«الأخبار المسائي» أول من اخترقت جلسات الدجل والشعوذة في فيلا حسن راتب
«الأخبار المسائي» أول من اخترقت جلسات الدجل والشعوذة في فيلا حسن راتب


«الأخبار المسائي» أول من اخترقت جلسات الدجل والشعوذة في فيلا حسن راتب

محمد أمين

السبت، 03 يوليه 2021 - 02:37 ص

تحضير أرواح لتعيين «المشتاقين» بالمناصب الحكومية.. والكشف عن الآثار بمساعدة الجن
 راتب استغل صداقته بالكبار.. واستخدم التوأم «الفواخري» في تعيينات بعض المسؤولين
منع حضور «الفواخري» في المناسبات الرسمية بعد تعمده الجلوس في الصفوف الأولى بعهد الإخوان

في العام 2015 انفردت «الأخبار المسائي» بنشر ملف مدعم بالصور عن جلسات السحر والشعوذة في فيلا رجل الأعمال حسن راتب، وهي الجلسات الخاصة بالحفر خلسة والتنقيب عن الآثار والتعيينات في المناصب الحكومية.


ومنذ أيام نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على نائب العفاريت علاء حسانين الذي انفردت «الأخبار المسائي» أيضاً العام 2016 بنشر ملف خاص عن الحرائق التي يفتعلها النائب في القرى بالمحافظات باستخدام مريديه لإشغال الرأي العام والأجهزة الأمنية عن عمليات نهب الآثار في نفس المنطقة وتسارعت الأحداث بعد القبض على نائب العفاريت واعترافات شقيقه حول تورط حسن راتب في تمويل عمليات نهب الآثار والإتجار فيها وصدور قرار من النائب العام بالتحفظ على أموالهم.


 «الأخبار المسائي» تكشف كيف تحولت فيلا حسن راتب لمكان لتجارة الآثار السرية وجلسات تحضير الأرواح لتعيين المسؤولين مريدي فيلا حسن راتب.


البداية بجلسات تفسير الأحلام والدجل والشعوذة نجح حسن راتب عام 2015 مستغلاً صداقته الشخصية بمسؤولين كبار، فأصبح الوصول إلى كرسي داخل الجامعة أو الحكومة مقترنا بزيارة يقوم بها الراغب في الوظيفة إلى فيلا حسن راتب.


وتبدأ جلسات من نوع خاص في منزل الدكتور حسن راتب رئيس قناة المحور لتتم جلسات تفسير الأحلام وقراءة الطالع ثم المباركة بعد ذلك على الفوز بالمنصب الوزاري أو الجامعي وتستخدم في الجلسات صور الشخصيات السياسية وصاحبة القرار للتأثير عليها.


وتبدأ الجلسات عادة بقراءة الطالع تحت مسميات «تفسير الأحلام»، حيث يتم استخدام الدجل والشعوذة وتحضير «القرين» لمعرفة بعض ما يدور كترشح شخص لمنصب أو تعيين في جامعة أو كلية، ثم يقوم التوأم «الفواخري» بزيارة للشخص وتبشيره بالمنصب قبل أن يعرف، وما أن يصله خبر التعيين يذهب إليه التوأم حاملين قصيدة في حبه وعليه صورة الشخص، من أجل الحصول على «الحلاوة»، والتي غالبا ما تكون مركزة في صورة خدمات أو سيل من الطلبات، والتي قد تكون تعيينات أو تصاريح، ويصبح المسؤول أسيرا لحب وفضل الفواخري وحسن راتب.


وموسى الفواخري هو أحد تلاميذ صالح أبو خليل في الزقازيق، رجل عصر مبارك في اختراق التعيينات الحكومية والبرلمانية، وهو من التلاميذ النجباء الذين يسيرون على نفس الدرب في اختراق المناصب الحكومية تحت غطاء تفسير الأحلام، من أشهر رواده ومريديه محافظ للشرقية سابق الذي استعان بالتوأم الفواخري كثيرا في محاولات التجديد له كمحافظ، وحتى المرة الأخيرة استعان بهما حتى الساعات الأولى من فجر يوم تغييره في حركة المحافظين التي أطاحت به، إذ استعان بالتوأم في مكتبه للتأثير بالسحر على صناع القرار في محاولة للإبقاء عليه، لكن التقارير الأمنية أطاحت به.


رئيس جامعة سابق أيضاً كان وقتها أشهر زوار جلسات الفواخري في منزل حسن راتب بصحبة المحافظ السابق إياه، وعن طريق حسن راتب والتوأم الفواخري تم تعيين الرجل رئيسا لجامعة الزقازيق لمدة عام، بعد أن كان قائما بالأعمال، بالمخالفة للاشتراطات التي وُضعت للمناصب الجامعية، وكان من أهمها أن تكون قيادات شابة، والغريب أن رئيس الجامعة بلغ سن المعاش، ولم يتم إعلان خلو المنصب، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية.


كذلك من أشهر رواد الجلسات «م. ع» محامي بالزقازيق والذي نجح في الحصول على تسجيلات صوتية للعديد من القيادات والمسؤولين مع الفواخري والذي استغلها في ابتزاز قيادي بأحد البنوك العاملة في مصر حتى تم تعيينه محاميا بالشؤون القانونية في البنك بالابتزاز حتى تمكن المدير البنكي من توريطه في مستندات وقام بعزله وطرده.


وأصبحت صور وقصائد الفواخري تزين العديد من مكاتب المسؤولين ومنازلهم والذين بشرهم الفواخري بالمنصب ثم تم تعيينهم فعلا، لا سيما أنه كان أحد من يجلسون في الصفوف الأمامية بالمناسبات في عهد الإخوان، ولكن بعد ذلك تم منعه تماما.


والكارثة قد تكون في خطورة استغلال ظاهرة «الفواخري» في اختراق الجهاز الحكومي بالتعيينات والتجديدات وتأسيس امبراطورية تعمل لحساب رجل أعمال هو حسن راتب الذي كان يرتبط بعلاقات خاصة مع أحد نواب البرلمان المعروف بضلوعه في تجارة الآثار بالسحر والمعروف باسم نائب العفاريت علاء حسانين والذي تم القبض عليه مؤخراً واعترف شقيقه بتورط حسن راتب في تجارة الآثار والحفر خلسة وأن راتب مول عمليات التنقيب عن الآثار بأكثر من 50 مليون جنيه والشعوذة أو لحساب الفواخري ومن خلفه خاصة أنه يسافر كثيرا خارج مصر.


أما نائب العفاريت علاء حسانين فكان يقوم بنشر رجاله في البلد أو القرية التي ينوي التنقيب فيها عن الآثار واستخدام مركبات كيميائية لإحداث حرائق ينسبها للجن ويشغل بها رجال الأمن والأزهر والأوقاف والإعلام بينما يقوم هو وأعوانه من رجال حسن راتب بالوصول إلى الآثار المنهوبة وينقلها بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية.


ونجحت عصابة علاء حسانين وحسن راتب في نشر الرعب والفزع في العديد من المحافظات بدعوى هجوم الجن على بيوت البشر لاشعال المنازل بالنيران ليتفرغ ناهبو الآثار من أداء عملهم بعيدا عن أعين الناس.


الدكتور عاطف عامر أستاذ الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الزقازيق كشف المستور، مؤكدا أن الجن بريء من هذه الإدعاءات وأن هناك من يحاول إثارة المواطنين ضد الحكومة بشكل ممنهج بقطع الطرق وإثارة الناس بخداعهم عن طريق نشر مركبات كيميائية تتفاعل في الهواء وتشتعل ولا يقوم مشعل هذه الحرائق بوضعها على الآيات القرآنية واللوحات الدينية والمصاحف وكان الجن يخاف من حرق الآيات بينما يحرق المنازل فقط والأخشاب والأثاثات لطلب تعويضات ولجمع مال للمشعوذين والدجالين.


وعن أهم هذه المركبات الكيميائية يقول عاطف عامر: «وضع كميات من كلورات البوتاسيوم ورش حمض كبيريتيك مركز على بلورات البوتاسيوم يسبب الاشتعال دون نار وهو ما يستخدمه بعض السحرة في المسارح حين يضعون سكر في طبق وبجواره بلورات البوتاسيوم في كأس مرشوش بحمض كبريتيك مركز ويقوم أحد من الجمهور بتذوق السكر ثم يرى بعد ذلك اشتعال الكلورات معتقدا أنها السكر».

 

وقال إن المراتب والأقطان يتم رشها بمحلول مركز من نترات البوتاسيوم غير مرئية وأي مصدر سخونة يلمس المكان المرشوش بالمحلول يشتعل سريعا بمجرد أي سخونة ممكن عن طريق سلك كهربي مثلا وقال إن مواجهة هذه الحرائق المشتعلة ممكنة عن طريق محلول الشبه الذي يمنع الاشتعال ويستخدمه السحرة في عدم حرق الأوراق حين يقترب النار من الورق ولا يشتعل يكون الورق قد تم وضعه في محلول شبه وتم تجفيفه.


وأضاف أن دارسي العلوم يعرفون أن وضع كحول ايثيلي فوق سطح الماء يؤدي للاشتعال وأن تفسيره لحراق القطن والملابس أنه يتم تشبع القطن بالملح ثم يرش بكحول اثيلي فيشتعل دون الحاجة لمصدر نار، مشيراً إلى أن السحرة يستخدمون شرائح ماغنيسيوم تشتعل في الهواء بمجرد وجودها في الأكسجين وكذلك يمكن استخدام صوديوم ميتل على صور قطع ويوضع في مكان فاتر أو رطوبة فيحدث اشتعال مصحوب بحرارة ودخان .


ولفت عامر إلى أن المجندين القدامى في الجيش كان يتم توزيع كيس به حجارة كان اسمه الحجر الأبيض عليهم ضمن المهمات  ،كان الجنود يستخدمونه في عمل الشاي في البرد القارص بدلا من الجاز والسبرتو وهذا الحجر يمكن طحنه في صورة بودرة ويرش على المراتب والأقطان ويتفاعل مع الجو ويشتعل، كما أكد أن السحرة يستخدمون الصوديوم حين يضعونه في طبق به رمل وبخور وبمجرد كشف الصوديوم من تحت الرمل يشتعل مع الهواء والرطوبة وهناك مركبات صغيرة من قطع الصوديوم حين تلقيها في ماء تحدث اشتعالا وهو ما يحاول الساحر إفهام الناس أنها عين عفريت تشتعل وقال إن رش ماء النار على الملابس أو المراتب والأخشاب تعطي نفس نتائج الحريق دون اشتعال.


كما أكد أن في الأرياف توجد مسطحات مائية في المجاري تتخمر فيها غازات نقية شديدة الاشتعال ناتجة من تكاثف الغازات وتسبب حرائق عند مصارف مائية بالتفاعل مع الجو وكثير من المواد المتحللة يمكنها الاشتعال فوق سطح الماء إذا تراكمت بشكل مكثف فترة طويلة .


وأخيرا أكد عاطف عامر أنه يمكن عمل دخان ونار من حفرة داخل منزل كأنها نار فوهة بركان بطريقة بدائية بسيطة ويقوم بها الدجالون لإيهام الناس أن البيوت مسكونة من الجن حيث يقومون بعمل حفرة صغيرة داخل المنزل أو المزرعة بعمق 25 سم ويوضع بها مسحوق كبيرت مع برادة حديد ناعمة وماء عادي ليصبح الملخوط في صورة معجون ويدفن هذا المزيج في الصباح الباكر في الحفرة وبعد 10 ساعات ومع درجة حرارة ساخنة ترى الأرض تشق محدثة فوهة بركان تخرج منها نيران ودخان أصفر مائل للسواد تثير الفزع والذعر بين الناس.

 

اقرأ أيضا: «اخترقنا فيلا حسن راتب وصورنا جلسات الدجل والشعوذة».. نفتح ملف فساد نائب الجن وصاحبه


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة