أنا بنت مين يا دادة
أنا بنت مين يا دادة


أنا بنت مين يا دادة ؟!

الأخبار

الخميس، 01 يوليه 2021 - 06:54 م

نشوى الغندور

انا خلاص زهقت واتخنقت ومابقتش قادرة اتحمل اكتر من كده، ده كتير قوي، هم ماوراهمش شغلانة غيرى ولا إيه!
انا ألم هدومى واروح عند أمى لا حد يقولى لابسة فستان ليه ولا فين البنطلون اللى المفروض -عندهم- انه يتلبس تحت الفستان ولا حد يطّلع روحى ولا حد يسألنى هو إيه.
لكن هى فين أمي، هى مين أمى، مين أمي، مين أمي، أنا بنت مين يا دادة؟!
فى رأيى هى دى مشكلتنا الحقيقية، الصور الذهنية اللى بنتخيلها عن الناس وعن الاشياء ونستميت بعد كده علشان نطبقها ونخليها واقع مطابق لتصورنا!
يعنى مثلاً «مصر» اللى بيصوروها دايماً فلاحة بجلابية خضرا وطرحة وضفيرتين وحلق مخرطة، من أول المثال محمود مختار فى تمثاله الشهير نهضة مصر لغاية عمالقة الكاريكاتير مصطفى حسين وعمرو فهمى فى أخبار اليوم!
انا مش هاقول إحنا ليه أصلاً بنصور مصر وليه يكون ليها صورة ذهنية لأن ده يمكن يكون من أدوات الحبكة الفنية فى الرسم او النحت او حتى الدراما، لكن أنا هاسأل بصوت عالى وبمنتهى العصبية، ليه مش بنصور مصر زى نفرتيتى ولا كليوباترا ولا حتشبسوت ولا الملكات، واللا دول خلاص مجرد ممياوات اتقفل عليهم تابوت وعلاقتنا بيهم بقت فى حدود تذكرة تسمح لنا ندخل نتفرج عليهم فى المتحف ونمشى زيّنا زى الأجانب!
الفرق ان الاجانب هيرجعوا بلادهم يتعلموا ويبحثوا فى حضارتنا ويخططوا للرحلة الجاية لمصر لكن أحنا هنخلص الزيارة ونجرى على السوق علشان نلحق نشترى بنطلون نلبسه تحت الفستان أحسن الهوا يطيّره.. مش هَوَانا إحنا أكيد!!
أمى وأم الدنيا مش كليوباترا ولا بهية ولا حبيبة ولا دينا ولا فاطمة ولا كرستين، مصر أمى هى كل دول ممكن تلبس فستان وممكن تلبس جلابية ـمش عباية بكباسين ـ ممكن تعمل ضفاير أو تفرد شعرها وممكن تلبس طرحة، ممكن تلبس صليب فى صدرها وممكن دلاية ماشاء الله، ممكن كمان ما يكونش لها فى الإكسسوارات خالص وبتلبس جينز وجزمة رياضية.
بصراحة انا مش عارفة إزاى فى القرن الواحد والعشرين لسه بكتب مقالة عن حرية المرأة فى اختيار لبسها وان الاختيار ده مالهوش علاقة لا بدينها ولا بأخلاقها وبالتأكيد مالهوش علاقة بيك أو بيكى انتوا يا اصحاب الانوف الحشرية بكسر الحاء وبفتحها، يا من تلبسون أثواب الحضارة وأرواحكم جاهلية!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة