ماذا لو؟!
ماذا لو؟!


البستان

ماذا لو؟!

أخبار الأدب

الأحد، 04 يوليه 2021 - 02:41 م

إشراف‭:‬‭ ‬منصورة‭ ‬عز‭ ‬الدين

تثبت‭ ‬إقامة‭ ‬دورة‭ ‬معرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬ريادته‭ ‬وحرص‭ ‬القائمين‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسئوليتهم‭ ‬تجاه‭ ‬عالم‭ ‬النشر‭ ‬وسوق‭ ‬الكتاب‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭. ‬لا‭ ‬نعرف،‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬هل‭ ‬ستنجح‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬بتعويض‭ ‬الناشرين‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬خسائرهم‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬الملزِمة‭ ‬بتنظيم‭ ‬وتحديد‭ ‬أعداد‭ ‬الجمهور‭ ‬الزائر،‭ ‬لكن‭ ‬نتمنى‭ ‬لها‭ ‬النجاح،‭ ‬ونتمنى‭ ‬ولو‭ ‬بعض‭ ‬الانتعاش‭ ‬لصناعة‭ ‬عانت‭ ‬كثيرًا‭ ‬بسبب‭ ‬وباء‭ ‬طالت‭ ‬آثاره‭ ‬السلبية‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تقريبًا‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمنيات‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تنسينا‭ ‬رؤية‭ ‬الصورة‭ ‬الأشمل‭ ‬وملاحظة‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تنتهج‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭ ‬فى‭ ‬تسويق‭ ‬وتوزيع‭ ‬أعمالها،‭ ‬وأن‭ ‬قرابة‭ ‬العام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬لم‭ ‬تدفع‭ ‬معظمهم‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬آثارها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬البيع‭ ‬الإلكترونى‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬مثلًا‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬النشر‭ ‬المشترك‭ ‬والمتزامن‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬أو‭ ‬توسيع‭ ‬سوق‭ ‬التوزيع‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمدن‭ ‬الكبرى‭ ‬فقط‭.‬

بتفحص‭ ‬ملامح‭ ‬سوق‭ ‬النشر‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الفائت،‭ ‬سنلاحظ‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الدور‭ ‬التى‭ ‬واصلت‭ ‬النشر‭ ‬رغم‭ ‬العوائق‭ ‬والتحديات،‭ ‬قليل‭ ‬مقارنة‭ ‬بعدد‭ ‬الدور‭ ‬التى‭ ‬أوقفت‭ ‬نشاطها‭ ‬معظم‭ ‬العام‭. ‬وليس‭ ‬المقصود‭ ‬هنا‭ ‬انتقاد‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬مؤقتًا،‭ ‬فكل‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬محكومة‭ ‬بإمكاناتها‭ ‬المادية‭ ‬وبقدرتها‭ ‬على‭ ‬التوزيع‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬خانقة،‭ ‬فقط‭ ‬محاولة‭ ‬تخيل‭: ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬استمرت‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الخانقة‭ ‬لسنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين‭ ‬إضافىتين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬التشاؤم‭ ‬الشديد،‭ ‬بل‭ ‬احتمال‭ ‬وارد‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحورات‭ ‬الجديدة‭ ‬سريعة‭ ‬الانتشار‭ ‬للفىروس؟‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬هذا؟

لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬والتصرف‭ ‬بناءً‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬قوى‭ ‬اتحادات‭ ‬النشر‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬ومع‭ ‬اتحاد‭ ‬الناشرين‭ ‬العرب‭ ‬والمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬ووزارات‭ ‬الثقافة،‭ ‬لأن‭ ‬أزمة‭ ‬مماثلة‭ ‬تتطلب‭ ‬أيضًا‭ ‬وبالأساس‭ ‬دعمًا‭ ‬ماديًا‭ ‬ومعنويًا‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬لدور‭ ‬النشر‭ ‬والمكتبات‭ ‬وشركات‭ ‬التوزيع‭ ‬والتسويق،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬سوق‭ ‬الكتاب‭ ‬والقراء‭.‬

فى‭ ‬النهاية‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬لمعرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬ناجحة،‭ ‬وأن‭ ‬تحفز‭ ‬بقية‭ ‬المعارض‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذوها‭.‬

م‭.‬ع

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة