صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«سي آي إيه» تسعى لحماية عملائها السريين الأفغان بعد الانسحاب الأمريكي

أ ش أ

السبت، 03 يوليه 2021 - 01:01 م

قالت دورية "إنتلجنس نيوز" الأمريكية المتخصصة في الشأن الاستخباري ومكافحة التجسس، إن العملاء السريين للاستخبارات الأمريكية المركزية "سى أي ايه" في أفغانستان سيكونون في خطر محقق بعد خروج القوات الأمريكية من كابول بحلول الحادي عشر من سبتمبر و أن الاستخبارات المركزية تعمل حاليا على تأمين مصيرهم بعد الانسحاب العسكري الأمريكي. 

وأشارت الدورية - التي تصدر في واشنطن - إلى أن أنشطة وعمليات الاستخبارات المركزية الأمريكية في أفغانستان هي المكون الأعظم في الدور الأمريكي في هذا البلد الواقع في وسط آسيا حيث كانت " سي أي ايه " تباشر تشغيل و إدارة الآلاف من العملاء السريين في كافة المناطق الأفغانية ممن سيكونون لا محالة عرضة للانتقام من الحركات المسلحة في أفغانستان " كخونة" بعد انتهاء التواجد الأمريكي المهيمن في هذا البلد. 

ولفتت إلى ما وصفته "بالاعتمادية الكبيرة للاستخبارات الأمريكية على العملاء المحليين الأفغان منذ اللحظة الأولى لتدشين مكتب (سي أي ايه) على الأراضي الافغانية" وقالت إن العملاء منهم من كان عمله سريا و منهم من كان عمله معلنا كمسهلين لعمليات الاستخبارات الأمريكية مقابل مدفوعات نقدية سخية كانو يتقاضونها. 

وتدرس الإدارة الأمريكية حاليا منح تأشيرات هجرة خاصة لكل من تعاون مع الاستخبارات الأمريكية من الأفغان كعملاء سريين واتسم أداؤه "بالمصداقية والجودة" إلا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" نبهت إلى أن استخراج تأشيرات الهجرة الخاصة هو أمر يحتاج لوقت طويل وإجراءات معقدة في أروقة البيروقراطية الأمريكية قد لا يسعف موعد الانسحاب الأمريكي في سبتمبر القادم إتمامها. 

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر في الخارجية الأمريكية أن كشوفا بأسماء 18 ألف من عملاء الاستخبارات الأمريكية من المتعاونين المحليين الأفغان مطلوب استخراج تأشيرات لهم من هذا النوع و معظمهم تمت الإشارة إليه بأسماء "حركة " لحمايتهم من الانكشاف وتعريضهم للانتقام. 

وقالت دورية "ديفنس نيوز الأمريكية" في تقرير لها حول هذا الموضوع إن مصير العملاء السريين للاستخبارات الأمريكية في أفغانستان كان أحد بنود المحادثات التي عقدها الرئيس الأفغاني أشرف غني في واشنطن مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، آواخر الشهر الماضي حيث كانت واشنطن قد انتهت بالفعل من سحب نصف قواتها العاملة على الأراضي الأفغانية بينما تتعالى المخاوف من انتكاس الحالة الأمنية في أفغانستان مع إتمام الانسحاب الأمريكي وهو ما يشكل خطرا بالغا على عملاء الاستخبارات الأمريكية هناك. 

وتتهم الإدارة الإمريكية حركة طالبان بعدم الوفاء بما تعهدت به لواشنطن من العمل على استباب حالة الأمن في أفغانستان، كما تتهم واشنطن طالبان باستمرار علاقاتها التعاونية مع تنظيم القاعدة الإرهابي وغيره من التنظيمات المسلحة على الأراضى الأفغانية. 

وقال المراقبون – وفي مقدمتهم ديبورا لوينز المبعوث الأممي الخاص لأفغانستان – إن استقراء واقع العنف في أفغانستان يؤكد صحة الاتهامات الأمريكية لحركة طالبان فخلال الربع الأول من العام الجاري زاد عدد القتلى المدنيين نتيجة الهجمات المسلحة للميليشيات المسلحة الأفغانية بنسبة 29 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام 2020، مضيفا أن جائحة كورونا قد خلقت مناخا مواتيا للميليشيات الأفغانية لكي تستأنف أنشطتها المفضلة في قتل المدنيين و ترويعهم وهو ما دفع بعض المراقبين إلى توقع سقوط أفغانستان مجددا في أيدي الميليشيات الإرهابية التكفيرية في غضون ستة أشهر أو عام على الأكثر بعد الانسحاب الأمريكي. 

وقال دافيد سيدني نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكى لشئون أفغانستان و باكستان ووسط آسيا في الفترة من 2009 وحتى 2013، إنه لا يستبعد أن تواصل الحكومة الأفغانية مساعيها لدى الإدارة الأمريكية لإبطاء سحب القوات الأمريكية من الأراضى الأفغانية قدر الإمكان و لحين الانتهاء من تجهيز القوات الأفغانية لتولي المهام الأمنية اعتمادا على ذاتها. 

تجدر الإشارة إلى أن حلف شمال الأطلنطي يدرس حاليا تدريب قوات الجيش والأمن والشرطة في أفغانستان على مكافحة الإرهاب في معسكرات تدريبية خاصة تقام خارج الأراضى الأفغانية ووضع ذلك موضع التنفيذ بأسرع ما يمكن ، وهو ما أكده الجنرال تود والترز قائد القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا التابعة لحلف شمال الأطلنطي أمام مؤتمر المجلس الأطلسي في الرابع عشر من يونيو الماضي. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة