مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

يا عزيزى كلنا «فتايين»

الأخبار

السبت، 03 يوليه 2021 - 06:15 م

أتحداك إن سألت سؤالا تستفتى فيه إلا وجدت العشرات من حولك يفتونك.. بل ويكفى أن تدخل أحد مواقع التواصل الاجتماعى إلا وتجد من يقول لك حلال وحرام ومستحب ومكروه.. هذا فى حين أننا إذا عرفنا بالشروط الواجب توافرها فيمن يتصدر للفتوى من علم بكتاب الله ومعانى الآيات والأحاديث الشريفة ومفردات وقواعد اللغة العربية ودلالات الألفاظ لاختفى «أبوالعريف» وما فتحنا أفواهنا إلا للأكل والشرب فقط.
ولعل الحكم النهائى بحظر الافتاء من غير المتخصصين والذى أكدت عليه محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة منذ أيام إنما جاء لمواجهة من يفتون بقلب مطمئن ودون علم ومن لديهم الجرأة على اعتلاء المنابر من غير الحاصلين على ترخيص من الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف فالفتوى لا يمارسها العوام وليست اجتهادا شخصيا ولكنها للراسخين فى العلم ومن أفنوا أعمارهم فى دراسة علوم الدين ولا يقولون على الله ورسوله ما لا يعلمون.
ويعرفون جيدا أن «نصف العلم لا أعلم».
ويعلم الله وحده ماذا يكون موقف «أبوالعريف» إذا علم أن الإمام مالك إمام دار الهجرة وصاحب أحد أبرز المذاهب الفقهية قال إن من فقه العالم أن يقول لا أعلم ومن قال لا أدرى فقد أفتى وقد جاءه رجل يسأله فى مسألة فقال لا أدرى فقال جئت إليك مسيرة ستة أشهر فقال ارجع بلدك وقل سألت مالكا فقال لا أدرى.. وعندما سألوه فى أربعين سؤالا رد بلا أعرف على 32 منها كما أنه لم يجلس للفتوى قبل أن يجيزه عليها سبعون عالما.. أما الإمام على كرم الله وجهه وهو من وصفه رسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» بمدينة العلم فقد قال لا يستحى من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول «الله أعلم».. ليتنا نستحى بعد هذا الحكم القضائى الملزم فلا نفتى بما لا نعلم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة