محمد رشاد - د.شريف شاهين - ضحى عاصى - د.حسين حمودة - رباب كساب
محمد رشاد - د.شريف شاهين - ضحى عاصى - د.حسين حمودة - رباب كساب


«الكتاب وحده هو النجم».. الأدباء يتأملون مشهد الدورة الاستثنائية لمعرض الكتاب

الأخبار

الإثنين، 28 يونيو 2021 - 07:24 م

كتبت: فادية البمبي

على مسرحه تألقت نجوم عديدة: روائيون وشعراء وفنانون.. مطربون وممثلون، وفى أفقه لمعت أقمار تحلقت حولها الحشود، وتجمعت من أجلها الآلاف المتعطشة إلى إبداعات هؤلاء وفنونهم، فقد صال وجال على مسرح معرض الكتاب الشاعر الأشهر الراحل نزار قبانى، والشاعران الفلسطينيان اللامعان: محمود درويش، وسميح القاسم إلى جانب نجوم العامية المصرية: عبد الرحمن الأبنودى، وأحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب، وقد استمتع جمهور المعرض بلقاء المبدعين والمشاهير فى كل المجالات: عادل إمام، نور الشريف، يحيى الفخراني، على الحجار، محمد منير، وحيد حامد، عمر خيرت، وكثيرون لامعون التفت حولهم الآلاف، وقد جذبوا الحشود إلى زيارة معرض الكتاب، ولكن تحت ضغط وباء «كورونا» المستجد تنطلق دورة المعرض الثانية والخمسين غدا دون فعاليات ثقافية وفنية فى قاعاته وأجنحته، مما يعنى غياب النجوم والمشاهير عن اللقاءات المباشرة بالجمهور، فالندوات افتراضية على موقع المعرض، والنجم الوحيد هو الكتاب، فالزوار سيتوجهون إلى مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية من أجله فقط، باعتباره النجم الوحيد، وهذا يبدو للمتأمل طبيعيا، أليس المعرض مخصصا أصلا للكتاب؟.. أليس اسمه معرض الكتاب، فكيف يتأمل المفكرون والأدباء والنقاد هذا المشهد الذى فرضته الإجراءات الاحترازية فى مواجهة وباء حير الإنسانية كلها وأوجعها حقا!

فى البداية يقول خبير المكتبات د.شريف شاهين عميد آداب القاهرة: الظاهرة المرتبطة بهذه الجائحة العالمية هى انتقال الحياة من الوضع المادى الملموس إلى «الإنترنت»، وأقصد كافة مناشط الحياة: الصحة والتعليم والاقتصاد والخدمات الحكومية وغيرها، تمام: طيب فى المقابل لماذا نقبل على شراء كتاب، ومن ثم الإطلاع عليه أو قراءته!

الكل يعلم أن هناك أسبابا أو دوافع كثيرة لذلك يأتى على رأسها التعليم، فما بالك بانتقال العملية التعليمية سواء على مستوى المدارس والجامعات إلى الاعتماد شبه الكلى على المنصات الإليكترونية وصدور قرار منذ عدة أيام بخصوص عدم الاعتماد على الكتاب الورقى فى التعليم الجامعى من العام الجامعى المقبل! إذن السياق المجتمعى يفرض على منظومة النشر، وبالتالى دورة حياة الكتاب إعادة النظر أو إدارة التغيير وهو ما يشهد مقاومة حتى الآن من الكثير، القارئ للترفيه والمتعة يعتمد على ما تقدمه «الإنترنت» من مضمون وللأسف عبر شبكات التواصل الاجتماعى والقارئ للتثقيف يعتمد على المنصة الإليكترونية لوزارة الثقافة المصرية وما شابهها والقارئ للارتقاء بنفسه وتنمية الذات يعتمد على كنوز اليوتيوب وما شابهها فضلاً عن الدورات التدريبية وورش العمل المجانية التى تقدر بالآلاف على مواقع تعرف ب MOCC (نماذج التدريس والتعلم المفتوح فى المجالات المختلفة)، وأظن أننا علينا إعادة النظر فى كيفية إحداث التغيير فى موروثات أعوام مثلت أجيالا عريقة مضت لنبدأ فى إعادة النظر فى منظومة القراءة والنشر ودورة المعرفة ككل فى ظل الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات التنمية المستدامة حتى لا نتأخر عن الركب العالمى..

اختصار الوقت والجهد

أما الناقد د.حسين حمودة فيقول: أنشطة معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى هذا العام، بها قدر من المرونة والاستجابة المناسبة للملابسات التى نعيشها مع هذه الجائحة، هناك المنصة الرقمية التى يمكن من خلالها الوصول إلى تذاكر دخول المعرض، ومعرفة بعض المعلومات، والحصول على بعض الإصدارات، أما فيما يتصل بالفعاليات والندوات والأنشطة الثقافية، فسوف تتم، فيما أعلم «أونلاين»، فى حدود معقولة، وأتصور أن هذا القرار الذى اتخذه د.هيثم الحاج على قرار سليم تماما، ففكرة المعرض الذى يعتبر سوقا ضخمة للكتب، ولتجمع الناشرين من بلدان متعددة فى حيز واحد، سوف تتحقق بشكل مناسب، دون مخاطر، لأن هذا النشاط لا يستدعى الجلوس لفترات طويلة فى أماكن مغلقة، بل يعتمد على الحركة المتصلة، أما فكرة الندوات والأنشطة فى أماكن مغلقة ففكرة محاطة باحتمالات كثيرة، ومن الأفضل أن تتم دون اتصال مباشر، وعلى أية حال، فالمؤكد أن هناك خبرات متنوعة حول الأنشطة «أونلاين» قد تم اكتسابها خلال الفترة السابقة، وضمن هذه الخبرة تكشفت فوائد كثيرة؛ حيث يمكن اختصار الوقت والجهد، واختزال الأزمنة والأماكن المتباعدة، لدى كل من يشاركون فى هذه الأنشطة، من المشاركين الأساسيين ومن الجمهور على حد سواء، وعلى هذا كله، فالكيفية التى يتحقق بها المعرض، فى هذه الدورة، ترتبط بعدم التضحية بما لا يجب التضحية به، والمرونة فيما يمكن التعامل معه بمرونة.

عصر الأزرار!

بينما تقول الأديبة رباب كساب: لا ارى ارتباطا بين فعاليات المعرض والكتاب، فالذاهب إلى المعرض فى الاساس ذاهب لاجل الكتاب، قد يحضر الفعاليات بالمصادفة او على سبيل فترات الراحة وخاصة من ياتون من المحافظات البعيدة والذين يكون يومهم بين السفر والشراء والعودة فهؤلاء وقتهم ضيق بالفعل، على عكس سكان القاهرة او المحافظات القريبة الذين يؤهلهم وقتهم لبعض الترفيه او بعض المتعة الثقافية الشفهية فى الندوات، عصر الكتاب كعصر الصحف كحال كل ما هو ورقى او تقليدى فى تراجع مستمر، فليس هذا عصر ما كنا نعرف او نعتاد، نحن فى عصر الديجيتال والازرار، عصر اللمس فلمسة واحدة كفيلة بان تضعك بين كتب فى اكبر المكتبات، او تاتى لك بالكتاب، انها لمسة ليس الا، ورغم عشقى للكتاب الورقى الا اننى احاول الاعتياد بل اننى اعتدت فعلا الكتاب الاليكترونى مثلما اعتدت الكتابة على «اللاب توب» مباشرة.

وتقول الأديبة ضحى عاصى بالطبع غياب حفلات التوقيع سيؤثر بشكل كبير على مبيعات الإصدارات ومناقشة الكتب، ولكن ليس أمامنا سوى تقبل الأمر حتى تجاوز أزمة كورونا، ونأمل أن يعود بصورته الكاملة فى الدورة القادمة.

وفى الختام يقول محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب: لابد أن نتفق فى القول إن الأصل هو معرض للكتاب فقط، ثم تطورت الفكرة وأضيفت إليها الفعاليات الثقافية سواء ندوات أو مناقشة كتب أو لقاءات فكرية، فهذه دورة استثنائية ونظرا للإجراءات الاحترازية التى وضعتها اللجنة العليا لأزمة كورونا فعلينا أن نلتزم بها لأن الفعاليات الثقافية ستؤدى إلى التزاحم ولا يمكن للإدارة المسئولة عن المعرض السيطرة على تجمع الرواد، فهناك الكثير من شباب المبدعين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى، ولديهم عدد كبير من المتابعين، فهى دورة استثنائية الأساس فيها الاحتفاء والاحتفال بالكتاب، فمن يريده سيذهب إليه، وفى جميع الأحوال إقامة المعرض فى حد ذاته رئة ضمن الرئات التى يبحث عنها الناشر المصرى والعربى على أنه يخرج من حالة الركود التى يمر بها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة