أيام «الاسـتـبـن»
أيام «الاسـتـبـن»


أيام «الاسـتـبـن»

محمد قنديل

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 10:21 م

لم تكن الجموع التى وقعت على وثيقة تمرد التى تجاوزت 22 مليون استمارة، راضية عما يحدث تحت مظلة حكم الإخوان، حيث مر 365 يوما منذ أن تم إعلان فوز محمد مرسى عيسى العياط بانتخابات الرئاسة، والتى كانت فترة بمثابة محاولة لأخونة الدولة المصرية والسيطرة على مقاليد الحكم باستخدام الدين لصالح خططهم ومطامعهم السياسية، وزيادة امتداد لأذرعهم داخل جميع المؤسسات لتأتى ثورة ٣٠ يونيو لتنهى أحلام الجماعة فى إقصاء كل من هو غير إخوانى عن أى منصب أو قيادة.
أكد عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أن ثورة 30 يونيو غيرت مجرى التاريخ ليس فقط فى مصر بل المنطقة العربية، لأنها أوقفت المد الإخوانى ومحاولات التمكين من الحكم، وفقاً لأجندة موضوعة منذ أربعينيات القرن الماضى، تهدف إلى تفكيك الدول العربية وتغيير هويتها بهدف السيطرة عليها وتحويلها إلى دويلات لسهولة إقامة مشروع دولة الخلافة المزعومة.
وتابع: الجماعة حاولت توظيف الدين للوصول إلى السلطة والسيطرة على الدولة وتغيير هوية المجتمع وتطويع المؤسسات لخدمة المشروع الإخوانى، وكانت البداية الحقيقية لسيناريو التمكين منذ عام 2011، حين سعت الجماعة للتحكم فى مجريات الأمور، واستهدفت الاستحواذ على المؤسسات الدينية وتطويعها تحت مظلة الإخوان خلال وجودهم فى السلطة.
وأضاف الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أن الإخوان كانت تريد تأسيس دولة وفقاً للمنهجية الفكرية الخاصة بحسن البنا، فعملت على فكرة الدولة الموازية والاقتراب من البسطاء لنشر مفاهيمهم المغلوطة التى تتضمن أن تكون مصر مقراً لدولة الخلافة المزعومة.
وأشار فاروق إلى رغبة الجماعة الإرهابية خلال فترة حكمهم فى السيطرة على المنظومة الأمنية والعسكرية بهدف إضاعفها وتفكيكها من أجل السيطرة عليها واستبدالها بما يسمى «القوات الثورية» مثلما هو الوضع فى إيران، كذلك أراد الإخوان ضرب المؤسسات القضائية، مضيفا أنه لا مقارنة بين رئيس حطم مخططات دولية.. و«معزول» أعتقد أن أكبر مؤامرة «ولد أخد 20 جنيها عشان يقطع الكهرباء».
وأوضح سامح عيد، الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسى، والقيادى الإخوانى المنشق، أن الجماعة بعيدة كل البعد عن الدين والإسلام والفكر الوسطي، فعقيدة الاخوان فاسدة، بالإضافة إلى ما رآه من أفعال داخل التنظيم، حيث يعتمدون على مبدأ السمع والطاعة والبيعة والتجنيد، وخلال فترة حكمهم كانوا يرغبون فى إنشاء خلافة خاصة بهم قائمة على فكرة تفضيل الجماعة ومصالحها على الوطن، باللجوء إلى الكذب والتدليس ومبدأ الضرورات تبيح المحظورات الذى جعل هناك تناقضا فى مبادئهم ما بين رجل السياسة ورجل الدين فشتان بين الاثنين.
القيادى المنشق عن الإخوان شدد على أنه طوال حكم المعزول محمد مرسى وأواخر فترة الحكم انتشر الإخوان فى الميادين واعتدوا على المواطنين ونشروا الشائعات بواسطة الكتائب الالكترونية وكذلك حديثهم باسم الدين وتحريم الخروج على الحاكم فى حين أنهم أباحوا ذلك فى ثورة 25 يناير باعتباره حاكما ظالما، وكلها أمور تؤكد أن تأويل الآيات والأحاديث من أجل المصالح هو سمتهم الرئيسية، وأهدافهم كانت متعلقة بالسلطة والنفوذ وهلهلة المؤسسات القوية فى الدولة لإحكام سيطرتهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة