علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

الرسالة الأهم للقمة

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 07:18 م

 

«حق العرب فى مياههم مقدس»
تلك كانت الرسالة الأهم لقمة بغداد التى جمعت قادة مصر والعراق والأردن قبل أيام، فى رد صريح وواضح على كل من سولت له نفسه الامارة بالسوء، أن هناك من يستطيع أن يلوح للعرب بسلاح المياه، أو التهديد بشن حروب العطش على أى قطر عربى.
التصريحات التى أعلنها القادة الثلاثة، أكدت على أن للدول المشاركة فى القمة حقوقا مشروعة يحميها القانون الدولى، وهى ليست قابلة للانتقاص، أو تحويلها لورقة ضغط، بل أنها حقوق تاريخية، وجدت لتبقى.
على نحو ما، فإن قمة بغداد اعادت للذاكرة ما حدث قبل نحو ٦ عقود، خلال انعقاد القمة العربية بالاسكندرية عام ١٩٦٤ لتواجه الاطماع الصهيونية فى المياه العربية ولتتخذ اجراءات دفاعية لحماية حقوق العرب من السطو عليها أو سلبها.
ما حدث فى بغداد، كان نموذجا مصغرا لقمة الاسكندرية، فثمة تضامن حقيقى بين مصر والعراق والأردن فى مواجهة التهديدات التى تحيط بمواردها المائية، ليس فقط لأنها خطر ما حق على الأمن الوطنى لكل دولة، ولكنه خطر مشترك يستهدف الأمن القومى العربى اجمالا، بل وتهديد وجودى لكل عربى تتهدد دولته أطماع قادمة من الجوار الاقليمى.
من ثم فإن ما شهدته بغداد، يمكن إعتباره مبادرة قابلة للتوسيع، عبر السعى للدعوى إلى قمة عربية تناقش قضية الأمن المائى العربى بكل ابعادها، وصولا إلى وضع استراتيجية عربية مائية موحدة، لأن الأخطار لا تستثنى بلدا، بل أن الواقع يفضح من يصدر عنهم تهديد الأمن المائى العربي، وكأن هناك نوعا من التنسيق بين الجوار وربما امتدادات من خارج الاقليم.
ان قراءة المشهد الراهن يقود لاستنتاج ان ما يحدث الآن لن يكون نهاية المطاف، بل على العرب ان يتوقعوا السيناريو الأسوأ، وبالتالى عليهم الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل عبر تضامن حقيقى مبني وفق رؤية محددة، وسياسة واضحة فى اطار استراتيجية شاملة تعتمدها قمة عربية أصبحت ضرورة غير قابلة للتأجيل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة