أحمد حلمي في فيلم أسف علي الأزعاج
أحمد حلمي في فيلم أسف علي الأزعاج


الأدوار المركبة.. تأسف على الإزعاج

أخبار النجوم

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 12:50 م

‭ ‬إشراف‭ :‬‭ ‬ريزان‭ ‬العرباوى‭  ‬

طبيب‭ ‬نفسي‭ ‬مصاب‭ ‬بعقد‭ ‬نفسية‭ ‬،‭ ‬فتاة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬وسلوك‭ ‬غير‭ ‬سوي‭ ‬يدفعها‭ ‬لإيذاء‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بآلامهم‭, ‬عاشق‭ ‬يصل‭ ‬لمرحلة‭ ‬الجنون‭ ‬والهوس‭ ‬بمن‭ ‬أحب‭, ‬صاحب‭ ‬أموال‭ ‬ونفوذ‭ ‬مصاب‭ ‬بداء‭ ‬العظمة‭ ‬والتسلط‭, ‬طالب‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬انفصام‭ ‬في‭ ‬الشخصية‭ ‬وغيرهم‭.. ‬كلها‭ ‬شخصيات‭ ‬مركبة‭ ‬–‭ ‬سيكوباتية‭ - ‬تحمل‭ ‬انفعالات‭ ‬متناقضة‭ ‬تلهم‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭ ‬وتجذب‭ ‬الجمهور‭ ‬وتمنح‭ ‬الفنان‭ ‬فرصة‭ ‬لإخراج‭ ‬طاقات‭ ‬تمثيلة‭ ‬مختلفة‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬مشواره‭ ‬الفني‭, ‬فقد‭ ‬حازت‭ ‬مواضيع‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬والإضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬اهتمام‭ ‬مؤلفين‭ ‬الدراما‭ ‬وتم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭.‬

ولكن‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬مطلوبا‭ ‬دراميا‭, ‬وما‭ ‬تأثيره‭ ‬النفسي‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬والمتلقي؟‭ ‬،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬قاعدة‭ ‬معينة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬يتبعها‭ ‬لبناء‭ ‬أسس‭ ‬معايشته‭ ‬لتلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬المعقدة‭ ‬لتفادي‭ ‬تأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المتلقي؟‭ ‬

سؤال‭ ‬أجاب‭ ‬عليه‭ ‬د‭. ‬يسري‭ ‬عبد‭ ‬المحسن‭ - ‬أستاذ‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ - ‬قائلا‭: ‬“أولا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬الشخصية‭ ‬جيدا‭ ‬وأبعادها‭ ‬النفسية‭ ‬والتعمق‭ ‬في‭ ‬الإطلاع‭ ‬بعلم‭ ‬النفس،‭ ‬ليساعد‭ ‬ذلك‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬بمكنونات‭ ‬الشخصية‭ ‬وتحديد‭ ‬نوعية‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭ ‬لإتقان‭ ‬ردود‭ ‬أفعاله‭ ‬وتصرفاته‭, ‬فعلم‭ ‬النفس‭ ‬يساعد‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬سيقدمها‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬درامي،‭ ‬وفهمها،‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬تجسيدها‭ ‬بشكل‭ ‬مقنع،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬متصنعا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭, ‬فثقافة‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬للفنان،‭ ‬لأنه‭ ‬مجال‭ ‬مرتبط‭ ‬بكل‭ ‬العلوم‭ ‬وكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭, ‬كذلك‭ ‬يجب‭ ‬استشارة‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬النفسي‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الموضوع‭ ‬معقدا‭ ‬والشخصية‭ ‬بها‭ ‬ألغاز‭ ‬وأمور‭ ‬خفية‭ ‬حتى‭ ‬تقترب‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬تجسيدها‭ ‬بشكل‭ ‬هزلي‭ ‬أو‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬وتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬أخطاء‭ ‬علمية‭ ‬قد‭ ‬ينعكس‭ ‬تأثيرها‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬والمتلقي‭, ‬فالفن‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد‭ ‬وهناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خلايا‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬خلال‭ ‬مشاهدت‭ ‬الأفلام‭ ‬فالمشاهد‭ ‬يضع‭ ‬نفسه‭ ‬محل‭ ‬الأبطال‭ ‬ويشعر‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬التماهي‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬وشخوصه‭.. ‬ثانيا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬السيناريو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬بصيغة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬حقيقة‭ ‬المرض‭ ‬النفسي،‭ ‬فتناول‭ ‬تلك‭ ‬الأنماط‭ ‬فنيا‭ ‬له‭ ‬شق‭ ‬إيجابي،‭ ‬وهو‭ ‬توعية‭ ‬الناس‭ ‬تجاه‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭ ‬وخطورته”‭.‬

ويتابع‭ ‬قائلا‭: ‬“ثأثر‭ ‬الفنان‭ ‬بالشخصية‭ ‬ومدى‭ ‬سيطرتها‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬العمل‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خبرة‭ ‬الفنان‭ ‬نفسه‭ ‬وطول‭ ‬مدة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬فالمتمكن‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬وصاحب‭ ‬الخبرة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتقمص‭ ‬الشخصية‭ ‬وقت‭ ‬التصوير‭ ‬فقط،‭ ‬وبعد‭ ‬الإنتهاء‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬يعود‭ ‬لطبيعته‭, ‬أما‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬الخبرة‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬عليه‭ ‬نفسيا‭ ‬وقد‭ ‬تتسبب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬عضوية‭ ‬وهذا‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬شخصية‭ ‬الفنان‭ ‬ومدى‭ ‬استعداده‭ ‬أو‭ ‬تقبله‭ ‬للمرض‭ ‬وعلى‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬الإنتهاء‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬بالإختلاط‭ ‬بأهله‭ ‬وأصدقائه‭ ‬ليخرج‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬سريعا‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬للعزلة‭ ‬النفسية”‭.‬

 

‮«‬مناهج‭ ‬متعددة‮»‬

وعن‭ ‬سبب‭ ‬إقبال‭ ‬صناع‭ ‬الفن‭ ‬لتناول‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬والأدوار‭ ‬المركبة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الانفعالات‭ ‬المتناقضة،‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬هي‭ ‬مطلوبة‭ ‬دراميا‭ ‬يقول‭ ‬الناقد‭ ‬عصام‭ ‬زكريا‭: ‬“الأدوار‭ ‬المركبة‭ ‬موجودة‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬لكن‭ ‬بشكل‭ ‬متفاوت‭ ‬أشبه‭ ‬بالموجات،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬أداة‭ ‬قياس‭ ‬معينة‭ ‬لتحديد‭ ‬المطلوب‭ ‬والغير‭ ‬مطلوب‭ ‬دراميا،‭ ‬لكنها‭ ‬مسألة‭ ‬تحسم‭ ‬حسب‭ ‬احتياج‭ ‬العمل‭ ‬والفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬له،‭ ‬وأحيانا‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬المزاج‭ ‬العام‭ ‬للجمهور‭, ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتقمص‭ ‬الفنان‭ ‬للشخصية‭ ‬المعقدة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬النفسي‭ ‬المنعكس‭ ‬عليه،‭ ‬فهي‭ ‬تخضع‭ ‬حسب‭ ‬منهج‭ ‬وطريقة‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬وأحد‭ ‬هذه‭ ‬المناهج‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التقمص‭ ‬الداخلي،‭ ‬وهو‭ ‬منهج‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬اجهاده‭ ‬نفسيا‭ ‬وجسديا‭, ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يتبع‭ ‬هذا‭ ‬المنهج‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذو‭ ‬خبرة‭ ‬كافية‭ ‬تؤهله‭ ‬للخروج‭ ‬سريعا‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يدرب‭ ‬نفسيا‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬أومع‭ (‬كوتش‭) ‬تمثيل‭ ‬يدرب‭ ‬الممثل‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الشخصية‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭ ‬سريعا‭, ‬وتعد‭ ‬أحد‭ ‬أدوات‭ ‬الممثل‭ ‬المحترف‭ ‬ومطلوبة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬لطبيعته‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬القدرة‭ ‬السريعة‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬بالشخصية‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭ ‬بسهولة”‭.‬

ويضيف‭: ‬“تميز‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬بأداء‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار،‭ ‬وكان‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬طريقة‭ ‬ومنهج‭ ‬مختلف‭, ‬فمحيي‭ ‬إسماعيل‭ ‬انتهج‭ ‬الطريقة‭ ‬المسرحية‭ ‬الخارجية،‭ ‬وينتمي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬أيضا‭ ‬السوري‭ ‬باسل‭ ‬خياط،‭ ‬أما‭ ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬فأتبع‭ ‬طريقة‭ ‬التقمص‭ ‬الداخلي‭ ‬للشخصية،‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬جميلة‭ ‬عوض‭ ‬أيضا‭ ‬تفوقت‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬النفسية‭ ‬لأنها‭ ‬مدربة‭ ‬جيدا‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬مختصين،‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يؤدي‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الأداء‭ ‬الكاريكاتيري‭ ‬المفتعل،‭ ‬فيبتعد‭ ‬عن‭ ‬المنطق‭ ‬والواقع‭, ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬صعبة‭ ‬ومعقدة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أسهل‭ ‬الأنماط‭ ‬التمثيلية،‭ ‬لأنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬ومباشر‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬وأداء‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬عكس‭ ‬الشخصيات‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬قدر‭ ‬معين‭ ‬ومحسوب‭ ‬بدقة‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬والإنفعالات”‭. ‬

 

‮«‬مستشار‭ ‬نفسى‮»‬

يتفق‭ ‬الناقد‭ ‬الفني‭ ‬طارق‭ ‬الشناوي‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإستعانة‭ ‬بمستشار‭ ‬نفسي‭ ‬وأهمية‭ ‬دراسة‭ ‬الفنان‭ ‬للشخصية‭ ‬وتحديد‭ ‬أبعادها‭ ‬النفسية‭ ‬ويقول‭: ‬“عند‭ ‬التطرق‭ ‬للشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬والإضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإلمام‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬الالتقاء‭ ‬بشخصيات‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬لمراقبة‭ ‬تصرفاتها‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬وأتذكر‭ ‬أثناء‭ ‬دراستنا‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬السينما‭ ‬كنا‭ ‬نقوم‭ ‬بزيارات‭ ‬لمستشفى‭ ‬الأمراض‭ ‬العقلية‭ ‬وكان‭ ‬د‭. ‬حسين‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬وهو‭ ‬ممثل‭ ‬وأستاذ‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬يهتم‭ ‬بتدريس‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬والإلتقاء‭ ‬بالمرضى‭ ‬النفسيين‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬فهي‭ ‬مسألة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬لمن‭ ‬يعمل‭ ‬بهذه‭ ‬المهنة،‭ ‬فالدراسة‭ ‬الجيدة‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬احترافية‭ ‬التمثيل‭ ‬التي‭ ‬تجنب‭ ‬الفنان‭ ‬الإصابة‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الإكتئاب،‭ ‬فبعض‭ ‬الفنانين‭ ‬قد‭ ‬يصلوا‭ ‬لمرحلة‭ ‬عميقة‭ ‬من‭ ‬التقمص‭ ‬بشكل‭ ‬يصعب‭ ‬عليه‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬بسهولة‭, ‬وأحمد‭ ‬زكي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عندما‭ ‬قدم‭ ‬فيلم‭ (‬زوجة‭ ‬رجل‭ ‬مهم‭) ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬القولون‭ ‬وأخبرني‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬لم‭ ‬يحدد‭ ‬سبب‭ ‬عضوى‭ ‬لشكواه‭ ‬وأرجع‭ ‬السبب‭ ‬لتأثره‭ ‬الشديد‭ ‬بالشخصية”،ويضيف‭ ‬الشناوي‭: ‬“بالنسبة‭ ‬للمتلقي،‭ ‬فلا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬لتلك‭ ‬الأدوار‭ ‬تأثير‭ ‬نفسي‭ ‬سلبي‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬المشاهد،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬يتأثر‭ ‬بالممثل‭ ‬ويتعاطف‭ ‬معه،‭ ‬فتعمل‭ ‬السيكودراما‭ ‬على‭ ‬إزالة‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬المشكلات‭ ‬والقضايا‭ ‬النفسية‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها‭ ‬وإخراج‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬عزلته‭ ‬النفسية‭ ‬وتعمق‭ ‬استبصار‭ ‬الإنسان‭ ‬بذاته،‭ ‬لذلك‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة”‭.‬

‮«‬أداء‭ ‬متقن‮»‬

هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬المركبة‭ ‬جذب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬منهم‭ ‬محيي‭ ‬إسماعيل‭ ‬الذي‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأدوار‭ ‬الصعبة‭ ‬المركبة‭ ‬وتجسيد‭ ‬صراعات‭ ‬الإنسان‭ ‬النفسية‭ ‬فأصبح‭ ‬متخصصا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأدوار،‭ ‬وأطلق‭ ‬عليه‭ ‬لقب‭ ‬“رائد‭ ‬السيكودراما”‭, ‬فقدم‭ ‬دور‭ ‬طالب‭ ‬جامعي‭ ‬معقد‭ ‬نفسيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ ‬“خلي‭ ‬بالك‭ ‬من‭ ‬زوزو”‭ ‬وأعتبر‭ ‬نقلة‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليه‭ ‬ويثبت‭ ‬إمتلاكه‭ ‬لموهبة‭ ‬فنية‭ ‬مميزة،‭ ‬ليختاره‭ ‬المخرج‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬مصطفى‭ ‬لدور‭ ‬شاب‭ ‬مصاب‭ ‬بالصرع‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬“الإخوة‭ ‬الأعداء”‭ ‬جسد‭ ‬الدور‭ ‬بشكل‭ ‬إحترافي‭ ‬جعل‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬يسأله‭ ‬عند‭ ‬لقائه‭ ‬“هل‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الصرع‭ ‬فعلا؟”‭.‬

ويقول‭ ‬محيي‭ ‬إسماعيل‭: ‬“أعطي‭ ‬للشخصية‭ ‬ولا‭ ‬أخذ‭ ‬منها،‭ ‬ودراستي‭ ‬للفلسفة‭ ‬ساعدتني‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬الكامل‭ ‬للجوانب‭ ‬النفسية‭ ‬للشخصية‭, ‬فالنفس‭ ‬البشرية‭ ‬مليئة‭ ‬بالتناقضات‭ ‬والمتاهات،‭ ‬وليس‭ ‬لكل‭ ‬منا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فهمها‭ ‬والغوص‭ ‬بداخلها،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬الموهبة‭ ‬أولا،‭ ‬ونماها‭ ‬بالعلم‭ ‬والدراسة”،‭ ‬تميز‭ ‬السوري‭ ‬باسل‭ ‬خياط‭ ‬بتقديم‭ ‬أدوار‭ ‬مركبة‭ ‬ومرهقة‭ ‬نفسيا‭ ‬خلال‭ ‬مشواره‭ ‬في‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬ولقبه‭ ‬البعض‭ ‬بـ”الجوكر”‭, ‬فتمكن‭ ‬من‭ ‬لفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شخصية‭ ‬“يوسف”‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬المصاب‭ ‬بعقد‭ ‬نفسية‭ ‬ينتقم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬وتظهر‭ ‬جوانب‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسلسل‭ ‬“حرب‭ ‬أهلية”‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الماضي،‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬يسرا‭ ‬وأروى‭ ‬جودة‭ ‬وإخراج‭ ‬سامح‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬وتأليف‭ ‬منة‭ ‬القيعي‭ ‬وأحمد‭ ‬عادل‭, ‬قدم‭ ‬أيضا‭ ‬دور‭ ‬الشرير‭ ‬“السيكوباتي”‭ ‬شديد‭ ‬الذكاء‭ ‬صاحب‭ ‬الخطة‭ ‬الموضوعة‭ ‬بعناية‭ ‬لتدمير‭ ‬شخص‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬الاختيار‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬مسلسل‭ ‬“30‭ ‬يوم”‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬بطولته‭ ‬آسر‭ ‬ياسين‭, ‬فجسد‭ ‬شخصية‭ ‬“طارق”‭ ‬طبيب‭ ‬نفسي‭ ‬يستقبل‭ ‬في‭ ‬عيادته‭ ‬“توفيق‭ ‬المصري”‭ ‬فيجرى‭ ‬عليه‭ ‬تجربة‭ ‬نفسية‭ ‬بهدف‭ ‬تحطيمه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬30‭ ‬يوما‭, ‬المسلسل‭ ‬تأليف‭ ‬مصطفى‭ ‬جمال‭ ‬هشام‭ ‬وإخراج‭ ‬حسام‭ ‬علي‭.‬

نالت‭ ‬جميلة‭ ‬عوض‭ ‬إشادة‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬“حرب‭ ‬أهلية”‭ ‬حيث‭ ‬جسدت‭ ‬شخصية‭ ‬“تمارا”‭ ‬إبنة‭ ‬يسرا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مشاكل‭ ‬نفسية‭ ‬كثيرة‭ ‬بسبب‭ ‬طريقة‭ ‬تربيتها،‭ ‬فتشهد‭ ‬حياتها‭ ‬تحولات‭ ‬عديدة،‭ ‬جميلة‭ ‬مرت‭ ‬بضغوط‭ ‬نفسية‭ ‬أثناء‭ ‬التصوير‭ ‬مما‭ ‬سبب‭ ‬لها‭ ‬آلام‭ ‬في‭ ‬المعدة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة