الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف


جمعة: حسن الخاتمة غير مقصورًا على أعمال العبادات فقط

كرم من الله السيد

السبت، 03 يوليه 2021 - 11:02 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن الأعمال بخواتيمها ، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله ، وختم له بحسن العاقبة
واستشهد الوزير في تدوينه له علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي " الفيسبوك "، بقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا "(سنن ابن ماجة).

 

ولفت الوزير إلي أن النبي  (صلى الله عليه وسلم) كان  يقول :" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَطَاعَتِكَ "، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ الله : إِنَّكَ تُكْثِرُ أَنْ تَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَطَاعَتِكَ "، قَالَ : "وَمَا يُؤَمِّنِّي، وَإِنَّمَا قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْ الرَّحْمَنِ ، إِنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَّبَهُ "(مسند أحمد).

 

وأضاف جمعة أن نبينا (صلي الله عليه وسلم) قال: " كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ , وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ , فَيَقُولُ: أَقْصِرْ  فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ , فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ , فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي , أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟، فَقَالَ : والله لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ اللهُ أَرْوَاحَهُمَا , فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا ؟ , أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟، وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ" , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ " (مسند أحمد). 


وأوضح الوزير أن القـرآن الكريم ضرب مثـلاً لسـوء العـاقبـة فيقـول تعالى: " أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" (البقرة : 266). 


     ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بَعَثَهُ الله عَلَيْهِ" (مسند أحمد) ، فالشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يثغب دمًا ، اللون لون الدم، والريح ريح المسك ، ومن مات حاجًّا بُعِثَ يوم القيامة مُلبيًا ، وهكذا في سائر أعمال الخير , فلينظر كل واحد منَّا في الحال التي يرجو أن يبعث عليها ، ولو فكر كل واحد منَّا في ذلك جيدًا فيما يجب أن يرى نفسه عليه ، وما لا يجب أن يرى نفسه عليه عند لقاء الله (عز وجل) يوم القيامة لما أقدم على عمل سوء أو منكر أو قبيح قط ، ولا اجتهد أن يكون على الصورة التي يحب أن يلقى الله (عز وجل) عليها . 

 

وليس الأمر في حسن الخاتمة مقصورًا على أعمال العبادات من صلاة وصيام وحج ودعاء وذكر وقراءة قرآن ، أو محصورًا في هذه الأمور فحسب، إنما حسن الخاتمة يتجاوز ذلك إلى كل عمل يقوم به الإنسان ، فمن كان يكفل يتيمًا فلا ينبغي أن يتركه في منتصف الطريق بلا عذر، إنما عليه أن يأخذ بيده إلى أن يبلغ رشده ويقوى على حمل أمره ، وكذلك من يقوم على شأن طالب علمٍ فقيرٍ ، فليجتهد أن يواصل الخير معه إلى أن يحصل على أعلى الدرجات العلمية ما دام هذا الطالب مؤهلاً لذلك ، وكذلك من يعمد إلى بناء مسجد أو مشفى أو دار سكن لإيواء غير القادرين أو أطفال الشوارع أو سكان بعض العشوائيات ، كل هؤلاء عليهم ألا يتوقفوا في منتصف الطريق وألا يصابوا بالفتور ، إنما عليهم أن يواصلوا العمل ما وسعهم ذلك , وكذلك حال من يعلم العلم أو الفقه أو القرآن الكريم .


     
واستطرد الوزير كلامه قائلاً:  وليدرك الإنسان أنه كلما دنا أجله كان أكثر حاجة أن يبذل جهدًا أكبر في الخير ، نسأل الله (عز وجل) أن يوفقنا لعملٍ صالحٍ ثم يقبضنا عليه غير ضالين ولا مضلين ، ولا مغيرين ولا مبدلين ، ولا فاتنين ولا مفتونين ، وأن يتقبل صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا ، وأن يرزقنا الدوام على طاعته , فخير الأعمال ما داوم عليه صاحبه وإن قلّ.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة