العميد مصطفى حمدان
العميد مصطفى حمدان


رسالة زعيم حزب المرابطون اللبناني للمصريين في ذكرى ثورة الشعب

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 08:56 م

بقلم: العميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون اللبنانية


بداية أتقدم بالتهنئة من أهلنا المصريين جميعاً، بمناسبة ذكرى ثورة أهلنا المصريين المباركة في ٣٠ يونيو.

لا شك أن مصر العربية بأهلها وقواتها المسلحة وقيادتها وعلى رأسها سيادة الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي بالنسبة إلينا نحن المرابطون هي المثل والمثال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لا بل هي الصخرة التي ترتكز عليها أمتنا العربية في الملمات، وهذا ما يشبه التاريخ والجغرافية.

وكنا نحن وأغلب أبناء العروبة في غاية القلق لا بل الضياع عندما سرقت عصابات الاخوان المتأسلمين حراك أهلنا المصريين في 25 يناير وسيطرت على السلطة، ولكن كنا على اقتناع تام أن المصريين سيسقطون هذا الكابوس، ولقد استطاعوا فعلاً أن يسقطوه في ثورة ٣٠ يونيو التي أعادت مصر إلى واقعها الوطني والقومي.

بالنسبة إلى الإنجازات على مستوى التنمية والتطوير بعد ثورة ٣٠ يونيو ، والتي هي فعلاً المعركة والمواجهة الحقيقية على طريق استعادة مصر لدورها القومي عبر انجازاتها على الصعيد الوطني الداخلي، ولذلك نحن نتابع ما يجري على أرض مصر بدقة واهتمام، والذي يشعر به المصريون أكثر من غيرهم وأول من نشعر، ولكننا أيضاً نتابعه بدقة خلصة في الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية.

نحن على الصعيد الاجتماعي نشهد قيمة الانجازات في تطوير عملية الوعي الاجتماعي المصري، عبر تحقيق الفرص للشباب المصري للعمل على أرضهم وتخفيف الهجرة إلى الخارج، ونشر العدالة الاجتماعية عبر تأمين كافة مستلزمات الحياة الكريمة، بدءً من لقمة العيش حتى التعليم المجاني وصولاً إلى الجامعات والطبابة المعممة على كافة أبناء الشعب المصري، والمؤتمرات الشبابية التي تعقد، وحضور سيادة الرئيس السيسي شخصياً كهذه المؤتمرات والنقاشات المهمة والفعالة بين جيل مصر الجديد، والرئيس السيسي يحدد اتجاهات التقدم والتنمية الاجتماعية في صناعة مستقبل مصر.

على الصعيد التطوير الاقتصادي، حجر الأساس إلى إقامة المجتمع المزدهر والمتقدم، نحن ندرك بأنه منذ ثورة ٣٠ يونيو المشاريع الإنمائية الكبرى التي حدثت على صعيد تطوير الطرقات والكباري (على امتداد مصر وهنا لا أخص بالذكر منطقة معينة) خاصة في الصعيد وسيناء.

شبكة الطرقات الحديثة وعلى الأخص بالمقارنة كما كانت عليه قبل ثورة ٣٠ يونيو وكيف تطورت اليوم، يرى الفارق الكبير والإنجاز العظيم في شبكة الطرق التي تبرز بتسهيل التجارة الداخلية، المحور المهم والركن الأساسي في تطوير المجتمع المصري.

أيضاً هناك أمر آخر لاحظناه هو مشروع تطوير السكة الحديدية في مصر، ورغم الأحداث المؤسفة التي حصلت، إلا أن هناك تخطيط لنقل هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي إلى متطلبات العصر الحديث، عبر الفعل إيجاد في تحديث شبكات سكة الحديد ومشاريع ضخمة في تطوير خطوط النقل عبر القطارات في كافة أنحاء الداخل المصري.

ولعل ما نشهده أيضاً على صعيد تعميم المشاريع الاسكانية الضخمة التي تتيح للشباب المصري إيجاد المسكن له ولعائلته الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

أيضاً لا بد للإشارة إلى إنجازات مهمة كبرى استراتيجية، تتعلق بتطوير زراعة الحبوب والقمح في مختلف أنحاء مصر من أجل سدّ الفجوة الغذائية التي تحتاجها مصر، وخاصة بسبب تزايد عدد السكان الكبير، هذه الإنجازات التي ترتكز على تطوير زراعة الحبوب والقمح وبناء المخازن الكبرى الاستراتيجية لتخزينها على امتداد الجغرافيا المصرية في الانجازات الاساسية في عملية التطوير والتنمية هي مشاريع الري والتطور، امكانيات السد العالي لرفع الانتاج الزراعي الوطني في الصحراء، وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة إلى الأمن الغذائي المصري.

العاصمة الإدارية الجديدة التي تُعدّ نموذجاً في بناء المدن الذكية في المستقبل، ولا بد أن هذه الإدارة ستكون سابقة في تاريخ المدن العربية.

أيضاً لا بد من التركيز على الإنجازات فيما يتعلق بقناة السويس، وتطوير كل البنى التحتية بمختلف أنواعها على امتداد القناة، وبالتالي انتعاش هذه المدن اقتصادياً، والحرص على تحديث أساليب الملاحة في القناة الأولى والثانية، ولعل الأحداث التي شاهدناها مؤخراً فيما يتعلق بجنوح بعض السفن الضخمة في قناة السويس، ومعالجة هذه الأحداث بسرعة فائقة تدل على مدى التطور النوعي الذي حدث على صعيد الملاحة، والتي تُعتبر الدعم الاستراتيجي الأساسي للاقتصاد المصري.

لعل ما يجري على صعيد تطويق مصر اقتصادياً وسياسياً هو كل المحاولات، في التشكيك بقدرة قناة السويس على استيعاب الملاحة العالمية، بين مختلف المحيطات ومحاولات بعض الدول لإنشاء قنوات أخرى باءت جميعها بالفشل، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لما تحقق بعد ثورة ٣٠ يونيو فيما يتعلق بقناة السويس، التي تُعتبر العامل الاستراتيجي الأساسي بالنسبة إلى الثروة الاقتصادية المصرية.

بالإضافة إلى أمر لا بد من ذكره وهو قطاع السياحة الذي رغم انتشار وباء الكورونا، والظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر، ومحاولة افتعال الأحداث الأمنية من أجل إرهاب السائحين والحركة السياحية والتي تعتبر عامل استراتيجي في الاقتصاد المصري، شاهدنا الكثير من الإنجازات وتطوير المراكز السياحية المهمة في مصر على امتداد الجغرافية المصرية، ولعل ما شاهده العالم من نقل رفاة المومياءات في الاحتفال مؤخراً الذي يعزز قطاع السياحة في مصر مثلاً وإنجازاً على هذا الصعيد.

لذلك نحن نقول بأن ما أنجزته ثورة ٣٠ يونيو بعد انتصارها وانتصار أهلنا المصريين، هو هذه الخطط للتنمية وتطوير البنية التحتية التي قلنا سابقاً بأنه العامل الأساسي الذي يعطي مصر قوتها السياسية ودورها الإقليمي والعالمي. لا شك أن المرحلة التي سبقت مرحلة ثورة ٣٠ يونيو بعد الحراك الشعبي لأهلنا المصريين في  يناير، وكما قلنا استيلاء عصابات الإخوان المتأسلمين على السلطة آنذاك، كان واضحاً أنه امتداد لما يجري على جغرافية الأمة العربية من محيطها إلى خليجها العربي بتعميم ما أسموه ربيعاً عربياً وهو كان صقيعاً عربياً يهدف إلى تمزيق الأمة، لا بل أكثر من ذلك يهدف إلى ضرب الأمن القومي العربي من اجل تمرير الكثير من الصفقات، سواء على صعيد منطقة الشرق الأوسط أو على صعيد ما شاهدناه من أحداث القضية العربية وهي قضية فلسطين من حيث إلغاء الحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني.

وبالتالي للإشارة كيف استفاد العرب من ثورة ٣٠ يونيو وعودة مصر إلى دورها القومي، يكفي أن نقول بأن هناك الكثير من الإنجازات على مكافحة الإرهاب منذ ثورة ٣٠ يونيو على أرض مصر، والذي ينعكس بضرب الإرهاب الإخونجي المتأسلم والذي هم الجذع الأساسي للإرهاب على صعيد ما جرى في أمتنا العربية، هذه الانجازات في ارض مصر أدى إلى إنجازات أخرى في مختلف الأقطار العربية، حيث كان التعاون الأمني بين مصر وكافة الدول العربية أدى إلى هزيمة هذا الإرهاب، سواء كان في سورية أو العراق أو تونس أو في الجزائر، مما بلور عودة هذه الصخرة مصر التي حاولوا أن يفتتوها، هذه الصخرة كانت دائماً وأبداً هي التي تحمي أمتها العربية ويرتكز عليها الأمن القومي العربي في حماية أمن الأقطار العربية، ولعل الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها أمتنا العربية ما كان مكتوب لها إلا النجاح لولا سقوطها الذريع على أبواب القاهرة، وبعد سقوطها على أبواب القاهرة انتشرت هزائمها في كل الدول العربية.

إن ثورة ٣٠ يونيو استفاد منها العرب بأنها كانت الباب والمدخل إلى ضرب إرهاب عصابات الإخوان المتأسلمين بكافة المناطق، وإسقاط مشروع الصقيع العربي الذي استهدف المواطن العربي في كل حياته السياسية والاجتماعية.

الدور المصري في خدمة القضايا العربية ليس دوراً آنياً وليس دوراً مستجداً، الدور المصري هو تراكم تاريخي كبير منذ بدايات الوعي القومي العربي، ولا شك ما قدمه أهل وقواتنا المسلحة المصرية من أجل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين، يكفي أن نقول بأن فاتورة الدم لشهداء أهل مصر هي الشاهد والشهيد، وبالتالي لا يمكن لأي كان التشكيك بهذا الدور المصري في خدمة القضايا العربية الكبرى وكما قلنا في مقدمتها قضية فلسطين، لا بل كما سبق وذكرت أن العامل الأساسي في القضاء الإرهاب ونجاة هذه الأمة من مشروع تفتيت وتقسيم وتحويلها إلى جمهوريات موز وإمارات متشددة على امتداد هذه الأمة، كان العامل المصري في القضاء على الإرهاب هو العامل الأساسي في حماية هذه الأمة، وبالتالي العودة إلى التفرغ إلى القضايا العربية الكبرى من المحيط إلى الخليج العربي.

لا شك أن الدور المصري منذ أن اندلعت انتفاضة القدس في رمضان، ضد العدوان الصهيوني كان أساسياً ومركزياً، هذا التعامل المصري كان الرادع الأساسي من خلال الاتصالات المباشرة والتهديد المباشر للعدوان الصهيوني، بأن الاستمرار في هذا العدوان سيؤدي إلى نتائج وخيمة على من يقوم به، ولا شك أن اتصالات الديبلوماسية على الصعيد العالمي التي أعطت الدور المصري كل تأييد في منع استمرار هذا العدوان، كان له الدور الأساسي في حماية أهلنا الفلسطينيين، ولا شك أن ديناميكية الحركة المصرية السريعة منذ بداية العدوان أدت الكثير إلى تخفيف الخسائر التي يتعرض لها أهلنا الفلسطينيين.

ومن ثم لا بد من التأكيد أن أهل غزة بالتحديد بسبب الموقع الجغرافي، يدركون تماماً ماذا فعل هذا الدور المصري على الصعيد الديبلوماسي والاستخباراتي والأمني والدفع بمنع استمرار هذا العدوان على كل الفلسطينيين، كان مؤشراً يبرز دائماً فعالية مصر في حماية الفلسطينيين.

لا شك أن جمهورية مصر العربية فيما يجري مؤخراً على صعيد أمتنا العربية، طرحت المدخل الأساسي فيما يتعلق بالأمن القومي العربي، ولقد كانت لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق برؤيته الاستراتيجية بحماية الأمن القومي، عبر تقوية الجيوش العربية ودعوتها إلى التنسيق والتكامل فيما بينها لمكافحة الإرهاب وكل أنواع العدوان الخارجية على الدول العربية، تؤكد هذا الحضور الكبير لجمهورية مصر العربية، لا بل من منطلق المعلومات والتحليل أن الأيام القادمة ستشهد فعالية مصرية كبيرة، ومبادرات في إطار إعادة بناء الجامعة العربية ترتكز على إعادة الدول العربية لأخذ دورها من خلال دور الجامعة، ولا بد يكون هناك طرح مسأليتين أساسيتين في إعادة بناء هذه الجامعة بناءً صحيحاً يرتكز على استراتيجية حماية الأمن القومي العربي، استناداً إلى الرؤية المتجددة للفريق السيسي في حماية الأمن القومي وإلى  إعادة التكامل الاقتصادي ما بين الدول العربية، ومن ثم عندما يكون هناك جامعة عربية قوية تجمع كل الأقطار العربية في ثناياها، تعود هذه الأمة العربية إلى أخذ دورها على الصعيد الإقليمي والعالمي.

نحن نرى التدخل المصري كان إيجابياً وقوياً وحقيقياً على مختلف الاتجاهات لاستراتيجية الكبرى العربية خاصة في الواقع الليبي المتأزم عبر التحاور مع جميع الأطراف، نجد أيضاً أن ما حدث على الصعيد القضية الفلسطينية ولجوء كافة الأطراف الفلسطينية في الملمات إلى مصر، سواء في الحوار من أجل الوحدة أو من أجل منع الضرر الكبير من العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، نجد أن هناك حراك ديبلوماسي لمصر على صعيد حل الأزمة في لبنان، وأيضاً التعاون الأمني المصري-السوري في مكافحة الإرهاب، وأيضاً واقع حماية الأمن العربي على صعيد الخليج العربي وما يجري في العراق، هذا الحراك الأمني الاقتصادي الاستراتيجي المصري يعطيه هذه القيمة على الصعيد العربي.

مصر الإقليمية يتعاظم دورها على صعيد منطقة الشرق الأوسط، ونحن نشهد على تطور هذا الواقع الإقليمي في النزاعات سواء في منطقة البحر الأبيض المتوسط في مختلف المحاور، حيث نرى أن هناك اهتمام بالدور المصري وتطوراً على صعيد العلاقات الديبلوماسية المختلفة من دول كانت تعادي مصر مثل تركيا وغيرها، كل هذا يؤشر إلى تطور هذا الدور الإقليمي من خلال تطور الواقع المصري على الصعيد العربي.

بالنسبة إلينا المؤشرات على هذا التعاظم للدور المصري هو الواقع الجيواستراتيجي السياسي لمصر يعطيها دائماً دوراً أساسياً، كان التآمر دائماً على مصر بأن يلغي هذا الدور، ولكن كما تؤكد الأحداث وخاصة في السنوات الاخيرة وبعد ثورة ٣٠ يونيو واستعادة مصر للكثير من قوتها، واستطاعت أن تقف في وجه التآمر عليها اقتصادياً وسياسياً وحتى اجتماعياً وحتى في لقمة العيش، نرى أن مصر تعود تلقائياً إلى الدور العظيم على الصعيد الوطني والقومي العربي والعالمي.

أخيراً لا بد ان نعلن نحن المرابطون وقوفنا مع الحقوق الشرعية التاريخية لمصر في مياه النيل، ومن منطلق تاريخنا النضالي والجغرافيا نؤيد أي إجراء تتخذه مصر منذ العدوان الأثيوبي على مياه النيل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة