جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

هوس الآثار..حديث الصباح والمساء

جمال حسين

السبت، 03 يوليه 2021 - 06:20 م

 

لم أندهش كثيرا وأنا أطالع أخبار القبض على نائب الجن والعفاريت علاء حسانين وعصابته التى تضم ٣٥ متهما من بينهم رجل الأعمال حسن راتب..وأعتقد أن القبض عليه تأخر كثيرا ليس بسبب الآثار وحدها بل على الاقل بتهمة ممارسة الدجل والشعوذة الثابتة بالفيديوهات التى يبثها بنفسه على صفحته الشخصية وزعمه انه ملك الجن والوحيد القادر على ترويض العفاريت لدرجة ان الكثيرين استعانوا به لفك السحر والاعمال وتزويج العانسات وامتد نشاطه إلى كرة القدم لدرجة ان المسئولين بنادى الزمالك اصطحبوه معهم إلى المغرب للتبارك به اثناء لقاء الفريق ضد الوداد البيضاوى فى بطولة كأس افريقيا للأندية أبطال الدورى حتى يحمى شباك مرمى الزمالك من استقبال أى أهداف وتوجيه أقدام لاعبى الزمالك نحو مرمى الخصم واحتفى به اللاعبون والجهاز الفنى ووقفوا يلتقطون معه الصور التذكارية التى وضعها على صفحته لجذب المزيد من الضحايا والمريدين الحالمين بالمناصب المرموقة على طريقة " عبده مشتاق "
قد لا أكون مبالغا إذا أكدت أن جنون البحث والتنقيب عن الآثار بل وتهريبها أصبح الشغل الشاغل للراغبين فى الثراء السريع لأن تجارة الآثار تدر أرباحا تفوق الاتجار فى المخدرات والمستجدون فى هذا المجال رفعوا شعار قطعة واحدة تكفى..فثمن جعران أثرى واحد لا يتخطى طوله 30 سم قادر على شراء شقة وسيارة وتأمين مستقبل الأبناء
لذلك باتت حمى التنقيب عن الاثار فى باطن الأرض صداعاً يؤرق الأجهزة الأمنية خصوصاً فى صعيد مصر وانتشرت ظاهرة الحفر داخل المنازل القديمة لأعماق كبيرة تتجاوز الـ 11 متراً مما تسبب فى انهيارها حيث جن جنون البعض عندما شاهدوا بعض الفقراء تظهر عليهم علامات الثراء المفاجئ وعندما سألوا عن سر ذلك تكون الاجابات الجاهزة " إنها تجارة الآثار " التى تفوق أرباحها تجارة المخدرات والسلاح.
الدجالون وجدوا ضالتهم لدى الباحثين عن الكنز واحترفوا هذه المهنة حيث يتم استضافتهم على نفقة أصحاب المحل الذين يغدقون عليهم بالأموال لحل الرصد وجلب الجن السفلى الحارس على تلك الأمانة الأثرية ولا يكلفهم ذلك سوى البخور والزئبق وأحياناَ جهاز GBS يزعمون أنه يكشف عما فى باطن الأرض من كنوز وآثار.
لا يكاد يمر يوم إلا ويسقط ضحايا للتنقيب عن الاثار وكأنهم يحفرون قبورهم بأيديهم وأرفض مبرر الأهالى بأن ما يدفعهم لذلك انتشار الفقر، وزيادة معدلات البطالة.
التنقيب عن الاثار أصبح مثل حكاوى القهاوى وهناك قصص تروى يشيب من هولها الولدان عن أسماء مرموقة ترعى عمليات التنقيب وتتولى عمليات النقل والتهريب بقطع الكهرباء ليلا..ولا يمكن ان ننسى واحدة من أشهر قضايا سرقة وتهريب الآثار التى تورط فيها دبلوماسيون إيطاليون قبل عامين بمحاولة تهريب ٢٢ الف قطعة أثرية فى حاوية دبلوماسية من مدينة الإسكندرية.
بالتاكيد رجال مباحث القاهرة يستحقون التهنئة والتحية لنجاحهم فى الكشف عن أخطر عصابة للتنقيب وتجارة الاثار يقودها نائب الجن والعفاريت علاء حسانين..التحية واجبة للوزير النشط محمود توفيق الذى شهدت الشرطة نهضة عصرية فى عهده..الشكر واجب لرجال لمباحث العاصمة بقيادة داهية وديناموالبحث الجنائى اللواء نبيل سليم مديرالادارة العامة مباحث القاهرة الذى يعمل فى صمت وحقق نجاحات كبيرة فى تقليل معدلات الجريمة فى القاهرة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة