الإسماعيلية يعبر إلى بر الأمان
الإسماعيلية يعبر إلى بر الأمان
الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 11:15 ص
الإسماعيلية: أحمد سيد
اسدل الثلاثاء الماضي الستار على الدورة الـ22 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وذلك برئاسة الناقد عصام زكريا، ورغم تأجيلات الدورة المتكررة بسبب «كورونا» ، إلا أن المهرجان استطاع أن يجذب جمهور المدينة الساحلية، وكسب إحترام جميع السينمائيين والصحفيين المشاركين، وما جذب الجمهور أكثر للدورة هو إقامة حفل الختام بمسرح مفتوح يطل على شاطئ قناة السويس، بحضور مسئولين وسينمائيين مصريين وعرب، واتخذ المهرجان السفينة البنمية “إيفرجيفن” شعاراً لدورته الحالية، وهي السفينة الشهيرة التي جنحت فى قناة السويس بالأونة الأخيرة، وتسببت في تعطيل حركة التجارة العالمية بضعة أيام، قبل النجاح في تعويمها.
الدورة المنتهية كانت منظمة بشكل جيد، إلا في بعض التفاصيل البسيطة التي سببت نوع من الإرتباك بجدول العروض، ومن مميزات الدورة الحرص الشديد على تنفيذ الاجراءات الاحترازية في كافة الأماكن التي يتردد عليها الضيوف، للحد من انتشار فيروس «كورونا»، خاصة أن معظم فعاليات المهرجان لاقت إقبال جماهيري، وتحديدا الندوات التي شارك فيها النجوم، حيث خصص المهرجان احتفالية للاحتفاء بالفنانين الذين شاركوا في الأفلام الروائية القصيرة، على رأسهم أحمد كمال، وضمت القائمة أيضا النجوم صفية العمري، أحمد بدير، صبري فواز، أحمد وفيق، سلوى محمد علي، وبسمة، وتواجد هؤلاء النجوم كان داعما قويا للمهرجان، مع عرض الأفلام التي شاركوا بها.. كما شهدت عروض الأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك تواجد جماهيري أيضا، وإن كان هناك بعض الجدل حول مستوى بعض الأفلام المشاركة بالمهرجان، لكن قد نلتمس العذر لإدارة المهرجان بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها هذه الدورة، فضلا عن تأثر صناعة السينما بسبب “كورونا”، وتحديدا هذه النوعية من الأعمال التي تعتمد على التمويل الخاص، وبالتالي هناك قلة في عدد الأفلام المعروضة.
سيطرت قضية الحروب في العالم العربي على الأفلام المعروضة، سواء القصيرة أو التسجيلية أو التحريك، وهو الأمر الذي تفاعل معه ضيوف المهرجان، ومن أبرز هذه الأفلام، اللبناني الروائي القصير «مدينة وامرأة» للمخرج نيكولاس خوري، والذي عبر عن سعادته بعرض فيلمه في المهرجان، واستعرض من خلال فيلمه الخراب والدمار الذي شهدته بلاده نتيجة الحرب الأهلية، وقال نيكولاس في ندوته التي أقيمت في قصر الثقافة، أن بيروت دائمًا في حالة دمار وعمار لذلك دائما ما يوجد بريق أمل لدى أهلها.، وأوضح نيكولاس: »بيروت الآن معزولة بسبب الدمار والخراب الذي حل بها، لكن الفيلم يلعب على إحساس الشعب بوطنه وكأنها امرأة شاخت، واختياري لتجسيد امرأة لدور البطولة لأن المرأة مرتبطة بالجمال، والجمال مرتبط ببيروت، لذلك فهي مدينة تشبه المرأة جميلة، وأنا اخترت سيناريو هذا العمل لأنه يعبر عن هذه الحالة رغم مرور 30 عاما على إنتهاء الحرب الأهلية«.
كما عرض أيضا ضمن المهرجان الفيلم الوثائقي السورى «قفص السكر» للمخرجة السورية زينة القهوجي، الذى رصد الحياة اليومية لوالديها المسنين خلال 8 سنوات من الحرب السورية، حيث تسيطر عليهما مشاعر العزلة والخوف والترقب، لكن الأمر لا يخلو من لمحات الحب والإنسانية التي تتمسك بها العائلة، بينما تناول الفيلم العراقي الوثائقي القصير “القصة الخامسة” للمخرج أحمد عيد، رحلة عاطفية طويلة أمتدت على مدى 4 عقود من الحرب والصراعات في العراق، ورصد فيلم الرسوم المتحركة الجزائري “ذكريات” للمخرج الفرنسي باستيان دبوا 10 سنوات من العنف داخل الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.
بعيدا عن أجواء الحرب حظى الفيلم الهولندي الوثائقي القصير “نايا الغابة لها ألف عين”، الذي يناقش قضايا التكنولوجيا وتأثيرها على المجتمع، بإشادة كبيرة، وقال المخرج الهولندي سابستيان مليدر، أنه استعان ببعض اللقطات الحية من كاميرات المراقبة، من أجل توضيح فكرته التي تتناول “هل التكنولوجيا قد تكون وسيط بين الإنسان والحيوانات؟”، مؤكدا أنه يحضر للجزء الثاني من الفيلم يسلط فيه الضوء على الحيوانات البرية التي اختفت بسبب الإنسان.
كما أثار الفيلم المغربي الروائي القصير«عائشة» للمخرج زكريا نوري جدل واسع بسبب تطرقه لقضية شائكة، وهي الدعارة في المغرب، وقال زكريا: “العمل لا يسلط الضوء على الدعارة بشكل مباشر، لكنه يلقي الضوء على المعاناة التي تتعرض لها الفتيات المهمشات في المجتمع المغربي، خاصة الفتيات من يفقدن رب الأسرة، وأنا أميل للسينما الصامتة أكثر من الحوارية، لذلك قدمتها في «عائشة» الذي يعد أول تجربة إخراجية لي بعد العمل كمساعد مخرج في العديد من الأعمال”.
وأضاف زكريا : «لا يوجد منتجين متخصصين في مجال الأفلام القصيرة، لأن أغلبهم منشغل بالأعمال الروائية الطويلة، وأنا قمت بكتابة سيناريو فيلم «عائشة» منذ 3 سنوات وتأخرت في تنفيذه بسبب البحث عن تمويل، وتم بناء أحداث الفيلم على قصة خيالية، وأن كان الهدف الأساسي هو مناقشة الحياة اليومية التي تمر بها الفتيات المغربيات، وبما إنني نشأت في مدينة الدار البيضاء، وكنت أشاهد معاناة الفتيات الريف المقيمات في أطراف المدينة، قررت أن أتناول هذه المعاناة في أول أعمالي»، وأوضح زكريا: “لم أتعمد طرح فكرة لجوء الفتيات الفقيرات للدعارة لكسب العيش، لكن كنت أرغب في طرح الحياة اليومية لتلك الفتاة التي تعاني غياب الأب والديون المتراكمة والأم المعلقة بين الحياة والموت، بينما تحاول الفتاة كسب القليل من المال لكي تحضر متطلبات يومها فقط».
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة