الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 08:42 م

كم هى ملهمة كرة القدم ومفعمة بالمعانى والدروس..
من على سطح منافسات هذه اللعبة الساحرة لوجدان وعقول الناس تتدفق المواقف وتتجلى الفوارق الحضارية، لكن يبقى تأثيرها واضحا.. جليا لا لبس فيه..
مشهد احتشاد عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية بمدرجات ستاد فلسطين فى غزة لمتابعة مباراة الأهلى والترجى التونسى مثير وعجيب وفيه من الدلالة على قوة مصر الناعمة وتأثير كرة القدم وفرقها الكبرى على توحيد المشاعر حتى لو كان هؤلاء يعيشون أصعب الظروف تحت القصف والظلم والاحتلال..الأشقاء فى فلسطين  تجمعوا بفرحة غامرة وجمعوا المهندسين والعمال المصريين العاملين فى مشروع إعادة إعمار غزة الذى اضطلعت به الدولة المصرية ضمن مسئولياتها التاريخية عن غزة والقضية الفلسطينية.. جمعوهم بالاستاد والكل يحمل علم مصر ويغنى «تسلم الأيادى» تلك الأغنية الأيقونة لثورة ٣٠ يونيو فى مشهد بديع وكونه يخرج من غزة بالتحديد فهذا فتح جديد وفيه من الرسائل ما يكفى وفى قوة مصر الناعمة وفريقها الأهلى ما يبرهن على نبض الكرة وقدرتها وقوتها فى التأثير على الوجدان الجمعى وخدمة الأهداف العليا ومصلحة البلاد ووحدة الشعوب..تأثير الكرة على مشاعر الناس لا يقف عند حضارة بعينها، بل لعل ما تبرهن عليه منافسات بطولة الأمم الأوروبية الجارية من دروس يؤكد على سحر المجنونة خصوصا مع عودة الجماهير للمدرجات.. وبعد أن بلغت الإثارة ذروتها فى معظم مباريات الدور الثانى تلحظ تصادم المشاعر والكلمات الملهمة، واستوقفنا تصريح النجم الكرواتى الأشهر اندرى شيفتشينكو وهو المدرب الحالى لمنتخب بلاده بعدما تمكن من خطف الفوزعلى السويد  فى الوقت القاتل إذ قال إن فريقه يستحق احترام البلاد بأكملها لكنه عندما سئل عن هذه اللحظات المجنونة التى انفجرت فيها المشاعر بشوارع بلاده وعما إذا كانت تختلف عما مر به هو من قبل كلاعب كبير قال شيفتشينكو: «هذه مشاعر تستحق العيش»!.إلى هذا الحد بلغت قيمة الكرة وتأثيرها على مشاعر وأحاسيس الناس فى كل الحضارات والثقافات، فهل نعى هذه الدروس ونرتقى بتنظيم وتنقية وتطوير وضعنا الكروى والارتقاء بالأندية الجماهيرية الكبيرة والمنتخبات الوطنية الموحدة للجميع تحت علم واحد وهدف واحد لما يصل لحد لحظات تستحق العيش!
الكرة تستحق منا الأفضل من هذا بكثيييير.