أول فريق مصري للسباحة
أول فريق مصري للسباحة


أول فريق مصري للسباحة.. من الصم والبكم 

نسمة علاء

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 10:45 م

إنه عالم آخر يعيش فيه الملايين في جميع أنحاء العالم، عالم لا يعرف الخديعة ولا الكذب، فهو عالم محدود بحاجاتهم اليومية، وعقولهم المتفتحة ولكنها محصورة في حيز ضيق فلا هم يسمعون ولا هم يتكلمون.

ثلاثة حواجز كانت تفصل بينهم وبين رغبتهم في تعلم السباحة، حاجز من السكوت التام، وحاجز من الصمت التام، وحاجز من الرعب.

واستطاع الإخصائيون أن ينفذوا من ستار الصمت ويصلوا إلى عقولهم، وعلموهم القراءة والكتابة، حتى نطق بعضهم الكلمات الضرورية، ثم غزوا ميادين الرياضة وأقيمت لهم دورة أوليمبية خاصة.

ونبغوا في الرياضات الذهنية مثل الشطرنج وأحبوا رياضات الكرة مثل كرة السلة وكرة القدم وتنس الطاولة، لكن رياضة السباحة ظلت بعيدة عنهم، فهم يرون أمواج البحر ولكنهم لا يسمعون صوتها فأصبح عندهم خوف من الماء فالإشارة لا تكفي لأن يفهموا كل شيء من الماء.

اقرأ أيضا| جثث حقيقية وأحلام مفزعة.. «الفيشاوي» و«بوسي» يرفضان التصوير بالمستشفى

وبحسب ما تم نشره في مجلة «آخر ساعة» عام 1968، فقد ظلت السباحة في مصر مقصورة على من يتمتعون بنعمتي السمع والكلام حتى عاد «كمال محروس بيومي»  من بعثته في ليبزيج، وبالصبر والإيمان والعزيمة استطاع إقامة أول فريق للسباحة من الصم والبكم في الإسكندرية.

اختارهم كمال من 4500 شخص بالإسكندرية فقط، وكانت أول تجربة رائدة، تعلموا هم طريقة التفاهم العالمية بالإشارة وتعلم هو منهم، وعلمت جمعية الصم والبكم بالإسكندرية بأنه يعرف كيف يتفاهم معهم فطلبوا أن يتعاون معهم في نفس الوقت الذي كانت تراوده نفس الفكرة فهو يرى أنهم مجتمع يستحق العناية فهم مجتمع كله صفاء نفس وصدق وتعاون.

فقد بدأت صلت كمال بالصم والبكم منذ طفولته فكان لديه عدد من الأصدقاء حرموا نعمة السمع والكلام.

وكان حلم كمال تكوين فريق للسباحة فهو مدرب سباحة ويهواها وعاد من بعثته في ألمانيا الشرقية بطرق تدريب عالمية للصم والبكم وبعض الأفلام التي تساعده على تعليم السباحة ومنها سباحة الفراشة والكرول والدولفين وغيرها.

وتحدث كمال عن الصم والبكم وقال: إن عندهم استعدادًا طبيعيًا يفوق استعداد الشخص العادي، فكل ذهنه محصور في الرياضة التي يمارسها، والواقع أنهم كلهم عمال، فمنذ الصغر يتعلمون حرفة تنفعهم، ولا يوجد عندهم فكرة عن الحياة مثلنا، إنهم محصورون في الاحتياجات اليومية، فلا شيء يشغلهم إلا أن يأكلوا ويشربوا ويعملوا.

وكان هناك مشروع لإقامة مدينة للصم والبكم ترعاهم ويقيمون بها بداية من سن السادسة ويجدون فيها الملاعب الرياضية وكل ما يحتاجون إليه، ووافقت وزارة الشئون الاجتماعية على المشروع، وكان المطلوب مبلغ 26 ألف جنيه تدفعها وزارة الشئون على 3 سنوات.

ولكن كان هناك شرط أساسي يقضي بأن يكون في خزانة الجمعية مبلغ لا يقل عن 3000 جنيه مخصصة للمشروع حتى يمكن صرف الإعانة، وسمح للجمعية بفتح باب التبرعات ومرت 4 أشهر ولم تجمع الجمعية إلا مبلغ 27 جنيهًا فقط، وظل المشروع معطلاُ.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة