سامح الصريطى
سامح الصريطى


سامح الصريطى: القطاع الخاص يـُنتج أعمالا تخاطب الغريزة

آخر ساعة

الأحد، 04 يوليه 2021 - 09:58 ص

محمد خضير 

فنان موهوب من طراز رفيع، فهو ملك الأدوار التراجيدية والأداء السهل الممتنع، إنه الفنان القدير، سامح الصريطى، الذى تألق فى العديد من المسلسلات أبرزها «هى والمستحيل، هذا المصير، الشوارع الخلفية، الباحثة، عودة تعلوب، شيخ العرب همام، وغيرها»، كما قدم العديد من الأفلام مثل «رجل اسمه عباس» و«الدباح» و«دليل الاتهام» و«أيوب» و«لعبة الكبار» و«ملاكى إسكندرية» و«بوبوس» و«أدرينالين»، وغيرها الكثير..

حول تألقه فى رمضان الماضى، فى مسلسل «الاختيار 2»، ومشواره الفنى الحافل بالنجاحات كان لنا معه هذا الحوار..

> سألناه، لماذا يكون لك دائمًا حسابات تستغرق وقتًا طويلًا قبل اختيار أدوارك؟

ــ لأننى أحرص على اختيار أعمالى بعناية شديدة، وأبحث عن الذى يضيف لى ويؤثر فى المشاهدين، وأرفض المشاركة فى أى أعمال لمجرد التواجد.

> وهذا ما يجعلك ترفض التواجد كضيف شرف؟

ــ ضيف الشرف، إذا كان محرِّكا للأحداث فهو مقبول دون اعتراضات، ولكننى أرفض التواجد كضيف شرف من أجل المجاملات.

> يعنى لا يمكن تجامل؟

ــ وارد أنى أقع فى فخ المجاملات وأضطر لذلك لأسباب وحسابات خاصة، فمثلا شخص قريب أو مقتنع به بشرط ألا يكون على حساب القيمة أو تاريخى الفنى.

> لكنك شاركت فى «الاختيار 2» كضيف شرف؟

ــ كان دورا فى حب الوطن والمشاركة فى عمل قومى يوثق لما حدث خلال حكم الإخوان، ودورى يكشف ما حدث فى هذه الفترة، وظهور بعض القيادات التى تحاول هدم البلاد من خلال أفكارهم وكيفية ضم أكبر عناصر للجماعة.

> وما حقيقة ما تردد عن رفضك المشاركة فى البداية؟

ــ لم يكن رفضا بل محاولة لفهم الدور وتركيبة الشخصية ومساحتها فى أحداث المسلسل، والسوشيال ميديا ضخمت الموضوع دون معرفة تفاصيل جلسة التعاقد التى تم فيها الوقوف على كافة تفاصيل الشخصية، وتفهمت ذلك بأن المشاركة قائمة على المسلسل كضيوف شرف لعدد كبير من النجوم كلٌ حسب دوره وشخصيته التى يقدمها وفى النهاية وافقت لأننى أعجبت بالشخصية.

> وما اعتراضك على ضيف الشرف؟ ولماذا شاركت كضيف فى «بوبوس» و«اللى بالى بالك»؟

ــ الاعتراض من وجهة نظرى مبنى على وجود الضيف لملء مساحة، فأرفض أن أكون «فاسوخة» فى العمل، وأسعى أن أكون حجرا فى بناء عمل مهم وأرفض أن أكون عمودا مسلحا فى ملهى ليلى، وبالنسبة لـ«بوبوس» و«اللى بالى بالك» فالضرورة الدرامية كانت تستدعى ذلك دون النظر لمساحة الدور.

> هل توقعت ما حققته شخصيتك بـ«الاختيار 2» من نجاح؟

ــ فوجئت برد فعل البرومو عند إذاعته لأنه حقق نجاحا كبيرا، والموضوع خوفنى أكتر ورعبنى وازداد خوفى من صدمة البرومو خصوصا الجملة التى قيلت والتأثير الذى تركه على السوشيال ميديا جعلنى أتخوف من رد الفعل بأن أكون فى العمل أقل من رد فعل البرومو، وهل سأترك نفس تأثير البرومو أم لا؟ لكن الحمد لله رد الفعل كان قويا واقتنعت جدا بالشخصية لأنها خرجت بالشكل الذى يرضينى.

> ما أغرب تعليق تلقيته على تجسيدك لشخصية محمد كمال؟

ــ فوجئت بمكالمة بعد حلقة التصفية من الدكتور حسين أمين، وعرّفنى بنفسة وقال لى: «إنت قابلت الدكتور محمد كمال؟ أصل مع أول ظهور لك اعتقدت إنك هو وأن المشهد تسجيلى، وهل جلست معه أم لا حتى تخرج بهذا الشكل؟»، فقلت أنا أجتهد على قدر المستطاع ثم يأتى التوفيق من ربنا وسعدت جدا من رد الفعل لأن الدكتور حسين كان زميلا له وعلى دراية ومعرفة به.

> ما العمل الذى ندمت على اعتذارك عنه؟

ــ فى بداية حياتى الفنية، كان مسلسل «الشهد والدموع»، وكنت قد صورت مشاهد الخارجى، والدور كان عاجبنى جدا وكنت مبسوط بالشخصية وكان بيتصور فى عجمان وحدثت خلافات بين المنتج والمخرج وطلب إنهاء التصوير فى عشر حلقات، وقفلنا المسلسل، وبدأ المخرج إسماعيل عبدالحافظ، يستكمل تصوير المسلسل وكنت وقتها أقوم بتصوير عمل آخر، وطلبت منه تأجيل مشاهدى لكنه رفض لأسباب إنتاجية، وتم الاستعانة بالفنان إبراهيم يسرى بدلا منى، وكان بداية انطلاق نجوميته، وحزنت جدا على الدور ولكننى تمنيت النجاح لزميلى.

> كيف ترى التطور الكبير فى عدد ما يُقدم من أعمال درامية مُقارنة بالسابق؟

ــ مع التطور السريع من الصعب أن نعود للخلف مرة أخرى، فقد كانت تُعرض الأعمال الفنية على قناتين، وتتجمع الأسرة كلها لمشاهدتها، والمسلسل كان يذاع فى العالم العربى ليشكل وجدان الأمة كلها، إلى جانب أن هذا المسلسل كان له دور فى عمل حوار فكرى وعصف ذهنى ومتعة جماعية، فالموظفون على مكاتبهم والطلاب فى مدارسهم، فى اليوم التالى من عرضه يتكلمون عن أحداثه ويتناقشون حوله، بينما الآن انتشرت القنوات وتعددت جهات الإنتاج وباتت لك القدرة على الاختيار، فالتنوع مع اختلاف الأذواق يجعلك ترى الأفضل لك، وكلما زادت عملية الإنتاج وهى صناعة الكل يشتغل ويدخل عملة صعبة وبالطبع ذلك أفضل من العدد المحدود، ونحن نحتاج زيادة فى عملية الإنتاج بشرط التنوع فى المحتوى المقدم والرجوع للأعمال التاريخية وكيفية التوثيق لها.

> كيف رأيت دور السوشيال ميديا فى عدم عرض مسلسل «أحمس»؟

ــ بعد المشهد الحضارى فى موكب نقل المومياوات الملكية، الجمهور لم يكن يقبل بأى أخطاء فنية أو تاريخية، فالمعالجة والمراجعة التاريخية حتمية ومطلوبة لهذه الأعمال، وأعتقد فى مسلسل أحمس لم يكن هناك تقصير إنتاجى، لكن كان هناك استهتار بتاريخنا، ويجب الاهتمام بالتفاصيل لأن تجاهلها مضر خاصة أن الجمهور لن يقبل تزييف الحقائق.

> لكن تظل هذه الأعمال التاريخية مرفوضة من بعض جهات الإنتاج؟

ــ المنتج الخاص لن يقبل عليها، لأنه «مش هيكسب من وراها»، وعلى الدولة أن تؤمن بدور الفن فى بناء الإنسان، ولابد أن يكون من الأولويات أن الثقافة خدمة وليست سلعه وأصرف عليها عشان تبنى الإنسان.

> ماذا عن أوضاع سوق الإنتاج الفنى؟

ــ يحتاج إلى دور الدولة، والمفترض أن تكون رمانة ميزان للأعمال الفنية فتقبل على إنتاج أعمال لا يقبل عليها القطاع الخاص، وستكسب خاصة إذا قدمت أعمالا جيدة، لأن القطاع الخاص لا يلعب إلا على المضمون، ويحرص على إنتاج الأعمال التى تخاطب الغريزة.

> ما الذى أرهقك فى العمل النقابى؟

ــ بعض القوانين التى جعلت يد النقابة مغلولة، وليست قادرة على ضمان حقوق الفنان. 

> ولماذا لم تقم النقابة بالتعديلات المطلوبة؟

ــ كان على وشك تعديل القوانين لكن حصل تغيير نقابى.

> وكيف تضمن النقابة لأعضائها حياة كريمة؟

ــ دور النقابة لا يسمح بفرض الفنانين على المنتجين لكن نضمن لهم حياة كريمة من خلال صندوق التكافل والعلاج، وإذا كان للمحسوبية دور فى دخول الممثل للمجال فلن يصبح نجما إلا بموهبته لأن «الفن بالذات مش محتاج واسطة».

> هل كان لك دور فى دخول ابنتك ابتهال للفن؟

ــ إطلاقا وفاجأتنى بمشاركتها فى أحد الأعمال دون علمى وعند معاتبتها أكدت لى أنها ترفض مساعدتى، وأنها هى التى ستقرر الاستمرار أم لا، وابتهال موهوبة لأن الجينات الوراثية من الأم والأب، ونصيحتى لها دائما أننى أشفق عليها من هذا المجال لأنه ليس به قواعد ثابتة واضحة وأنا شخصيا وقعت فيه كثيرا.

> هل يمكن أن نراك فى مجال بعيد عن الفن؟

ــ طموحى كله فن وأرفض الطموح المادى، ودائما حلمى الوصول لأعلى مستوى فنى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة