محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

عفوا «نمبر وان» .. ظلمتك!!

محمد البهنساوي

الإثنين، 05 يوليه 2021 - 07:13 م

«الجراحة المطلوبة» .. تحت هذا العنوان تحدثت بمقالى السابق عن خطورة ما يفعله الممثل محمد رمضان على شبابنا .. واصفا تلك الحالة بالزائدة الفنية الملتهبة والتى يجب إستئصالها على غرار الزائدة الدودية بجسم الإنسان .. وقد وصلتنى ردود أفعال كلها تستشعر الخطر الداهم على أبنائنا .. والجميع يشعر بقلة الحيلة لدرء هذا الخطر على شبابنا مؤيدين أنها زائدة تستحق «الجراحة العاجلة».

وقد توقفت أمام تلك الردود التى حملت رمضان جزء كبيرا من الخطر المترصد بأبنائنا .. فكرت في الأمر بطريقة واقعية . لاكتشف فى نهايتها ان الأمر أكبر بكثير من محمد رمضان والهرتلة التى يخرج علينا بها بين الحين والأخر .. بل تكتشف ان رمضان ربما كان ضحية مثل ضحاياه وكلنا جميعا ضحايا لمجهول يدفعنا لمنحدر لا ندرى نهايته.

لن نتحدث عن نظرية مؤامرة .. ولن ندعى وجود  مخطط محكم ينال من العمود الفقرى لأمتنا طالما لم نمسك خيوط هذا المخطط .. لكن لننظر للأمر بواقعية .. هل حال معظم شبابنا على ما يرام ؟ ولنرصد سلبيات عديدة يعانى معظمنا إن لم يكن كلنا منها .. مثلا السطحية التى تحاصر هؤلاء الشباب .. طريقة تفكيرهم واهتماماتهم .. كيف يفكر الشباب وكم منهم يسعى للتميز الحقيقى الذى يفيدهم ويبنى مستقبلهم وبالتالى مستقبل وطنهم .. القراءة التى تكاد تكون فريضة غائبة إلا من رحم ربى .. وسائل التواصل الإجتماعى وكل صور التقدم التكنولوجى كيف نستخدمها ؟ .. بكل أسف معظم استخداماتها تقود للسطحية أيضا رغم أن جوانبها العظيمة لو أحسنا إستخدامها ولنا فى مجتمعات متقدمة المثل بما تحققه من تقدم وبناء بتلك الطفرة التكنولوجية وبجهود شبابها .. فبأى نسبة يتحقق هذا بمجتمعنا؟ 

ولكم نشعر بالصدمة الكبيرة ونحن نرى شباب فى 15 و25 سنة ولا يدرى الكثير عن تاريخنا الحديث ليس القديم .. بطولاتنا وامجادنا فى العقود القليلة الماضية هل يدركها شبابنا جيدا ؟ ويالا الحزن وانت ترى شباب يتساءل عن حرب أكتوبر وما تم فيها .. أو يجهل نجيب محفوظ وأحمد زويل والسادات وعبد الناصر ومحمد نجيب وطلعت حرب وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم .. ولنرصد اهتماماتهم الفنية لنرى ان نجوما بحجم أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم و نجاة وفريد وفيروز خارج اهتماماتهم.

حتى الدين .. لم يرحمنا القدر من بعض جهلاء مدعى التدين والفقه الذين يسطحون الدين ويغرقوننا فى تفاهات من إرضاع الكبير إلى شرب بول الإبل إلى مناقشة اللبس المطلوب والنقاب وتهنئة الأقباط وغيرها من الأمور التى لا تثمن ولا تغنى من جوع معرفة ديننا السمح .. هل هى حملة ممنهجة من عقود لطمس هويتنا المصرية وتغييب إنجازاتنا و انتصاراتنا .. لقد تغير الرمز الذى ينو له الشباب وتبدلت اهتماماتهم ونرى مجال فخرهم ماركة اللبس ونوع السيارة ومكان السكن والأقبال على مستنقع أغانى المهرجانات وأشباهها .. لذا هذا نقول أن محمد رمضان ضحية وليس سببا فهو يتمتع بموهبة فنية فذة .. لكن بسبب عوامل التسطيح والتعرية الثقافية والفنية والإجتماعية لا يدرك كيف يوجه موهبته التوجيه السليم لكن يبقى السؤال .. هل الصورة قاتمة ولا أمل فى الإصلاح .. بالطبع لا فمن بين ضباب الصورة القاتمة تنطلق أشعة ضوء تؤكد أن شبابنا بخير ومن السهل إعادة تقويمه .. بل أن معين مصر لم ينضب من النوابغ فى مدنها وقراها وحاراتها .. واليوم أصبح الأمل كبيرا فى الإصلاح والتقويم.

فالحديث في هذا الأمر في أنظمة حكم سابقة كانت كمن يحرث فى الماء لغياب الإرادة السياسية للتغيير والإصلاح .. لكن الأمر اليوم مختلف تماما.. فالرئيس السيسي فى مقدمة اهتماماته والدولة تسعى حثيثا لإطلاق القدرات المكتومة والمواهب المدفونة داخلهم.. وليست الحكومة فقط المعنية بهذا الأمر لكن الدولة بمفهومها الشامل من حكومة ومواطنين ومؤسسات دينية وتعليمية وثقافية وأرى أننا نسير على طريق الإصلاح فعلا لكن يبقى فقط أن يكون هذا الإصلاح هدف كل أسرة حتى نعدل عمود خيمة مصرنا الغالية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة