على كورنيش الإسكندرية.. مسن يحارب كورونا بـ«مقالب زمان»
على كورنيش الإسكندرية.. مسن يحارب كورونا بـ«مقالب زمان»


حكايات| على كورنيش الإسكندرية.. مسن يحارب كورونا بـ«مقالب زمان»

أحمد ضرغام

الأحد، 04 يوليه 2021 - 07:47 م

خفيف الظل بابتسامته ومداعباته بالشوارع، يوزع البهجة كأنها ورود على كل من يقابله، نوع آخر من جبر الخواطر والتبسم في وجه الغير بطريقة كوميدية في صورة مقلب.

 

صنع «عم السيد»، ذلك الرجل السبعيني، مسرحية كاملة على أرض عروس البحر المتوسط أبطالها هو وضحية المقلب الكوميدي، حاملاً بيده أواني من أشهى المأكولات، يقف بنواصي الشوارع ويتجول بها وفجأة عندما يقابله أي شخص يتظاهر بأن الإناء يسقط من يده وتتغير ملامح وجهه من الحزن إلى الفرح وتتعالى أصوات الضحكات والتصفيق بالشوارع عند اكتشاف خدعته وأنه ليس طعاماً حقيقياً.

 

مُسن يحارب سن المعاش وأجواء الخوف التي صنعها فيروس كورونا والظروف الصعبة بفنه المتميز بشوارع محافظة الإسكندرية.. فعم السيد مواطن سكندري وفنان نحت «دبل آرت» يحول الماكيت إلى قطع ومأكولات كأنها حقيقية.

 

 

ووصل هذا الفنان إلى درجة من الدقة العالية في صنع المأكولات من الماكيت بحرفية ومهنية، ينزل الشوارع لتسلية وقته وصنع أجواء من الفرحة بعمل مقلب كاميرا خفية للمواطنين.

 

«بستحضر الشباب جوايا وبحاول أفرح الناس من ضغوط الحياة جبر الخواطر ورسم البهجة على أوجه الناس نعمة وثواب كبير ومن خلاله بوصل فني للناس بطريقة كوميدية».. هكذا بدأ السيد إبراهيم زين العابدين (74 عامًا) حديثه من مقر إقامته في شارع المسرح بسيدي بشر في الإسكندرية.

 

اقرأ أيضًا| هدية مصرية للمسجد النبوي.. مصحف «نابو» بخط اليد كتب في 10 سنوات

 

يروي الرجل السبعيني قصته الطريفة التي صنعت البهجة بشوارع محافظة الإسكندرية، فيقول: «خبرتي أكثر من 20 عاماً في تشكيل الفوم والماكيت ولدي نزعة فنية شاملة منذ الطفولة، وتدرجت معي من محاولات جادة وهناك أشياء في صناعة الفوم أدت معي بالصدفة».

 

 

ويضيف: «على الرغم من أن شغل الماكيت صعب للغاية ويحتاج إلى مجهود ووقت إلا أنني أجد متعتي به وأفرغ به طاقتي وأصنع به عالمي الفني الخاص، كما أن خيالي الواسع يصل بي إلى نتائج تصل للصورة الطبيعية من كثرة دقتها».

 

ويكمل عم السيد حديثه: «عملت من الفوم والماكيت تورتة وقطع من الجاتوة والجبنه القريش وساندوتشات البرجر وأطباق من الكفتة والسمك والجمبري والبشاميل وبيض عيون وأكبر حجم عملته والأثقل هو صناعة ماكيت جيلاتي ضخم بألوانه المبهجة، وكأنها أطعمة حقيقية، وهذا عمل وفقني فيه ربي ليكافئنى نتيجة تعب ومجهود لسنوات من العمر والتجارب في عمل الماكيتات».

 

ويحكي صانع البهجة: «بعد أن صنعت أكثر من منتج في ورشتي البسيطة بمنزلي، قررت أن أسوق لفني وعملي فأتتني فكرة عمل مقالب في الشارع باستخدام أطعمة الماكيت، وبالفعل نزلت ومعي صينية بها أكثر من منتج وتظاهرت أنها تقع من يدي وفجأة توافد المواطنين ليساعدوني ولكن هنا اكتشفوا أنه ليس طعاماً حقيقياً وإنما ماكيت، وأبدوا إعجابهم بالضحك والانبهار بمنتجاتي خاصة أنها ليست حقيقة وهي خدعة، وهذه كانت أسعد لحظاتي عندما رأيت أن فني مميز وأعجب به المواطنين بالشوارع».

 

 

 

ويختتم حديثه: «أتمنى أن أدرب الشباب وأعلمهم فني، وأن يصل لأكبر عدد من الناس، وأحلم بأن أعمل في مجال الديكورات بالسينما، فالمواد التي يستخدمها ليست مكلفة وهي ألوان وفوم وماكيتات وجبس، والمحتوى الذي يقدمه بالشارع شبيه بالكاميرا الخفيه، وأنصح الجميع أن يعمل وينمي مواهبه ويتحلى بالصبر والعمل».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة