أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات
أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات


أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

شاهندة أبو العز

الأحد، 04 يوليه 2021 - 09:18 ص

شيماء تحدت مرضها النادر بالكروشيه: «حلمى يكون عندى جاليرى باسمى»

محمود حصد المركز الأول ببطولة الجمهورية لعام 2021 لمسابقة الفروسية رغم بتر قدمه .. وأسس فريق كرة قدم للمبتورين


 

على نغمات «أنت استثنائي» تنسج الكثير من القصص والأحلام التي تتحقق بالعزيمة والصبر والإصرار، فلكل منا حكايته مع حلم، فبالرغم من اختلاف القصة وتفاصيلها واختلاف المعاناة استطاع ذوي الاحتياجات الخاصة أن يحققوا المعادلة الصعبة للحصول على لقب أبطال استثنائيين.. ربما يحسب البعض إعاقتهم تشكل فارق عن غيرهم من الأسوياء، ولكن الواقع دومًا يثبت أنهم آملون متحدون، بل قادرون على تخطي المستحيل وغير الممكن بالنسبة للآخرين.

«الأخبار المسائي» ترصد بعض قصص نجاح ذوي الهمم 

 

فريق كرة قدم للمبتورين

في سن السادسة من عمره تعرض (محمود عبدالعظيم) 31 عاماً لحادث على الطريق فقد على أثره الرجل اليمنى لم يعلم حينها أن إعاقتة ستتسبب فى تنمر بعض أصدقائه عليه، ليقرر مواصلة تعليمه حتى الإعدادية وبعد ذلك النزول إلى مجال العمل، ليثبت لكل من حوله أن لا ينقصه شئ، ليعمل في البداية كصبي حداد لمدة عام، وتوالت الأعمال بجانب الدراسة والمذاكرة حتى تخرج من كلية حقوق جامعة عين شمس.

 

لم ينسى محمود طيلة هذه المدة حلمه أن يصبح لاعب كرة قدم طالما راوده ذلك الحلم طيلة سنوات الدراسة فكان يدرب نفسه على لعب الكرة بالعكازين مع أصدقائه بالشارع، وحضور ماتشات الأهلي والمنتخب في الأستاد، حتى قرر والده أخذه إلى النادي للإلتحاق بإحدى الألعاب المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق البطولات.

 

يروي محمود قائلاً: كنت بروح النادي واقف أمام ملعب كرة القدم وأشاهد لاعبيه وأحلم باللعب معهم، ورغم إلتحاقي بالسباحة كنت بهرب من التمارين علشان أراقب بيلعبوا إزاي.

 

وتابع محمود: «المدرب لاحظ وجودي يومياً في مواعيد التدريب ليقرر تدريبي مع الفريق، واستمريت في ذلك 3 سنوات تدريب حتى أكتشفت أن مشاركتي معهم كنوع من الشفقة وجبر خواطر على حالتي».

 

قرر محمود، أن يحول الحلم إلى حقيقة ويشارك بمشاركة رسمية في ألعاب كرة القدم، وبدأ تأسيس أول فريق كرة قدم للمبتورين لها كأس العالم وكأس أمم أوروبا، وذلك عقب انتشار صورته على الحساب الرسمي للفيفا كأفضل صورة لعام 2017 بعد فوز مصر على منتخب الكونغو في تصفيات كأس العالم.

 

يحترف محمود حالياً في الدوري التركي لكرة القدم للمبتورين، حتى يتم تأسيس أول فريق رسمي لكرة القدم للمبتورين في مصر. 

 

اللعب بالخيوط

لم يتوقع والديها «أن هذا المرض الوراثي النادر في الأعصاب سوف ينتقل لـ ابنتهما الصغرى فمثل أي طفل صغير يخطوا خطواته الأولى يقع كثيراً، ولكن الأمر كان متزايداً مع شيماء سعيد صاحبة 28 عاماً الآن، حيث لاحظ الأب وهي في سن الرابعة أن ابنته تقع كثيراً أثناء الحركة، ليذهب بها إلى المستشفى ليتأكد من إصابتها بمرض نادر في الأعصاب بسبب عامل وراثي يتسبب في حركات لا إرادية بالجسم وضعف في الأعصاب.

لم تدرك شيماء وهي صغيرة معنى مرضها وكيفية التعامل معه، حتى دخولها المدرسة وإدراك نظرات الناس لها بالاختلاف، حتى تخرجت شيماء من كلية أداب قسم فلسفة جامعة الإسكندرية عام 2013، بعد معاناة مع المرض الذي يتسبب في عدم ثبات حركتها وعدم السير بشكل طبيعي، مما يجعل البعض يلقى علي أذنيها بعض جمل التنمر مثل ( يارقاصة أنتي اللي زيك تستخبي في البيت).

 

لم تكل أو تمل شيماء عن البحث عن فرصة عمل مناسبة مثل إي شابة في ربيع عمرها، ولكن مع كل فرصة كانت تقابل بالرفض بسبب مرضها، فلا أحد يتقبل توظيفها بسبب حركات جسمها غير الإرادية، حتى قررت اعتزال العالم الخارجي.

 

تحكي شيماء: قررت أن أظل في البيت سنة كاملة بسبب الخوف من الناس وعدم تقبلهم لاختلافي وكل لما تشوفني الناس تبدأ تسمعني جمل علي شاكله (الله يكون في عونك) و( ربنا يشفيكي) كنوع من الشفقة على حالتي، والبعض الآخر يتهمني إنني أسير بهذه الطريقة متعمدة.

 

عزيمة شيماء على خلق فرصة عمل مناسبة لها وقدرتها جعلتها تسترجع حصص الاقتصاد المنزلي وشغفها بالكروشية والأعمال اليدوية (الهاندميد)، لتدخل على مجموعات تعليم الكروشية على موقع التواصل الاجتماعي -الفيسبوك- و تتعلم وتطور من ذاتها حتى باتت تلعب بالخيوط وتصمم منها كل شئ.

 

دعم العائلة والأصدقاء لشيماء في بداية طريقها كان طرف خيط مساعد في استكمال ما بدأته، فبدأ أصدقاءها شراء ما تصنعه من شنط أو ألعاب، حتى توفر لها فرصة في معرض (تراثنا) للحرف اليدوية تحت رعاية رئيس الجمهورية، والذي أثنى على أعمالها في المعرض.

 

تقول شيماء: ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قدرات فائقة و استثنائية ويجب على المجتمع تقبل اختلافاتهم، وتابعت حلمي يكون عندي جاليري بأسمي للكروشية.

 

فارس الـ50 معركة

 

أصيب محمود سامح وهو في سن الـ5 سنوات بأشرس أنواع السرطان في العظام، لتبدأ رحلة العلاج مبكراً وهو لم يتخط سنواته الأولى في الحضانة ليظل ذلك لمدة عام كامل ما بين مستشفى سرطان 57357 وبين جرعات الكيماوي المستمرة، حتى قرر الطبيب خضوعه لأول عملية في عام 2015.

 

ظل محمود يخضع لأكثر من عملية حتى وصل إلى 50 جراحة خلال 5 سنوات خسر قدمه أثناء حربه ضد السرطان؛ حيث قرر الطبيب المختص بتر القدم لإنهاء السرطان.

 

وأثناء تلك المعارك التي كان يخوضها محمود ذو 13 عاماً كان شغفه بالفروسية وترويض الخيل يصاحبه وظلت عزيمته أن يصبح فارس شرارة تنتظر إشعالها.

 

لم يبالي محمود لما يقوله بعض الزملاء والجيران من كلمات تنمر كـ(أبورجل ونص- يابو رجل حديد- أنت ناقص)، ليقرر بدأ أول تدريب فروسية مع إحدى المدربين؛ حيث وثق المدرب الكابتن محمد رمضان في حبه وشغفه وإصراره على الفروسية ليصل خلال عام من التدريب إلى مستوى عالي جداً من الاحترافية.

 

إقرأ أيضًا |  إنقاذ شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ونقله لمؤسسة رعاية

 

يقول محمود: الناس استغربت إنى عايز أدرب فروسية وأنا باتر رجلي والخيل محتاج ناس اصحاء للتحكم في حركاته، لكن تصميمي على النجاح كان أكبر من كلام وآراء أي حد. اليوم وبعد تدريب مكثف استطاع محمود المشاركة في أول مسابقة للفروسية تابعة لاتحاد الفروسية وتحقيق مركز أول ببطولة الجمهورية لعام 2021 أمام الكثير من الفرسان الأسوياء المشاركين في المسابقة.

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

 أنت استثنائى.. بطولات تُولد من رحم الإعاقات

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة