جسد لا يُشترى بالمال
جسد لا يُشترى بالمال


جسد لا يُشترى بالمال

جودت عيد

الخميس، 01 يوليه 2021 - 08:38 م

أكتب وأيدي لا تستطيع أن تحمل القلم، أبحث عن كلمات تعبر عن معاناة عامين مع وحش لا يعرف فى النساء إلا جسدهم، لقد حطمنى، جعلنى أكره الحياة، قام بشرائي كالجارية، وحولنى فى يوم وليلة إلى دمية ، ليس مطلوباً منها سوى أن تقول نعم وحاضر، حتى لو نال ذلك من كرامتها.

أنا فتاة من أسرة متوسطة الحال، امتلك من الجمال الكثير، ومن الحكمة القليل، لست خبيرة فى أمور الحياة، فكل ما أعرفه هو أن أرضى والدى بعد أن فقدت أمى وعمرى لم يتجاوز العامين.

عشت فى الدنيا أسعى لإسعاد أبى وأشقائى الثلاثة، لكن كثيراً ما كنت أرى المعاناة تحاصرنا، والدى مريض، وأشقائى صغار مازالوا فى بداية تعليمهم، أصبحت مسئولة عن فعل شيء لوقف هذه المأساة، حتى جاءت اللحظة الفارقة، تقدم إليّ رجل فى منتصف الأربعينيات من العمر، يسكن فى عقار مجاور لنا.


دخل حاملا الهدايا والوعود، أغدق علينا وكأنه حضر كتاجر سعادة ينتشلنا من الفقر والمعاناة، لمحت الفرح فى عين والدى، والابتسامة على وجه أشقائى، لذلك سبق لسانى قلبى، ونطق بالموافقة على الزواج، رغم شعورى بالقلق، لكن التضحية من أجل أسرتى واجب وسط كل هذه الظروف التى نمر بها.. انعقد الزواج بعد 45 يوماً من التعارف دون عرس أو زفاف، بناء على طلب الزوج، ومرت الأشهر الأولى.. وقتها قررت أن اتقرب من زوجى، كان هدفى من ذلك هو إزالة حاجز العمر بيننا والذى وصل إلى 20 عاما.

توفى والدى بعد عام من زواجنا، وقررت التحمل من أجل أشقائى، لكن جبروت هذا الزوج لم يتوقف، كان كلما فشل فى العلاقة الزوجية ينهال ضرباً على جسدى ويتهمنى بأننى السبب.

إلى أن جاءت الطامة الكبرى، عندما اكتشفت أن الرجل الذى يسكن معى فى نفس المنزل صاحب ملهى ليلى، ويتاجر فى أعراض النساء، كدت أموت، أخلاقى وتربيتى لن تسمح بالمكوث معه دقيقة واحدة.

قررت أن أخبره فى يوم من الأيام بحقيقة ما اكتشفت، لكنه قرر مفاجأتى.. أحضر 3 سيدات ليلا إلى منزلى، حوله فى لحظة إلى ملهى ليلى، سكر وعربدة، وعندما أردت وقف هذه المهزلة، انهال عليّ بالضرب وحبسنى فى حجرة بالمنزل.

مرت الأيام وأنا على هذا الحال مستسلمة لجبروت هذا الزوج، أتحمل قذارته، وأمنى نفسى بأمل الهروب من المنزل والعودة إلى بيت أسرتى، حتى جاءت اللحظة، سافر زوجى إلى الخارج، انتهزت الفرصة.. أخذت ما تبقى من الذهب، وعدت إلى منزل أسرتى.

 أنا هنا أمام محكمة الأسرة انتظر الحكم فى دعوى الطلاق المقامة منى ضده على أمل أن يرحمنى الله من معاناتى مع هذا الذئب البشرى.

نهاية، أنا لست ناصحة، بل مخطئة فى نظر نفسى مهما تعددت الأسباب، لقد ارتضيت بالمال، أغرتنى الحياة، بعت جسدى بأوراق قابلة للضياع فى أى وقت، وها أنا نادمة، لذلك احذروا الثراء فإنه لا يجلب السعادة مطلقا، اختاروا شريك حياتكم، واتركوا إغراء المال فإنه أقوى من الشيطان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة