نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

سجينات الفقر

نوال مصطفى

الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 07:18 م

 

ليس غريبًا على الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يهتم بقضية الغارمات، وأن يضعها على قائمة أولوياته. هؤلاء اللاتى أطلقت عليهن وصف «سجينات الفقر»، عندما اكتشفت وجودهن كظاهرة عام 2007. فالرئيس السيسى مهموم بالإنسان المصرى بشكل عام، والفقراء بشكل خاص، يشغل باله سؤال مهم هو: كيف نوفر حياة آدمية كريمة للجميع؟ الفقير قبل الغنى، والمحتاج قبل المكتفى. لذلك أطلق المبادرة العظيمة «حياة كريمة» وهدفها تطوير الريف المصرى، ورسم مستقبل أفضل لحياة المصريين.
وباعتبار أن «سجينات الفقر» ورعاية أطفالهن هى القضية التى عشت أدافع عنها بكل إصرار وإيمان منذ سنوات طويلة، أشعر بسعادة غامرة وأنا أتابع قرارات الرئيس وتوجيهاته للحكومة بضرورة دراسة أعمق وأشمل لتلك الظاهرة، وصياغة التشريعات والسياسات التى من شأنها الحد من انتشارها.
من خلال خبرتى الطويلة فى قضية «سجينات الفقر» أراها تحتاج لحلول متكاملة، ومحاور متعددة منها القانونى، الاقتصادى، الثقافى، والإعلامى. الحل ليس فقط الإفراج عن آلاف الغارمات والغارمين من السجون المصرية، ففى كل يوم تدخل أخريات، ويدخل آخرون. اكتشفنا ذلك فى جمعية رعاية أطفال السجينات، أن نسبة كبيرة من السيدات اللاتى نفك كربهن، يعدن مرة إلى السجن. لماذا؟ لأنهن يخرجن لنفس الظروف التى قادتهن إلى السجن فى المرة الأولى، أضيفت إليها الوصمة الاجتماعية.
يصدر الرئيس توجيهاته بالإفراج عن أعداد كبيرة من الغارمين والغارمات فى كل الأعياد، وهى مبادرة بدأها بنفسه، بالتبرع من ماله الخاص لإيمانه بأن سجن الأم يهدد كيان الأسرة المصرية واستقرارها. وهذا صحيح فسجن أم يساوى تشريد أسرة، الأم هى السند والعمود الفقرى للبيت.
يبذل الكثير من الجهود سواء من الدولة أو المجتمع المدنى للإفراج عن سجينات وسجناء الفقر، لكن تبقى الظاهرة قائمة بكل أسف، لأن الحل ليس فى تسديد الديون فحسب. لذلك أسست جمعية رعاية أطفال السجينات «التحالف الوطنى لحماية المرأة بالقانون» عام 2017، والهدف الأول الذى وضعناه لهذا التحالف هو دراسة الحلول الواقعية العملية لقضية «سجينات الفقر» الغارمات.
قطعنا أشواطاً عديدة بالاستعانة بخبراء متخصصين فى القانون، الاقتصاد، الاجتماع، والثقافة والإعلام. إلى جانب نخبة من أعضاء البرلمان المتحمسين لتبنى تلك الحلول والمساهمة فى وضعها وصياغتها.
أقمنا عددا من الموائد المستديرة للحوار، الآن اقتربنا من التوصل إلى إنتاج دراسة معمقة، عملية، واقعية للحل.
فقد برهنت السنوات الماضية أن وجود قيادة واعية، قادرة على تبنى المبادرات والأفكار الجديدة المميزة، يقتحم القضايا المعقدة والمزمنة بحثاً عن حل، فالرئيس السيسى يساند بقوة كل فكر جديد، مدروس يعود بالفائدة على البلد والمواطن. والحل لابد أن يبدأ بتعريف واضح ومحدد لوصف «الغارمة أو الغارم» وذلك للتفرقة بين السيدات الفقيرات، ومن يستغلون القضية للتربح.
اهتمام الرئيس السيسى شخصيا بقضية «سجينات الفقر» يعطينا أملاً كبيرًا فى تبنى ومساندة الحلول التى ندرسها منذ زمن طويل، والتى سوف نتقدم بها للدولة إن شاء الله فور صياغتها بصورة نهائية، ومناقشتها فى البرلمان المصرى العريق.
وجه الرئيس بتشكيل لجنة وطنية للغارمين والغارمات، وليّ الشرف أننى أحد أعضائها للبحث عن حلول حازمة وقاطعة للقضية التى تهدد استقرار الأسرة والمجتمع المصرى. وهذا يعكس فهم الرئيس العميق لضرورة حل المشكلة من الجذور حتى لا ندور فى دائرة مفرغة، لا تنتهى، والمستفيد الأول من بقائها هم بعض المستغلين الجشعين الذين يتاجرون فى آلام البشر!
أشكر الرئيس السيسى لاهتمامه الشديد بالإنجاز على الصعيد الإنسانى، بنفس القدر الذى يحرص فيه على الإنجاز العمرانى وتطوير البنية التحتية، وتأسيس المشروعات العملاقة التى تنطلق بمصر إلى آفاق المستقبل.
إنه يؤمن تماما أن الارتقاء بحياة الإنسان المصرى هو هدف كل إنجاز يجرى على أرض مصر، وأن حل المشكلات الاجتماعية والإنسانية للفئات غير القادرة هو مسئولية الدولة الأولى.
بمناسبة ثورة 30 يونيو أتقدم للرئيس عبد الفتاح السيسى بخالص التحية والشكر العميق على إنجازاته الضخمة فى كل مناحى الحياة على أرض مصر، وبشكل خاص مساندته لقضايا المرأة المصرية، ودعم كل الجهود المخلصة التى تبذل من أجل هذا الهدف.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة