عصام السباعى
عصام السباعى


يوميات الأخبار

ولا شاف النيل في أحضان الشجر!

عصام السباعي

الإثنين، 28 يونيو 2021 - 06:48 م

وأدعى أن أغنية شادية "ياحبيبتى يامصر"، كانت الراعى الرسمى للثوار، وكلهم من البسطاء، من الأسر المصرية بمختلف مستوياتها، الكل أحس بالخطر من الجماعة الارهابية.

الأربعاء:

لا أدرى لماذا تجعلنى تلك الأغنية أتوه فى كلماتها، وأغرق فى معانيها، لا أبالغ فى وصف تأثيرها على كل خلايا جسمى، وكيف تجعلنى أمشى ورأسى فوق السحاب، أو أركب قاربا على سطح النيل، ومن حولى الخضرة والماء الرقراق، وأعترف أننى لم أستطع مرة أن أتجاهل تلك الأغنية لو حدث وصادفتنى فى أى قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية، فمن الصعب أن أقلبها، المؤكد أنها هى التى ستغلبنى، وتزيد من دقات قلبى، ولمعة عيونى، وما أدراكم بمن غنتها ؟..

إنها المبدعة شادية معبودة الجماهير وساكنة القلوب، كنت قبل لحظات أتابع موضوعات زملائى عن أعظم المناسبات التى شهدها الوطن وأعنى ثورة 30 يونيو، وأعترف أن تلك الثورة هى الوحيدة التى انتميت لها، وسرت فى ركابها، واحترمت كل من شارك فيها، وسرت معه كتفا بكتف، أعترف بأننى لم أحضر ميدان التحرير ولامرة، كنت أرى أن الثورة..

الانتفاضة، واختر ماشئت، قد انتهت بتنحى الرئيس الراحل حسنى مبارك، وكنت أجزم أن "الحنجوريون" قد ركبوها، ثم عرفت بعدها أن جماعة الاخوان قد خطفوها، وبدأت الرحلة المجنونة فى محمد محمود والعباسية، وكان من الطبيعى أن تندلع هذه الثورة الغالية 30 يونيو 2013، فقد كانت خالصة مخلصة لوجه الله والوطن،فى مواجهة جماعة باعت دينها من أجل مصالح رخيصة، وتحالفت مع الشيطان من أجل إنجازها، وكان الشيطان يراقب ويتابع ويخطط وينفذ، ولكن ماخطط له إنهار مع تلك الثورة، وأدعى أن أغنية شادية " ياحبيبتى يامصر "، كانت الراعى الرسمى للثوار، وكلهم من البسطاء، من الأسر المصرية بمختلف مستوياتها، الكل أحس بالخطر من الجماعة الارهابية، الكل أحس بأن هناك من " ينشل مستقبله، ويسرق فرحته وأمنه وأمانه، فخرج للشارع لا يحمل سوى علم مصر، ويردد أغنية شادية بأعلى صوت علها تصل لمسامع من كانوا فى الاتحادية، "يابلادى.. يا احلى البلاد يا بلادى.. فداكى انا والولاد يا بلادى".. تأملوا تلك المعانى التى ترجمها الشاعر محمد حمزة من قلوب المصريين فى تلك الغنوة : ولا شاف النيل فى احضان الشجر.. ولا سمع مواويل.. فى ليالى القمر.. اصله معداش على مصر"..

واسمعوا قوة لحن بليغ حمدى فى هذا الجزء من الغنوة الذى يمثل ذروة الدراما فى الرواية، أو الماستر سين فى الأفلام : " مشفش الرجال السمر الشداد.. فوق كل المحن.. ولا شاف العناد فى عيون الولاد.. وتحدى الزمن.. ولا شاف اصرار فى عيون البشر.. بيقول احرار ولازم ننتصر"، وهنا يظهر صوت عبد الحليم من بعيد " وانتصرنا انتصرنا "، وبالفعل انتصر الشعب على جماعة الشيطان.. انتصر فى كل المعارك.. معركته ضد الارهاب..كسب الرهان فى كل شيء.. فى علاقاته مع الآخرين.. فى ثقته فى قيادته وثقة القيادة فى الشعب.. استعاد ثقة واحترام العالم.. صبر ودعم خطوات الاصلاح الاقتصادى، وبعد 8 سنوات وربما بعد مئات السنوات، سيحافظ المصريون على وطنهم، سيغنون للنهر والقامات الشامخات :" ولا شاف النيل فى أحضان الشجر، وسيظل النيل يحضنه، على طول مساره الطبيعى من أقصى الجنوب إلى أرض مصر،حيث شاءت إرادة الرحمن ولا راد لمشيئته إلى أبد الدهور.

الحل عند الدكتور "الجزار" !

الأحد :

عندما تقع فى عشق المكان، تحاول أن ترتبط به وتخلق الوسيلة الدائمة للبقاء فيه والارتباط به، حدث ذلك معى عندما زرت لأول مرة تلك القرية التى قبل مرسى مطروح بعشرين كيلو، وكانت معى شقيقتى وأولادها وكانوا فى إجازة بعد غياب سنوات فى نيويورك، وووقعت هى فى نفس العشق، وكانت النتيجة أننا اشترينا فيلا وقسمناها لشاليهين، وبدأت فى التشطيب، وبمجرد الانتهاء منها، وفى أول رحلة لها، وفى الكيلو 90 عند "نجع الشيخ"، تعرضت لحادث ودعت فيه زوجتى وابنى الأصغر رحمهما الله، ورغم الكارثة لم تنقطع حبال العشق، وواصلت أنا وولدى اللذان نجيا معى السفر إليه، حتى تبدلت الأحوال قبل عامين، وحدثت الخلافات بين الأعضاء، وخاصة بعد أن اقتصر مجلس ادارة اتحاد الشاغلين على المأمورة وأحد الأعضاء، بسبب الوفاة أو الاستقالة، وتحول عشق المكان إلى عبء، ثم تحول الأمر إلى مشاعر شديدة السلبية، عندما تطورت الخلافات لأمور تتعلق بالسمعة والشرف، وتابعتها من بعيد على أحد جروبات القرية، ، وربما لم تعد هناك قرية لأنها مرهونة بما عليها للبنك العقارى، وحتى ذلك الحين أتمنى من الدكتور عاصم الجزار وزير الاسكان أن يصدر تعليماته لجهاز تنمية الساحل الشمالى الغربى بمتابعة مشاكل اتحادات الشاغلين التى ترد له، وكان الله فى عونهم وعوننا .

الموت.. لحظة !

الجمعة :

إشارات الاتعاظ لاتتوقف أبدا، فقد شعرت بالعجز تماما عن فعل أى شيء للوقوف إلى جانب أحد الأحباء، والحكاية باختصار أن زوجته سافرت للوقوف مع ابنتها فى الولادة حيث تقيم بأمريكا، ولم تمض أيام حتى أبلغوا الصديق بأن زوجته قد أصابتها كورونا، ودخلت الرعاية المركزة، ولم يكن أمامه سوى السفر إليها، ووسط كل ذلك وجدت نفسى أصلى صلاة الجنازة فى مسجد الشربتلى بالتجمع الخامس على حما ابنته، ولم يستطع زوج ابنته السفر من أمريكا للقاهرة لوداع والده، ولم تمض 24 ساعة حتى كنت فى مسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة.

أؤدى صلاة الجنازة على نجل ابن خالته، وهو من الضباط الكبار الأكفاء وبطل قصة من الأيام البائسة الفاجرة لشارع محمد محمود، ولم تمض ساعات حتى جاءنا خبر وفاة زوجة الصديق الغالى وصعود روحها إلى بارئها، ولا أخفى عليكم أننى أحسست بهزة كبيرة، فكل الذين فارقونا من الطيبين، وهكذا عرفت أو سمعت عنهم، وأعترف أننى لازلت أعيش حالة الهزة والارتباك، وفهمت وقتها لماذا تحرص زوجتى على شراء الأكفان وتوزيعها هنا أو هناك، وأحسست أن هناك واجبا على بأن أفعل مثلها، فلا أحد يدرى ماسيكسب غدا ولا بأى أرض سيموت، ووسط كل تلك الأحاسيس الجنائزية تذكرت نصيحة بائع المحل لزوجتى أطال الله فى عمرها: عندما تتبرعين بالأكفان لاتنسى الفاتورة فى الأكياس، والأفضل أن تقومى بتغيير الأكياس، لأن من يتلقون التبرعات، يقومون باعادتها للمحل ويحصلون على فلوسها، تخيلت وقتها أن من فعل ذلك، ربما سيموت ميتة لا يمكن معها أن يحتويه الكفن ! ولازلت حتى الآن فى تلك الحالة اطمئنان واعتبار.

مجاذيب الكورة !

الثلاثاء :

لا أدرى إلى متى سيستمر ذلك الهبل الكروى، وانعدام الأخلاق الرياضية، هل سمعتم "راعى للهبل" يجذم أن 90% من بطولات الأهلى حرام، وحكايات أحمد الشريف التى تجعلك تسقط على الأرض من الضحك، والأخ هزاع الذى يرى أن نفوذ الأهلى نجح فى تأخير سفر فريق بايرن ميونخ من مطار ألمانى للدوحة، بحيث يكون لاعبوه متعبين فى مباراتيهما فى كأس العالم للأندية، وهذا الذى يقول كلنا عارفين كيف يحصل الأهلى على بطولاته، ويزعم انها بمساعدة الدولة والتحكيم واتحادات الكرة المتعاقبة، حتى البطولات الأفريقية، وهؤلاء لا يمكن أن ترد عليهم بالمنطق، فكأنهم يقولون أن الأهلى نجح فى أن يتلاعب بمسئولى الزمالك منذ حيدر باشا، وهل كان المسئولون ووزراء الرياضة ورؤساء الاتحادات، بداية من حيدر باشا وعبد الحكيم وحسن عامر ثم الدكتور عبد المنعم عمارة وحتى الدكتور أشرف صبحى لا يستطيعون فرملة الأهلى، أما لقب نادى القرن الأفريقى قد تم بمؤامرة، وكأن كل الفرق الأفريقية هى الأخرى "طراطير"، وتبقى كلمة : من يريد المقارنة بين الأهلى وغيره، فليتحدث عن الميزانيات، والفروع وقيمته التسويقية، أما الذين يعتبون على شركة وطنية بحجم المصرية للاتصالات "وي"، لرعايتها النادى الأهلى، فأدعوه أن يتوقف عن "الندب"، ويتخذ الاجراءات القانونية، أما لو كان منصفا، فسوف يبحث فى ميزانية الشركة وسيحسب نسبة الزيادة فى أرباحها، وسيكون الأهلى بكل تأكيد أحد أسباب تلك الزيادة.

أرجو أن لا يخرج علينا من يقول اكتب ماتكتبه فى مجلة الأهلى، ولا أدرى لماذا لا نجهر بالحقيقة فى أى مكان، دعونا نلجأ إلى العلم والعقل عندما نتحدث فى الأموال والبيزنس، لأن لغة الأرقام لا تكذب.

وكم أتمنى لو فعلها مجلس ادارة الأهلى مرة ويقاضى كل من كذب وادعى وأساء الأدب فى حق شرف الرياضة المصرية، عندها سيتحدث الجميع بلغة الرياضة والبيزنس، وكلاهما يعتمد على الأرقام، وكلاهما لا يوجد من يمكن مقارنته بالأهلى، والفرق كبير بين من ينشغل بنفسه، لأن الفوز قرينه، وبين من ينشغل بغيره.

كلام توك توك:

إللى يخاف يمشى !

إليها :

من أين تأتين بكل ذلك التسامح والرضا؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة