جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

معاً على الطريق الخطأ إخوان الإرهاب وحكام إثيوبيا!

جلال عارف

الجمعة، 02 يوليه 2021 - 06:59 م

عظمة ما قام به شعب مصر فى ٣٠ يونيو تتجسد - قبل أى شىء - فى أن الملايين التى خرجت لإسقاط فاشية الإخوان كانت تدرك دقة الموقف وحجم التحديات كان الإخوان قد بدأوا حملتهم المجنونة للإمساك بكل مفاصل الدولة والسيطرة على مؤسساتها. وكان الإرهاب لا يضرب فى سيناء فقط، بل يضرب فى قلب العاصمة وكل الأقاليم فى محاولة شرسة لمنع الملايين من التحرك ضد الحكم الفاشى. وكان الدعم الخارجى لحكم الاخوان لا يخفى وجهه، بل يرسل الإنذارات محذراً من المساس بالحكم الذى لم يعد هو الآخر يخفى عمالته!!
ومع ذلك كله تحرك شعب مصر، ولم يكن ممكناً إلا أن يتحرك قبل أن ينهار كل شىء ويتم تسليم مصر كلها للفوضى المدمرة على يد الإخوان ولحساب من كانوا يعتبرون دائما أن سقوط مصر هو «الجائزة الكبرى» لهم!!.. تحرك شعب مصر وهو يدرك كل المخاطر ويعلم حجم التحديات، ولم يكن يعتمد فى حركته إلا على إيمان عميق بأن وحدته الوطنية أقوى من إرهاب الإخوان، وأن جيشه الوطنى لن يكون إلا حاميا للشعب فى مواجهة الأعداء.
قوى كثيرة فى الداخل والخارج لم تستوعب حقيقة ما حدث فى ٣٠ يونيو إلا بعد وقت طويل، وبعضها لم يستوعب حتى الآن أن ما بدأ فى ٣٠ يونيو لم ينته مع إسقاط حكم الإخوان الفاشى وقطع الطريق على مخطط إغراق العالم العربى كله فى الفوضى والدمار. بل كان لابد أن يستمر لاستئصال الإرهاب تماما، ولإعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية والانطلاق على طريق النهوض والتقدم وامتلاك كل عناصر القوى التى تواجه بها مصر كل التحديات الداخلية والخارجية.
ما حققناه فى الداخل كبير ومازال أمامنا الكثير لكى ننطلق على طريق بناء المستقبل الذى تستحقه مصر.
وما حققناه فى معاركنا الخارجية لا ينفصل عما نحققه فى معارك البناء الداخلى.
وحين يقال الآن إن «مصر عادت» لدورها الفاعل على الساحة العربية والإقليمية، فإن ذلك يستند - فى الأساس - لما بدأ فى ٣٠ يونيو حين أنقذنا الدولة واستعدنا الثورة من سارقيها، وبدأنا مسيرة تصحيح التاريخ.
العالم كله يعرف الآن أن مصر قد عادت.. من كانوا يشككون فى ٣٠ يونيو يدركون الآن خطأ موقفهم. من كانوا يراهنون على أنهم قد حصلوا على «الجائزة الكبرى» بسقوط مصر فى قبضتهم على يد الإخوان، يعرفون الآن جيداً أن مصر لن تكون جائزة كبرى أو صغرى إلا لشعبها وحده. حتى الذين شاركوا فى التآمر على مصر يحاولون الآن تصحيح مواقفهم. لم يعد هناك من يعيش على أوهام ما قبل ٣٠ يونيو إلا فلول الإخوان وحكام إثيوبيا ومن يدعمونهم فى مؤامرة السد الإثيوبى!!
مشكلة فلول الإخوان أنهم يدركون جيدا أن ٣٠ يونيو قد وضعت كلمة النهاية لوجودهم الفاعل فى مصر، لكنهم يدركون أيضا أن إقرارهم بذلك يعنى نهاية دورهم فى المنطقة والعالم، وهو ما يحاولون تأجيله بقدر المستطاع وقدر ما يدعمهم من يستخدمونهم ممن يصفونهم فى دعاياتهم الكاذبة بأنهم «أعداء الأمة»!!
أما مشكلة إثيوبيا فهى أعقد من ناحية يسير أبى أحمد وحكومته على نهج الإخوان فى ارتكاب المذابح ضد شعوب إثيوبيا «كما حدث فى تيجراى» وفى بيع الأوهام لشعوب اثيوبيا ومن ناحية ثانية مازال أبى أحمد - فيما يبدو- لا يتصور أن مصر التى يحاول الإضرار بمصالحها ليست هى مصر التى كانت تعيش أزمة حقيقية فى عام حكم الإخوان الأسود الذى استغلت إثيوبيا كل اخطائه للمضى فى مشروع السد دون اتفاق مع دولتى المصب «مصر والسودان».
نترك أبى أحمد فى معاركه ضد شعوب إثيوبيا التى تختلف معه. ولا نلتفت إلا لحقيقة واحدة أن مصر التى أسقطت فى ٣٠ يونيو حكم الإخوان الفاشى رغم الإرهاب الداخلى والدعم الخارجى الهائل، تملك الآن كل ما يمكنها من الحفاظ على حقوقها، ومع ذلك تعطى كل الفرص للحل السلمى الذى يضمن مصالح وحقوق كل الأطراف. نرجو ألا يسير أبى أحمد على نهج الإخوان فى السير عكس اتجاه التاريخ وضد مصالح الشعوب. وأن يدرك جيداً ما لم يدركه الإخوان فى ٣٠ يونيو.. أن مصر لن تخضع إلا لإرادة شعبها، ولن تتخلى عن حق من حقوقها، وأن كل الخيارات ستبقى متاحة لصد أى عدوان على هذه الحقوق.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة