلال برجس


بعد فوزه بالبوكر العربية

جلال برجس: الانفجار الروائى العربى يتخلله الكثير مما لا يصلح أن يصنف كرواية

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 28 يونيو 2021 - 02:54 م

حوار: أسامة فاروق

فى تجواله بوسط العاصمة الأردنية عمان، تأمل جلال برجس البيوت المحيطة به من كل جانب، وفكر فى تعدد أشكالها، وتعدد أنماط الحياة داخلها، وتساءل كيف يكون مستقبل تلك البيوت وساكنيها أمام كل ما يحيط بها من تقلبات عالمية، تساءل أيضا «هل العقل بيت؟ هل القلب كذلك؟ هل الوطن بيت؟» ووجد أن الإنسان فى هذه المرحلة يعيش حالة فصام لا إرادية «فلك أن تجد من يتحدث عن الحرية ويقصيها من بيته. ومن يتحدث عن الحياة ويمارس القتل». من هنا ولدت فكرة «دفاتر الوراق» كنتاج لتراكم المشاهدات والتأملات خلال سنين طويلة، تأملات صاغها فى شكل خيوط متعددة ومتشابكة يحاول فيها أن يتخيل كيف يكون شكل البيت /الوطن حين ينخر فيه سوس الفساد فيهدد بقاءه، عبر قصة أساسية هى قصة إبراهيم الذى يفشل فى الوقوف أمام تغول الفساد فيخسر كشك الكتب الذى ورثه عن والده، كما يفشل حتى فى إنهاء حياته، وتقوده سلسلة من المصادفات إلى دفاتر تكمل القطع الناقصة فى قصته، فيكتشف حياة كاملة مختلفة تماما تشكلها الدفاتر كقطع البازل. فى الوقت نفسه يعود أبطال كشك الكتب للانتقام لصاحبهم، وإعادة كتابة قصته من جديد؛ سعيد مهران، وأحدب نوتردام، ودكتور جيفاكو وأحمد عبدالجواد، يتقمصهم إبراهيم أو يتقمصونه للانتقام ممن أفسدوا حياته، ويحاول من خلالهم إصلاح حياة مجموعة من المشردين ممن دهستهم آلة الفساد التى لا ترحم.. خيوط متفرعة من جذر أساسى نشاهد عبرها كيف ينمو الفساد فيصيب الجميع بالاختلال والفصام، فلا يعود هناك معنى لا للبيت ولا للوطن.
قبل أيام حصد برجس جائزة البوكر العربية عن «دفاتر الوراق» وفى إعلانه لحيثيات الفوز قال شوقى بزيع، رئيس لجنة التحكيم، إن الميزة الأهم للعمل هى قدرته الفائقة على تعرية الواقع الكارثى من أقنعته المختلفة، حيث يقدم أشد البورتريهات قتامة عن عالم التشرد والفقر وفقدان المعنى واقتلاع الأمل من جذوره، بما يحول الحياة إلى أرخبيل من الكوابيس. ومع ذلك فإن الرواية حسب قوله ليست تبشيراً باليأس، بل هى طريقة الكاتب للقول بأن الوصول إلى الصخرة العميقة للألم، هو الشرط الإلزامى لاختراع الأحلام، وللنهوض بالأمل فوق أرض أكثر صلابة.
وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة إن «دفاتر الورّاق» هى حكاية عمّان التى تتجاوز نفسها وزمانها، على يد روائى يبسطها أمام أهلها كما فعل محفوظ مع قاهرته، فيسير القاريء فى شوارعها ويصعد جبالها ويلتقى شخوصها ويستذكر ورّاقها ويتألم لحكاياتها ويطل منها على إقليمه وعوالمه بخدر وكدر. 
جلال برجس شاعر وروائى أردنى من مواليد 1970. يعمل فى قطاع هندسة الطيران. عمل فى الصحافة الأردنية لعدد من السنين وترأس عددا من الهيئات الثقافية وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردنى، ومُعدّ ومقدم برنامج إذاعى بعنوان «بيت الرواية». صدر له مجموعات شعرية وقصصية وكتب فى أدب المكان وروايات. حازت مجموعته القصصية «الزلازل» (2012) على جائزة روكس بن زائد العزيزى للإبداع، ونالت روايته «مقصلة الحالم» (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردى عام 2014، كما فازت روايته «أفاعى النار» (فى فئة الرواية غير المنشورة) بجائزة كتارا للرواية العربية 2015، وأصدرتها هيئة الجائزة فى العام 2016. وصلت روايته الثالثة، «سيدات الحواسّ الخمس» (2017)، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019.
هنا يتحدث جلال برجس لأخبار الأدب عن الجائزة والرواية والكتابة.

- كيف تلقيت خبر فوزك بجائزة البوكر العربية؟ هل توقعت الفوز؟
بالطبع أبهجنى الخبر، لأنه انتصار للرواية التى عملت عليها لسنوات، وانتصار لشخصياتها، وطريق إلى قرائي. لكن هل توقعت الفوز؟ تمنيته فتحققت الأمنية.
-البعض ينظر للجوائز باعتبارها مجرد مبلغ مالى يساعد على صعوبات الحياة والبعض الآخر يرى أنها ترسم وتحدد ملامح الأدب فى منطقتنا كيف تراها أنت؟
ما الذى يدوم،  الأدب أم المال؟ بالطبع هو الأدب، الكتابة التى تقترب من الإنسان وترصد مكابداته وأحلامه وكل ما حفلت به إنسانيته  من رصاص وشوك. من هنا يمكننى القول أن عيني- رغم أنى أنتمى لطبقة تترنح فى مكانها الأوسط بين الطبقتين- كانت على الانتشار الذى له أن يحقق مجدًا للوعى قبالة عاصفة الظلام التى تتقصد عين العالم، وقبالة ذلك الفصام الذى أصاب الكثير من أبناء آدم، وبالتى تراجع المنطق فى كل شيء. من جهة أخرى يمكننى القول أن الجوائز حركت السائد وخلقت سلوكًا سرديًا جديدًا. فى هذا السياق أعى جيدًا أن الانفجار الروائى العربى لابد أن يتخلله الكثير مما لا يصلح أن يصنف كرواية، لكن حظيت المكتبة العربية بروايات جديدة قادرة بأدواتها التى يعول عليها أن تقتحم الواقع سواء انطلاقًا من اللحظة الآنية أو من التاريخ وإسقاطاته أو من المستقبل . عدة ظروف ساهمت بهذا الطوفان الروائى مثل ما أعقب الربيع العربى من ويلات، وآخرها جائحة كورونا التى أزعم أنها ستؤدى إلى شكل روائى جديد. ورغم استسهال الكثير للكتابة الروائية طمعًا بالجوائز علينا أن لا ننكر أن تلك الجوائز ساهمت بتحريك السائد.
- لنعد للبدايات قليلا.. درست وعملت فى مجال بعيد عن الكتابة فمتى بدأت علاقتك معها. ما الذى تتذكره من تلك الفترة وكيف كان تأثيرها على تكوينك بعد ذلك؟    
أخذتنى الكتابة مبكرًا، كان ذلك فى زمن المدرسة؛ إذ يحدث أن تنقص الواحد منا الجرأة فى القول، وحين حدث هذا لى وجدتنى ألوذ بدفتر وأدون به ما لم أقله، فصارت عادتى فى أن أكتب يومياتى، عادة أهدتنى توازنًا كبيرًا جعلنى أرضى عن هدوئى وقلة كلامي. لقد كانت الكتابة قبل القراءة التى تعرفت بلذتها صدفة حين قرأت (البؤساء) لفيكتور هوجو. فى تلك الأيام من أيام المدرسة رحت أصعد كل يوم إلى رأس شجرة السرو الواقفة قرب بيتنا وأحاول أن أرى تلك المدن والأحياء التى قرأتها فى (البؤساء). محاولاتى المتكررة فى ذلك أخذتنى إلى تصديق ما تخيلت، فاعتقدت أن باريس فى مرمى البصر، ذلك التخيل أثر فى كتابتى ليومياتى فاتخذت ايقاعًا لغويًا جديدًا، وسعيًا مختلفًا فى الوصف، والسير فى دروب أماكن تشكلت على نحو غريب فى دواخلي. كل ذلك يضاف إلى تلك العوالم الخفية فى حكايات القرية والتى جعلتنى فيما بعد أحب (ماركيز). فى الصحراء وحين وجدتنى أمام نفسى بصفاء مذهل وبعد قراءات جادة كتبت.
- تابعت الكثير مما قلته حول الكتابة لذا سؤال: لماذا تكتب؟ لن يكون مجرد اكليشيه، لأنك تبدو مؤمنا بقدرتها الكبيرة على التغيير..
حسنًا ربما أقول الكثير مما يمكن أن يقال حول دوافع الكتابة لكن الأصدق بينها هو أننى أكتب لأردم هوة معتمة تخلقت بى على نحو معتم. هذه ما قلته تحديدًا على لسان إبراهيم الوراق فى الرواية. فى الكتابة الروائية أنطلق من الذاتى إلى الموضوعى، فالكاتب جزء مما يقع على السياق العام، لهذا أجدنى أنظر إلى العالم عبر نافذتى السرية. هل الكتابة قادرة على التغيير؟ نعم قادرة على فعل ذلك إن أطلقت أسئلتها المصيرية.
-تطمح لأن يستطيع الكاتب العربى العيش من إبداعه كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟
لا يمكن لذلك أن يتحقق من دون رقابة رسمية تضمن تطبيق قانون الملكية الفكرية، وعدم تغول دور النشر على الكاتب. ومن دون أن تضع المؤسسة الرسمية الكاتب فى رأس سلم أولوياتها. قلة هم الذين يعتاشون من كتبهم، قلة قليلة ساهمت ظروف ما فى أن تجعلهم على هذا النحو، أما البقية فهم مجرد وسائل ربح  لدى دور النشر التى لا تعطيهم سوى القليل مقابل جهدهم الإبداعى الكبير. أعتقد أن حركة عربية ثقافية كبيرة يجب أن يعلو صوتها ليأخذ الكتاب حقوقهم ومكانتهم التى يستحقونها.
- قلت من قبل أن مسألة الإلهام أو الوحى قضية وهمية.. فكيف تكتب؟ هل تكتب فى توقيتات محددة كما كان يفعل نجيب محفوظ مثلا، أم يتطلب الأمر تحضير ما؟
أؤمن أن الإلهام يشكل نسبة ضئيلة جدًا فيما يخص الكتابة وباقى النسبة هى للاشتغال. أخرج من بيتى عند السادسة صباحًا حيث أنفق ساعة ونصف عبر الطريق إلى عملى ومثلهما فى طريق العودة، تلك الساعات اليومية التى أبددها بالقراءة. ما يتبقى لى أيام بدايات الأسبوع ثلاث ساعات فقط أمضيها فى الكتابة تضاف إلى يومى الجمعة والسبت حيث أعمل لثمانى ساعات متواصلة. الكتابة الروائية لا تحتاج إلى إلهام بل تحتاج إلى تأمل فيما حولنا ومن ثم فى دواخلنا حينها يمكن للكاتب أن يعثر على تلك الأدوات التى يسرد من خلالها روايته. فى نهايات الأسبوع أقتطع من يومى ساعات للمشى، وللقاء العدد القليل لى من الأصدقاء. 
- تعالج «دفاتر الوراق» – ضمن ما تعالج - موضوعات التشرد والفساد والغلاء وهى موضوعات تراجعت كثيرا بعد الثورات العربية وراجت موضوعات أخرى تسيطر عليها السياسة أو الإغراق فى التاريخ أو الدستوبيا، هل تتقادم موضوعات الرواية.. كيف ترى المسألة؟
الكتابة ابنة الحرية هكذا يفترض أن تكون فى انتقاء المواضيع، والتقنيات، وكل ما يتعلق بها. هنا سأتحدث عن نفسى فالحاضر يشغلنى أكثر من الماضى، لكن هذا لا يعنى أنى لن أعود إلى التاريخ فى عمل روائى ما، أعتقد أن ذلك سيحدث وإن حدث فلن يكون إلا لأجل اللحظة الحاضرة بكل ما فيها من تعقيدات وتساؤلات ورؤى. وأرى أن بعض من عادوا إلى التاريخ فعلوا ذلك لأجل ما نمر به هذه الأيام، ومن ذهبوا إلى المستقبل عبر الدستوبيا أيضًا اختاروا ذلك لأجل الحاضر، لكن ما أؤمن به هى الكتابة التى تنظر إلى الحاضر من عمقه فتصنع أسئلتها.
- فى السياق نفسه كيف رأيت الكتابات الروائية التى تفاعلت بسرعة مع الثورات العربية؟ هل تصلح الرواية كفن للتعامل الآنى المباشر مع الأحداث؟
معظم الكتابات التى قاربت الثورات العربية كانت روايات آنية لا يمكن أن تدوم حتى من باب تأريخ اللحظة. لماذا؟ لأن تلك اللحظة ما تزال غامضة إلى الآن. إن تسريد الحاضر يراد له مسافة لرؤيته جيدًا، وهذا لا يقع فى باب التاريخ. دعنا ننظر إلى الروايات التى كتبت باستعجال وتهور وهى تقارب زمن الكورونا، لقد فشل معظمها. لقد كتب ماركيز الحب فى زمن الكوليرا بعد مضى أعوام على تلك الجائحة كان كمن يجلس على رأس جبل ويراقب ساحة دارت فيها معركة سقط فيها الكثير وما تبقى إلا ظلال الذاكرة التى كانت مدادًا للكتابة الحقيقية المُسَائلة والمستبصرة.
- أغلب التعليقات السلبية عن العمل فى «جودريدز» على سبيل المثال كانت حول توالى الصدف المبالغ فيها كأن يحب إبراهيم عشيقة أو زوجة أبيه، ويعالج عند طبيب كان والده سببا فى معاناته ..إلخ، هل تهتم بهذه الآراء؟ وبشكل عام هل تفكر فى القارئ أثناء الكتابة أم بعدها، وكيف يؤثر تفكيرك فى القارئ على ما تكتبه؟
فى هذه المرحلة يصعب على أن أتابع آراء القراء إلا فى الحدود الضيقة، لكن بما أن الرواية باتت ملكًا لهم فلهم الحق فى التعبير عن رأيهم، فوجدت أن هناك من فهم الرواية كما تمنيت بحيث أدرك أن الفصام ليس فصام الوراق فقط إنما فصامًا جمعيًا، وهناك من بقى عند قشرة الفكرة وهذا طبيعى إذا ما علمنا أن القراءة مستويات. لكن يمكننى القول أن لا منطق يبيح مثل تلك التساؤلات التى تطلب الالتزام بقوالب لا تناسب فن الرواية الجنس الأدبى غير الثابت. أما فى لحظة الكتابة فإنى لا أنصت إلا لصوت قادم من دواخلي.    
- يتقمص إبراهيم شخصيات بعض الأعمال الأدبية، لماذا هذه الأعمال بالتحديد ما الذى تمثله لك وهل خشيت من تأثير عدم قرائتها على استقبال الرواية أو فهم مغزى استخدامك لهذه الشخصيات؟


تقمص الوراق لتلك الشخصيات الروائية ليس اعتباطيًا أو حمولة زائدة إنما ركن مهم من أركان الرواية، فإبراهيم كان يلوذ بتلك الشخصيات وهو فى كنف عائلته وأمام أزمته النفسية وأمام ما يحدث على صعيد مجتمعه وعالمه، وما كان ذلك إلا لأنه وجد تقاطعًا بين أزمته وأزمات تلك الشخصيات. كثير من القراء يقرأون بحثًا عن متكئ لهم فى الروايات تحديدًا، وصوتًا يرافق أصواتهم المجروحة. وإبراهيم الوراق فى الرواية واحد من هؤلاء. حين خلصتُ إلى هذه الزاوية فى الرواية وددت القول أن الزمن العربى لم يتغير فيه إلا القشرة؛ فأزمة سعيد مهران فى اللص والكلاب هى أزمة إبراهيم الوراق مع اختلاف الحيثيات فقط.  
-تتعامل الرواية مع مرض الفصام وهو وإن كان يوفر مادة غنية دراميا لكنها حالة مرضية شديدة التعقيد، كيف تجهزت للكتابة فى هذه الجزئية؟
بالإضافة إلى إلمامى بعلم النفس فإنى قرأت جيدًا عن فصام الشخصية وأزعم أنى استطعت أن أكتبه روائيًا بشكل يرضيني. كان عليَّ أن أضيف لقراءاتى السابقة قراءات جديدة، وأن أتتبع أبحاثًا لم أقرأها من قبل. وأن أتحدث إلى أطباء ومتخصصين فى هذا الشأن. لدى الكثير من الناس فكرة مغلوطة عن الفصام وربما كنت واحدًا منهم قبل أن تتطور معرفتى بهذا الشأن. وما عودتى إلى جذور الأزمة إلا لأبين الأسباب، ليست فقط المتعلقة بالفصام إنما بكل ما يدور فى الرواية. وهنا لا يأتى الفصام  كأمر يخص الوراق فقط؛ إنما يخص العالم أجمع الذى بات يمضى على نحو غرائبى متناقض وأضرب لك مثالًا حاضرًا: حين خضع العالم لعزلة الكورونا تقاتل الناس رغم كل مفاهيم الحضارة والتحضر على ورق (التواليت)  وظهرت فى وجوههم ملامح الوحشية، هذا أمر خطير يحيل إلى أننا نقبل على زمن صعب.  
- كل أبطال العمل عالقون فى فشل مستمر وخيبات أمل لا تنتهى.. لماذا يسيطر التشاؤم على العمل؟
إنه ليس تشاؤما، إنه مقاربة الحقيقة المظلمة لأجل بياض النهار. الرواية الجديدة ما عاد فيها مجال للترف بمختلف أشكاله،  وما عادت ذلك النوع الأدبى الذى يُقرأ طردًا للأرق بل إنها (الأرق بعينه) كما قال «مؤنس الرزاز» فى روايته (أحياء فى البحر الميت). كيف لنا أن نطلق أسئلة المصير فى الرواية من دون أن ننكأ الجرح؟   
- كيف كانت كواليس الطبعة المصرية وكيف تتوقع أن تؤثر على تلقى أعمالك؟
وصول الرواية إلى مصر بطبعة مصرية يعنى وصول الرواية إلى القارئ المصرى الذى أعتز به. فى مصر فضاء قرائى مهم جدًا، من هنا رحبت بفكرة أن تتوفر سريعًا فاستجبت لطلب (مكتبة تنمية) الذى بالتأكيد سيفتح بالتأكيد طرقًا جديدة نحو القارئ المصري.  
-كيف تنظر لوضع الكتابة والقراءة فى الأردن حاليا، وفى العالم العربى بشكل عام؟
شريحة القراء فى العالم العربى عمومًا فى اتساع مستمر وهذا عائد لأسباب عديدة، وكذلك هى فى الأردن، وأزعم أن تلك الشريحة تقسم إلى قسمين: واحد لديه أدواته فى قراءة النص وبالتالى يأتى رأيه مصحوبًا بمستوى لافتًا  من الوعى، أما القسم الآخر فهو قارئ للسطح من دون القدرة على النفاذ إلى أعماق ما يقرأ، وهذا طبيعي؛ فهذه القسم لابد أن يلتحق بالآخر. أما الكتابة عربيًا فإنى أرى أنها باتت تسلك مسارات جديدة ومهمة على صعيد الموضوع والتقنية واللغة وهذا من حسنات ما يسمى بالانفجار الروائى الذى لابد للغربال زمنيًا أن يفرز الجيد من الرديء فيه. 
-هل هجرت الشعر وستظل مخلصا للرواية؟ ما الذى تطمح إليه على مستوى النص؟
بالطبع لا، فأنا ما زلت أكتب الشعر وأقرأه باستمرار، لكن الذى تغير هو نشرى لما أكتب. الشعر ضرورة إنسانية وفكرية وجمالية بالنسبة لى، إنى أمارسه فى السرد من دون أن أخل بموازين الرواية ذلك النص الذى أطمح من خلاله إلى كتابة جديدة تخرج على الواقع بأدوات المخيلة.
- تلقيت نبأ وصولك للقائمة القصيرة وقت حصولك على جرعة لقاح كورونا! كيف تتعامل مع أزمة الفيروس الحالية.. هل عطلت مشاريعك أم حفزتها؟
كانت عزلة الكورونا فرصة سانحة للقراءة، كنت أقرأ بنهم بما أن الوقت يتكاثر بشراهة عجيبة. لكن تلك الفترة لم تكن صالحة للكتابة خاصة وأنا أنظر إلى الشارع عبر النافذة، وأنا ممن يؤمنون بكتابة الشارع من عمقه.
-ما الذى تعمل عليه حاليا؟
أتجهز لكتابة رواية تختلط فيها الأزمنة والمستويات اللغوية، أحاول أن أعبر عن هاجس عتيق ولكن بأسلوب يناسب فداحة ما أهجس به.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة