لحظة اعلان خارطة الطريق يوم 2013/7/3
لحظة اعلان خارطة الطريق يوم 2013/7/3


في ذكري إعلان خارطة الطريق.. الكنيسة تقدم كنائسها من أجل حرية الوطن 

مايكل نبيل

الجمعة، 02 يوليه 2021 - 01:30 م

دائما وأبدا تجد للكنائس المصرية دورا ورد فعل وطني في جميع الأزمات التي مر بها البلاد، وتجدها دائما كنيسة وطنية في المقام الأول هدفها الأسمى مصلحة الوطن قبل كل شئ.

اقرأ أيضاً | الكنيسة الأرثوذكسية تهني الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو 

ومع حلول الذكري الـ 8 لثورة 30 يونيو، وإعلان بيان القوات المسلحة في 3 يوليو وعزل مرسي، وتعليق العمل بالدستور، كان للكنيسة وللبابا تواضروس العديد من المواقف الوطنية لإعادة مصر إلى طريقها الصحيح.

30 يونيو..ومشاركة الاقباط 

كان للأقباط النصيب الأكبر من شر الإخوان، حيث توالت الأحداث والوقائع التي دفعهم للنزول يوم 30 يونيو لإسقاطهم، ويعد الحدث الأهم والأبرز خلال تلك الفترة هو تعرض الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة منذ إنشائها لهجوم والاعتداء عليها بالخرطوش والمولوتوف والقنابل المسيلة للدموع، وأيضا بث العديد من الخطب لكراهية الأقباط عبر قنوات الإخوان واعتبارهم من الكفار، وتهجير أسر قبطية من قرية دهشور،ومقتل 3 أقباط في هجوم بالخرطوش والأسلحة النارية والمولوتوف على جنازة ضحايا الخصوص.

كل هذه الوقائع وأكثر كان للإخوان يد فيها وكانت دافعا وسببا قويا لنزول الأقباط والمصريين جميعا إلى الميادين للمطالبة برحيل الإخوان عن الحكم.

الكنيسة تشارك في خارطة الطريق 

للكنيسة دورا كبيرا وهاما حيث وقفت ومازالت تقف بالمرصاد لأى عدو يتربص بمصر سواء فى الداخل أو فى الخارج، كما أن دور البابا تواضروس، فى دعم الوحدة الوطنية، والحفاظ على أمن وسلام البلاد فى العديد من المواقف والأحداث التى مرت بها، لا يمكن أن يمحوه التاريخ.

وكعادتها لعبت الكنيسة دورا هاما في نجاح  ثورة 30 يونيو وساندت الدولة المصرية، ومواقفها الداعمة لمصر يُسطرها التاريخ بحروفٍ من نور.

وفي يوم 3 يوليو 2013 شارك قداسة البابا تواضروس الثاني في مشهد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، بحضور الرئيس عيد الفتاح السيسي وزير الدفاع انداك، وفضيلة الامام احمد الطيب شيخ الازهر،  وعدد من ممثلي مؤسسات الدولة وممثلي المجتمع في رسم خارطة طريق الثورة وتقديم كافة أوجه الدعم لها، وهو ما أدى إلى تعرض العشرات من الكنائس إلى الحرق والتدمير عقب فض اعتصامَي "رابعة العدوية.

وعن دور الكنيسة فى الثورة قال البابا: الدور الرئيسى للكنيسة هو الدور الروحى والكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة وطنية ومنفصلة تماما عن السياسة لكن مشاركتنا فى هذه الثورة كان من خلال المواطنة لأنه بجانب الدور الروحى لدينا الدور الاجتماعى لنخدم مجتمعنا ونحن كمصريين يجب أن نحافظ على مجتمعنا ووحدتنا الوطنية مع كل أطياف الوطن فالكنيسة منذ القرون الأولى تعتبر منفصلة تمامًا عن السياسة لكن فى نفس الوقت يجب أن تشارك فى الجانب المجتمعى وما يخص المواطنة والهجمات الإرهابية ضد الكنيسة والمجتمع وفى نفس الوقت نحبهم ونحن نسامحهم وننتظر أن تتغير قلوبهم لتكون صالحة فنحن كنيسة استشهاد والخوف يعتبر شعورا إنسانيا بالطبع لكن فى نفس الوقت لنا قوة الإيمان فى قلوبنا وهناك عيد سنوى للاستشهاد فى الكنيسة.

وقال البابا تواضروس، إنه خلال فترة حكم الإخوان كان هناك شعور أن مصر تُسرق وأن هناك شيئا غير طبيعى ويكفى الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية لأول مرة فى 7 أبريل 2013 وهى الكنيسة الأم وأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط وكانت تلك الواقعة بمثابة جرس إنذار بأن هناك شيئا غير صحيح لذا فإن ما حدث فى ثورة 30 يونيو كان أفضل ما يكون.

وعن الكواليس قبل ثورة 30 يونيو، قال، تواصلت مع الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من أجل مقابلة الرئيس الأسبق محمد مرسى كى يطمئنوا منه على أحوال البلاد قبل 30 يونيو وبالفعل تقابلنا معه يوم 18 يونيو وكان من المفترض أن أخرج من ذلك اللقاء مطمئنًا، لكن ذلك لم يحدث فمرسى لم يكن شاعرًا بما يحدث فى البلاد ولم يجد البابا وشيخ الأزهر إجابة عن سؤالهما حول أحوال البلاد ثم بعد ذلك وصلنى شعور بأن كل المصريين فى الشارع إلا أنا فكان لا بد من المشاركة فى يوم 3 يوليو كمواطن مصري.

ووصف البابا تواضروس، الأيام التى شهدت أعمال العنف ضد الكنائس بأنها صعبة حيث تواجد آن ذلك فى دير الشهيد مارمينا بالساحل الشمالى وكان أثناء ذلك يتلقى الأخبار حول حوادث حرق وهدم الكنائس، وتابع: «فكرت ما الذى يمكن أن يقال كى يحفظ سلام مصر، من الكلمات التى أرشدنى الله إليها هى : (إن حرقوا الكنائس هنصلى فى الجوامع وإن حرقوا الجوامع هنصلى سويًا فى الشوارع) فرغم أن الأقباط لم يكونوا وحدهم هم الذين عانوا خلال فترة حكم الإخوان بل الشعب بأكمله فإنهم كانوا الأكثر تعرضا لظلم الإخوان فتعرضوا للتهجير والقتل والاعتداءات على الكنائس وحرقها حيث دفع الأقباط ثمن معارضتهم لحكم الإخوان من خلال العديد من الجرائم فى حقهم أبرزها قتل قبطى وتهجير أسر قبطية من قرية دهشور وقتل ثلاثة أقباط فى هجوم بالخرطوش والأسلحة النارية والمولوتوف على جنازة ضحايا الخصوص وتعرض الكاتدرائية فى العباسية لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وغيرها من الوقائع..وبعد كل هذه الأمور دفعت المصريين بكل فئاتهم إلى النزول فى ٣٠ يونيو للإطاحة بالإخوان ورئيسهم المعزول مرسى وكان البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أحد الحاضرين فى اجتماع القوى الوطنية فى ٣ يوليو قبل بيان عزل مرسي، وقال البابا إن الكنيسة لا تملك سلطة المنع أو الدفع لا تمنع الشباب من أن يخرجوا ولا تدفع الشباب ليخرجوا وحتى إذا ما منعناهم وهذا من باب المستحيل فإن غيرتهم ووطنيتهم لن تمنعاهم من الخروج والمشاركة فى ٣٠ يونيو.

حرق الكنائس والموقف الوطني للكنيسة

شهدت العديد من الكنائس في مختلف محافظات مصر هجوم شرس من قبل جماعة الاخوان عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وموقف الكنيسة المصرية الوطني  بجانب الدولة المصرية لرسم خارطة الطريق ثورة وتحقيق مطالب الشعب المصري. 

وكان لصعيد مصر  النصيب الاكبر لعمليات التعدى على الكنائس  حيث كانت محافظة المنيا صاحبة النصيب الأكبر من الهجمات التى استهدفت الأقباط، فقد سجلت حرق كنيسة مارجرجس، ودير العذراء الأثرية، ومقر إقامة الانبا مكاريوس اسقف المنيا، ومبنى خدمات، ونهب وسرقة ما يزيد عن 20 منزلاً، ومقتل قبطى، وتدمير منزل القس إنجيلوس كاهن كنيسة العذراء والأنبا إبرام، وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس.

كما قامت الجماعة الإرهابية بحرق كنيسة الأمير تادرس، والكنيسة الإنجيلية، وكنيسة الأنبا موسى الأسود، وكنيسة مار يوحنا، وكنيسة خلاص النفوس، ومدرسة ودير راهبات القديس يوسف، ونفذت الجماعة هجوماَ على كنيسة مارمينا بمنطقة أبو هلال، حرقوا خلاله وجهة المدخل ومبنى الخدمات وواجهة ومركز طبى تابع لها، فضلا عن والاعتداء على كنيسة العذراء وإنزال الصلبان من عليها.

كما أشعلوا النيران فى جمعية الجزويت وألفرير التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وحرقوا مدرسة الأقباط الثانوية بنين، وملجأ أطفال جنود المسيح، والكنيسة المعمدانية بمركز بنى مزار، ونهبوا عدة محال وصيدليات وبعض السيارات التى يملكها أقباط، وهاجموا مركبة نيلية تتبع الكنيسة الإنجيلية وأشعلوا النيران فى نادى الشبان المسيحيين.

وفي محافظة أسيوط حرق الإخوان كنيسة ماريوحنا المعمدان، وكنيسة الإدفنست، والكنيسة الرسولية، وكنيسة مار جرجس للأقباط الأرثوذكس، وهيكل كنيسة سانت تريز، والاعتداء على كنيسة الملاك، وحصار مطرانية الأقباط الارثوذكس بمركز أبو تيج، ونهب منازل وممتلكات الأقباط فى شوارع قلته والجمهورية، وفي محافظة الفيوم أقدمت العناصر الإرهابية على حرق كنيسة العذراء بالمنزلة بمركز يوسف الصديق، وحرق كنيسة الأمير تادرس، وكنيسة الشهيدة دميانة، واقتحام ونهب محتويات الكنيسة الإنجيلية، وحرق جمعية أصدقاء الكتاب المقدس، وفي الجيزة حرقت كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة، واقتحام ونهب محتويات مطرانية أطفيح ودير كرم الرسل، ومحاصرة كنيسة الشهيدين بصول، ومحاصرة كنيسة العذراء بمركز الصف.

وفي السويس تم حرق الكنيسة اليونانية القديمة، واقتحام وحرق مدرسة وكنيسة الراعى الصالح، وحرق مدرسة ألفرنسيسكان، وفي سوهاج حرق الإخوان كنيسة مار جرجس مقر مطرانية سوهاج ومبنى الخدمات التابع لها،أما محافظة بنى سويف شهدت حرق مدرسة الراهبات الكاثوليك واحتلالها، ورشق كنيسة مار جرجس الواسطى بالحجارة.

وعقب اندلاع تلك الاحداث خرج البابا تواضروس كعادته ليثب وطنيته ووقوف الكنيسة المصرية بجانب الدولة بمقولته الشهيرة وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" حيث اثبت للعالم أن الكنيسة الأرثوذكسية جزء وعمود أساسي من أعمدة الدولة المصرية، حيث أكد أن حرق  الكنائس هو تضحية بسيطة يقدمها الأقباط عن طيب خاطر من أجل حرية الوطن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة