الشيخ حسن مأمون
مفتى الديار .. الشيخ حسن مأمون .. الفقيه المستنير
الخميس، 01 يوليه 2021 - 01:09 م
أحمد جمال
هو واحد من بين عدد من العلماء الذين انتقلوا من مقعد مفتى الديار المصرية الرفيع، إلى كرسى الإمام الأكبر الجليل .. إنه الفقيه المستتير
الشيخ حسن مصطفى مأمون، ولد فضيلته فى 13 من يونيو سنة 1894م بحى الخليفة بالقاهرة، وكان والده الشيخ مصطفى مأمون إمامًا لمسجد الفتح بقصر عابدين وكان إمام هذا المسجد يُعدُّ إمامًا للملك، وقد عنى بتربيته منذ صغره التربية الدينية القويمة، فحفظ القرآن وجوَّده، ثم التحق بالأزهر الشريف، ولما أنهى دراسته اتِّجه إلى مدرسة القضاء الشرعى وتخرج فيها عام 1918م. وكان إلى جانب إتقانه للعربية مُلمًّا باللغة الفرنسية فجمع بذلك بين الثقافتين العربية والفرنسية
عُيِّن مُوظفًا قضائيًّا بمحكمة الزقازيق فى أكتوبر سنة 1919م، ثم رقى إلى منصب قاض عام أول فبراير عام 1939م، وكانت شهرته العلمية وفضائله الخلقية ومعارفه الفقهية كفيلة للفت الأنظار إليه، حيث تم تعيينه رئيسًا لمحكمة القاهرة الشرعية الابتدائية فى فبراير 1947م، ثم ترقى ليكون عضوًا فى المحكمة الشرعية العليا فى 25 من محرم عام 1367هـ الموافق 18 ديسمبر 1947م ثم أصبح نائبًا لها ثم عُيِّن رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا، وفى فبراير سنة 1955م اقترح وزير العدل على مجلس الوزراء إسناد منصب المفتى إلى فضيلة الشيخ احسن مأمونب للانتفاع بعلمه الغزير وكفاءته الممتازة وواسع خبرته، فوافق مجلس الوزراء على تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية اعتبارًا من أول مارس سنة 1955م وظل فى هذا المنصب حتى 17 من ربيع الأول عام 1384هـ الموافق 26 يوليو سنة 1964م، حيث صدر القرار الجمهورى رقم 2444 لسنة 1964م بتعيين فضيلة الشيخ حسن مأمون شيخًا للأزهر ليكون الشيخ التاسع والثلاثين فى تعداد شيوخ الأزهر.
أصدر فضيلته خلال فترة توليه منصب الإفتاء حوالى (12311) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء، وأثناء توليه مشيخة الأزهر ذلَّلَ الكثير من العقبات التى كانت تعترض الأزهر، ومع المناصب العليا التى شغلها فإنه كان حريصًا على إلقاء الدروس على طلبة قسم القضاء بكلية الشريعة. كما ظل رئيسًا لمجلس إدارة مسجد الإمام الشافعى -رحمه الله- وظل الشيخ يباشر عمله فى مشيخة الأزهر حتى تناوشته الأمراض، وأحس المسئولون حاجته إلى الراحة فاستجابوا لرغبته فى التقاعد؛ حيث تفرغ فضيلته للراحة والعبادة والعلاج وإن كان لم يتوقف عن البحث والدراسة والتدوين، كما ظل يواصل الإشراف على الهيئة العلمية القائمة على تصنيف الموسوعة الفقهية الكبرى التى يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. وللإمام فضل كبير فى تنظيم هذه الموسوعة، وكتابة ومراجعة بعض موادها الفقهية. وكان الإمام -رحمه الله- يجد لذة كبرى فى الدراسات الفقهية تنسيه ما يقاسيه من أمراض وآلام. كان الإمام -رحمه الله- فقيهًا مستنيرًا، قضى معظم حياته الوظيفية قاضيًا يستعرض أدلة الفقهاء فى المذاهب الفقهية المختلفة، وكان ذا بصيرة ملهمة فى فقه النصوص الشرعية والإلمام بمقاصد التشريع ومعرفة أنماط الفتوى وأسباب تنوعها. وفى السابع عشر من ربيع الآخر لعام 1393هـ الموافق 19 مايو سنة 1973م انتقل فضيلة الشيخ حسن مأمون إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة