الفنانة مديحة كامل
الفنانة مديحة كامل


فصول من كتاب مديحة .. زواج مديحة

أخبار النجوم

الثلاثاء، 06 يوليه 2021 - 09:34 ص

الفصل‭ ‬الثانى‭ ‬‮‬2‮"‬" محمد‭ ‬سرساوى

أسانسير‭ ‬المفاجأت

يبدو‭ ‬المصعد‭ ‬الكهربائى‭ ‬لعمارة‭ ‬“ال‭ ‬قاسم”‭ ‬كان‭ ‬ملئ‭ ‬بالمفاجأت‭ ‬والهدايا‭ ‬لدى‭ ‬مديحة،‭  ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬دور‭ ‬فيلم‭ ‬“‭ ‬فتاة‭ ‬شاذة”‭  ‬الهدية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬إليها،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هدايا‭ ‬متعددة‭ ‬مثل‭ ‬مقابلتها‭ ‬بالسيدة‭ ‬برلنتى‭ ‬العشرى‭ ‬فى‭ ‬المصعد‭ ‬التى‭ ‬اعجبت‭ ‬بها‭ ‬عرضت‭ ‬عليها‭ ‬العمل‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬فى‭ ‬الاتيلية‭ ‬التى‭ ‬تملكه‭ ‬،‭  ‬ويقال‭ ‬أن‭  ‬نجم‭ ‬ادوار‭ ‬الشر‭ ‬الممثل‭ ‬والمنتج‭ ‬حسن‭ ‬حامد‭ ‬حين‭ ‬قابلها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المصعد‭ ‬الكهربائى‭ ‬أيضا،‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بتأليف‭ ‬فيلم‭  ‬أسمه‭ ‬“بأسم‭ ‬الحب”سوف‭  ‬يخرجه‭ ‬السيد‭ ‬زيادة‭ ‬ورشح‭ ‬لبطولة‭ ‬الفيلم‭ ‬النجمة‭ ‬هند‭ ‬رستم‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬مشغولة‭ ‬بالعمل‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬آخر‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فاستقرت‭ ‬البطولة‭ ‬على‭ ‬لبنى‭ ‬عبد‭ ‬لعزيز،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬دورى‭ ‬ثانوى‭ ‬فى‭ ‬الفيلم‭ ‬رشحها‭ ‬له‭ ‬مؤلف‭ ‬القصة‭ ‬وقدمها‭ ‬الى‭ ‬المخرج‭ ‬فنالت‭ ‬الموافقة‭.‬

مشادة‭ ‬مع‭ ‬مخرج‭ ‬الروائع

وحدثت‭ ‬مشادة‭ ‬بين‭ ‬مديحة‭ ‬ومخرج‭ ‬الروائع‭ ‬حسن‭ ‬الإمام،كانت‭ ‬طالبة‭ ‬فى‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬وكان‭  ‬حسن‭ ‬الامام‭ ‬يقوم‭ ‬بتصوير‭ ‬فيلم‭ ‬بين‭ ‬القصرين‭ ‬وكان‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬لتصوير‭ ‬مشهد‭ ‬مظاهرة‭ ‬ورشحها‭ ‬البعض‭ ‬لحسن‭ ‬الامام‭ ‬فحدد‭ ‬لها‭ ‬موعدا‭ ‬وعندما‭ ‬ذهبت‭ ‬

قال‭ ‬لها‭  ‬تعالى‭ ‬يا‭ ‬شاطرة‭ ‬تعرفى‭ ‬تهتفى؟

قالت‭ ‬له‭ ‬طبعا

قال‭ ‬لها‭ ‬عندى‭ ‬مشهد‭ ‬أنت‭ ‬تهتفى‭ ‬والبنات‭ ‬يشيلوكى‭ ‬فى‭ ‬المظاهرة‭ ‬

فوجئ‭ ‬بها‭ ‬ترد‭ ‬عليه‭ : ‬أنا‭ ‬ما‭ ‬اقبليش‭ ‬الشغل‭ ‬ده

فصرخ‭ ‬حسن‭ ‬الامام‭ ‬الله‭ ‬دى‭ ‬عايزة‭ ‬تبتدى‭ ‬بطلة‭ ‬هاتو‭ ‬لى‭ ‬واحدة‭ ‬غيرها،‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬حياتها‭ ‬كومبارس‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬فى‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عام‭ ‬1964

30‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬السجن

‭ ‬شاركت‭ ‬بدور‭ ‬ثانوى‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬“المراهقان”‭ (‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬شوكت‭-‬1964‭) ‬كانت‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬الكادرات‭ ‬التى‭ ‬يظهر‭ ‬فيها‭ ‬عمر‭ ‬“عبد‭ ‬المنعم‭ ‬ابراهيم”‭ ‬وخطيبته‭ ‬مديحة‭ ‬“ليلى‭ ‬طاهر”‭ ‬وهما‭ ‬يتشاجران،‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬تهدئتهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تموت‭ ‬قصة‭ ‬حبهم،‭ ‬وكانت‭ ‬ترتدي‭ ‬جاكت‭ ‬صوفى‭ ‬لونه‭ ‬أسود،‭ ‬ويتسائل‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬ملامح‭ ‬ذلك‭ ‬الجمال‭ ‬غامض؟‭.‬

وكانت‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأدوار‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬“العقل‭ ‬والمال”‭ (‬عباس‭ ‬كامل‭ -‬1965‭)‬،‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬يليه‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬عمرها‭ ‬الأولى،‭ ‬وهى‭ ‬“30‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬السجن”‭ (‬نيازى‭ ‬مصطفى‭-‬1966‭)‬،‭ ‬وكنت‭ ‬بطلة‭ ‬الفيلم‭ ‬أمام‭ ‬الفنان‭ ‬فريد‭ ‬شوقى،‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬أعتبروها‭ ‬اكتشاف‭ ‬لفتاة‭ ‬ستضيف‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وصفوها‭ ‬بأنها‭ ‬تحمل‭ ‬جمال‭ ‬جديد،‭ ‬وحين‭ ‬قدموا‭ ‬أسمها‭ ‬فى‭ ‬تترات‭ ‬الفيلم‭ ‬لم‭ ‬يكتبوا‭ ‬الوجة‭ ‬الجديد‭ ‬بل‭ ‬كتبوا‭ ‬“الوجه‭ ‬الحقيقي‭: ‬مديحة‭ ‬كامل”‭  ‬وفى‭ ‬بروفات‭ ‬الفيلم‭ ‬أكتشف‭ ‬الجميع‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬عن‭ ‬شخصيتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمس‭ ‬فيها‭ ‬المرح‭ ‬والشخصية‭ ‬الودودة‭ ‬ورغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬فنانة‭ ‬موهوبة‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬الغرور‭ ‬لم‭ ‬يصبها‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬الجميع‭.‬

وكان‭ ‬فيلم‭ ‬“‭ ‬30‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬السجن”‭ ‬كان‭ ‬شهادة‭ ‬ميلادها‭ ‬لبطولة‭ ‬الأفلام‭ ‬المطلقة‭ ‬لكنها‭ ‬احترقت‭ ‬من‭ ‬نار‭ ‬الزواج‭. ‬

لفتت‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬الأنظار‭ ‬بجمالها‭ ‬منذ‭ ‬صباها،‭ ‬فحصلت‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬فتاة‭ ‬الشاطئ‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬المسابقات‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬الإسكندرية‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬ووضعت‭ ‬مجلة‭ ‬الكواكب‭ ‬صورتها‭ ‬على‭ ‬الغلاف،‭ ‬بعد‭ ‬نشر‭ ‬صورتها‭ ‬بمجلة‭ ‬الكواكب‭ ‬تلقت‭ ‬عروضا‭ ‬كثيرة‭ ‬بالتمثيل‭ ‬ولكن‭ ‬والدها‭ ‬رفض،‭ ‬لأنه‭ ‬خاف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬الفنى،‭ ‬وكى‭ ‬يرضيها‭ ‬وافق‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء‭ ‬ولكنها‭ ‬ظلت‭ ‬تحلم‭ ‬بفرصة‭ ‬للتمثيل،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬وجدت‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬الحل‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمها‭ ‬بالتمثيل‭ ‬فى‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أصدقاء‭ ‬والدها‭ ‬الذى‭ ‬تقدم‭ ‬للزواج‭ ‬منها‭ ‬ووعدها‭ ‬بأن‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالتمثيل،‭ ‬وكان‭  ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬محمود‭ ‬الريس‭ ‬وكانت‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الثانى‭ ‬الثانوى‭  ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬يكبرها‭ ‬فى‭ ‬السن‭ ‬بسنوات‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الزواج‭ ‬التقليدى‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬سبيلها‭ ‬لممارسة‭ ‬الفن،‭ ‬واستطاعت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬“فتاة‭ ‬شاذة”‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المدارس‭ ‬تسمح‭ ‬بوجود‭ ‬طالبات‭ ‬متزوجات‭ ‬بها،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يسمح‭ ‬بذلك‭ ‬سوى‭ ‬المدرسة‭ ‬القومية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬حامل‭ ‬وكانت‭ ‬بطنها‭ ‬منتفخه‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬عندما‭ ‬كانوا‭ ‬ينظرون‭ ‬المدرسين‭ ‬والطالبات‭ ‬إلى‭ ‬بطنها‭ ‬وبنات‭ ‬المدارس‭ ‬السنتهن‭ ‬طويلة‭ ‬أدت‭ ‬الفنانة‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬امتحانات‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬وهى‭ ‬حامل،‭ ‬وانجبت‭ ‬مريهان‭.‬

ورغم‭ ‬صغر‭ ‬سنها‭ ‬كان‭ ‬تصنع‭ ‬البيت‭ ‬جنة‭ ‬حتى‭ ‬ترضى‭ ‬زوجها،‭ ‬وتشعل‭ ‬حبه‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬له‭ ‬أكلات‭ ‬خاصة‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬خادمتها‭ ‬وطباخها‭ ‬موجودين‭ ‬وكان‭ ‬تقدم‭ ‬له‭ ‬بنفسها‭ ‬ما‭ ‬تنتقى‭ ‬لان‭ ‬الزوجة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬لمسات‭  ‬جرعات‭ ‬الحب‭ ‬توشى‭ ‬بأيام‭ ‬الزوجية‭ ‬ولياليها،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬مديحة‭ ‬على‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وتقول‭ ‬له‭:‬

‭-‬أنا‭ ‬عايزة‭ ‬أكمل‭ ‬دراستى‭ ‬الثانوية‭ ‬والتحق‭ ‬بالجامعة

‭-‬موافق‭ ‬يا‭ ‬حبيبتى‭ ‬

‭-‬عايزة‭ ‬اشتغل‭ ‬بالسينما‭ ‬وعرض‭ ‬الأزياء‭ ‬

‭-‬لا‭ ‬أنا‭ ‬مش‭ ‬موافق‭ ‬على‭ ‬كده‭ ‬

‭-‬أنا‭ ‬بتعلم‭ ‬علشان‭ ‬أكون‭ ‬نجمة‭ ‬سينمائية‭ ‬مثقفة

‭-‬لا‭ ‬مش‭ ‬موافق

على‭ ‬الرغم‭ ‬ن‭ ‬الاختلاف‭ ‬فى‭ ‬المواقف‭ ‬وفى‭ ‬نظر‭ ‬الثرى‭ ‬الكبير‭ ‬لجوانب‭ ‬من‭ ‬رغبات‭ ‬الفاتنة‭ ‬التى‭ ‬أحبها‭ ‬فقد‭ ‬أستمرا‭ ‬فى‭ ‬علاقتهما‭ ‬التى‭ ‬أوصلتهما‭ ‬الى‭ ‬الزواج‭. ‬تم‭ ‬الزواج‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬ورزقت‭ ‬بأبنتها‭ ‬ميرهان‭ ‬الريس،‭ ‬تفرغت‭ ‬للبيت‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬خلالها‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالجامعة،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تنس‭ ‬أحلامها،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬تشعر‭ ‬بالملل،‭ ‬وتشعر‭ ‬بأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬مجرد‭ ‬دمية‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬الرجل‭ ‬الثرى‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مقتنياته،‭ ‬أدركت‭ ‬تدريجيا‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬شئ‭ ‬ثمنا‭ ‬بأنها‭ ‬ضحيت‭ ‬بشبابها‭ ‬وسعادتها‭ ‬وعشقها‭ ‬للفن‭ ‬وبدأت‭ ‬القطة‭ ‬المتمردة‭ ‬فى‭ ‬داخلها‭ ‬تثور‭ ‬وتتمرد‭ ‬وكان‭ ‬اصرارها‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬أو‭ ‬كعارضة‭ ‬أزياء‭ ‬عاودها‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬لأضواء،‭ ‬فوجدت‭ ‬معارضة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬الزوج‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬التقاليد،‭ ‬ودب‭ ‬بينهم‭ ‬خلاف‭ ‬كبير‭ ‬تم‭ ‬احتواءه‭ ‬بصعوبة‭ ‬بالغة‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬احدث‭ ‬شرخا‭ ‬فى‭ ‬علاقتهم‭ ‬الزوجية‭.‬

كانت‭ ‬قد‭ ‬عرضت‭ ‬افلامها‭ ‬الثلاثة‭ ‬الاولى‭ ‬التى‭ ‬قامت‭ ‬فيها‭ ‬بأدوار‭ ‬ثانوية‭ ‬صغيرة،‭ ‬لكنها‭ ‬لفتت‭ ‬اليها‭ ‬انظار‭ ‬السينمائين‭ ‬وبدأوا‭ ‬يعرضون‭ ‬عليها‭ ‬عقودا‭ ‬جديدة‭ ‬لادوار‭ ‬أكبر‭ ‬قليلا،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬تلك‭ ‬العقود‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬شعور‭ ‬الزوج،‭ ‬عادت‭ ‬للعمل‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء،‭ ‬كان‭ ‬الزوج‭ ‬يراقبها‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تدرى،‭ ‬كان‭ ‬شديد‭ ‬الغيرة،‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬عملها‭ ‬بالسينما‭ ‬وعروض‭ ‬الأزياء‭ ‬سيجعلها‭ ‬تلتقى‭ ‬بمن‭ ‬تشاء‭ ‬من‭ ‬الرجال‭  ‬بالتالى‭ ‬سيجعلها‭ ‬محط‭ ‬الانظار‭ ‬وسيسعى‭ ‬الشبان‭ ‬للتقرب‭ ‬اليها‭ ‬واقامة‭ ‬علاقات‭ ‬معها‭ ‬بأى‭ ‬أسلوب،‭ ‬لما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬فتنة‭ ‬وجمال،‭ ‬كانت‭ ‬كلما‭ ‬نشب‭ ‬بينهما‭ ‬شجار‭ ‬تطلب‭ ‬منه‭ ‬الطلاق‭ ‬فيرفض‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ابنتهما،‭ ‬لكنه‭ ‬شعر‭ ‬بالخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يؤدى‭ ‬العناد‭ ‬إلى‭ ‬مشاكل‭ ‬سوف‭ ‬تدمر‭ ‬حياتهم‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭.‬

وتتحدث‭ ‬مديحة‭ ‬مع‭ ‬نفسها،‭ ‬وتقول‭: ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬الانسان‭ ‬“لا”‭ ‬امر‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الصعوبة‭ ‬مسألة‭ ‬الرفض‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬عليها‭ ‬اى‭ ‬انسان‭ ‬وان‭ ‬يدخل‭ ‬الرفض‭ ‬حياة‭ ‬الانسان‭ ‬معناه‭ ‬انه‭ ‬وضع‭ ‬موضع‭ ‬الاختبار‭ ‬وان‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يقرر‭ ‬والقرار‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬نتائج‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فى‭ ‬صالحة‭ ‬وقد‭ ‬تثبت‭ ‬الايام‭ ‬صحة‭ ‬أختياره‭ ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬العكس‭ ‬والرفض‭ ‬معناه‭ ‬ان‭ ‬الإنسان‭ ‬يعيد‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬وهناك‭ ‬رفض‭ ‬داخلى‭ ‬أى‭ ‬ثورة‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬يتبعها‭ ‬تفجير‭ ‬فى‭ ‬التفكير‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الرفض‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬إتخاذ‭ ‬إجرأه‭ ‬وهنا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬خارجى‭ ‬قد‭ ‬يتصدى‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬الظروف‭ ‬أقوى‭ ‬منه‭ ‬قد‭ ‬يواجه‭ ‬به‭ ‬تقاليد‭ ‬متوارية‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬اختراقها‭ ‬وتحطيمها‭ ‬لكنه‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬رفضه‭ ‬واقتناعه‭ ‬بوجهة‭ ‬نظره‭ ‬يصارع‭ ‬ويصد‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬لما‭ ‬يؤمن‭ ‬به‭ ‬مهما‭ ‬كلفه‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬التضحيات‭ ‬والرفض‭ ‬فى‭ ‬بدايته‭ ‬يتكون‭ ‬داخل‭ ‬النفس‭ ‬وقد‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬فيصبح‭ ‬رفضا‭ ‬سلبيا‭ ‬وقد‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬فيصبح‭ ‬رفضا‭ ‬ايجابيا‭.‬

وتحكى‭ ‬مديحة‭ ‬للكاتبة‭ ‬الصحفية‭ ‬عائشة‭ ‬صالح‭: ‬كنت‭ ‬زوجة‭ ‬وأما‭ ‬أعيش‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة‭ ‬لكننى‭ ‬أحب‭ ‬التمثيل‭ ‬وأحس‭ ‬بموهبة‭ ‬كامنة‭ ‬فى‭ ‬داخلى‭ ‬وأعلنت‭ ‬رغبتى‭ ‬للأسرة‭ ‬وقوبلت‭ ‬هذه‭ ‬الرغبة‭ ‬بالاستنكار‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬أسرتى‭ ‬ومن‭ ‬زوجى‭. ‬وأعترف‭ ‬اننى‭ ‬حاولت‭ ‬ان‭ ‬أروض‭ ‬نفسى‭ ‬وأن‭ ‬أقنع‭ ‬عقلى‭ ‬بأنهم‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬وإننى‭ ‬مخطئة‭ ‬لكننى‭ ‬لم‭ ‬أستطيع‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬اقوى‭ ‬منى‭ ‬يرفض‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭. ‬ورفضته،‭ ‬ورفضت‭ ‬أن‭ ‬اكون‭ ‬سلبية‭ ‬فى‭ ‬رفضى‭.‬

قالوا‭ ‬هلى‭ ‬تعرفين‭ ‬النتائج‭ ‬قلت‭ ‬أعرف

قالوا‭ ‬سوف‭ ‬يطلقك‭ ‬زوجك‭ ‬قلت‭ ‬نعم‭ ‬

قالوا‭ ‬ستعلمين‭ ‬ممثلة‭ ‬قلت‭ ‬نعم‭ ‬

ستأخذين‭ ‬طفلتك‭ ‬قلت‭ ‬نعم

وستعيشين‭ ‬بمفردك‭ ‬قلت‭ ‬نعم‭ ‬

كانوا‭ ‬يشهرون‭ ‬فى‭ ‬وجهى‭  ‬سلاحا‭ ‬يليه‭ ‬سلاحا‭ ‬آخر‭ ‬كل‭ ‬سلاح‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يكسر‭ ‬أى‭ ‬إنسان‭. ‬قالو‭ ‬لى‭ ‬هل‭ ‬تعرفين‭ ‬نظرة‭ ‬مجتمعنا‭ ‬للمرأة‭ ‬المطلقة؟‭ ‬قلت‭ ‬أعرف‭ ‬وللمرأة‭ ‬المطلقة‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬بمفردها‭ ‬أعرف‭ ‬وقالوا‭ ‬ولأم‭ ‬المطلقة‭ ‬تحمل‭ ‬إبنتها‭ ‬الصغيرة‭ ‬معها‭ ‬وتعيش‭ ‬بمفردها‭ ‬لتعمل‭ ‬بالفن‭ ‬قلت‭ ‬أعرف‭ ‬تماما‭.‬كل‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يحطم‭ ‬فى‭ ‬الإنسان‭ ‬أي‭ ‬مقاومة‭  ‬لكن‭ ‬مقاومتى‭ ‬لم‭ ‬تتحطم‭ ‬كنت‭ ‬مصره‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬الحياة‭ ‬الرتيبة‭ ‬التى‭ ‬أعيشها‭ ‬وهكذا‭ ‬تم‭ ‬طلاقى‭ ‬وحملت‭ ‬طفلتى‭ ‬وعشت‭ ‬بمفردى‭ ‬ودخلت‭ ‬المجال‭ ‬الفنى‭. ‬وأرجوك‭ ‬لا‭ ‬تسألينى‭ ‬هل‭ ‬سعدت‭ ‬برفضى‭ ‬لحياتى‭ ‬الأولى‭ ‬أم‭ ‬أننى‭ ‬لست‭ ‬سعيدة‭ ‬فأننى‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬الرفض‭ ‬كنت‭ ‬مقتنعة‭ ‬تماما‭ ‬بما‭ ‬أفعل‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬رفضى‭ ‬ايجابيا‭ ‬وهو‭ ‬بالطبع‭ ‬خلاف‭ ‬الرفض‭ ‬السلبى‭ ‬وله‭ ‬مثال‭ ‬سمعته‭ ‬من‭ ‬حوالى‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬أنساه‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬فى‭ ‬زيارة‭ ‬لنادى‭ ‬القصة‭ ‬وقتها‭ ‬وهناك‭ ‬استمعت‭ ‬الى‭ ‬قصة‭ ‬بقلم‭ ‬شريف‭ ‬فتحى‭ ‬والقصة‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬زوجة،‭ ‬زوجها‭ ‬متزمت‭ ‬بشدة‭ ‬فيه‭ ‬صرامة‭ ‬ونظرة‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬زوجته‭ ‬وهى‭ ‬مرتدية‭ ‬ملابسها‭ ‬لتخرج‭ ‬وهى‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬الشقة‭ ‬نظرة‭ ‬منه‭ ‬تجبرها‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬لا‭ ‬نها‭ ‬تحس‭ ‬فيها‭ ‬الشك‭. ‬لم‭ ‬يتكلم‭ ‬لكنه‭ ‬بجملها‭ ‬تعدل‭ ‬من‭ ‬الخروج‭.‬صحيح‭ ‬انها‭ ‬مازالت‭ ‬تحبه،‭ ‬لكنا‭ ‬تحس‭ ‬انها‭ ‬تختنق‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تلوم‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬انها‭ ‬تقبل‭ ‬تلك‭ ‬الحياة‭ ‬وتحس‭ ‬بمدى‭ ‬الظلم‭ ‬الواقع‭ ‬عليها‭ ‬انها‭ ‬ترفض‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬لكنها‭ ‬بسلبيتها‭ ‬لا‭ ‬تحاول‭ ‬تغييرها‭ ‬ويموت‭ ‬زوجها‭ ‬وتحزن‭ ‬عليه‭ ‬بشده‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تحبه‭ ‬رغم‭ ‬طباعه‭ ‬هذه‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬الحداد‭ ‬ترتدى‭ ‬ملابسها‭ ‬وتهم‭ ‬بالخروج‭ ‬وعند‭ ‬الباب‭ ‬تواجه‭ ‬نظرات‭ ‬طفلها‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬النظرة‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬والده‭ ‬ورغم‭ ‬ان‭ ‬الطفل‭ ‬لم‭ ‬يتكلم‭ ‬وأصغر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬عليها‭ ‬تصرف‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬وقد‭ ‬عادت‭ ‬وعدلت‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬وجلست‭ ‬لتبكى‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬وقت‭ ‬منذ‭ ‬سمعتها‭ ‬لا‭ ‬أنساها‭ ‬فهى‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السلبية‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬لها‭ ‬إنسان‭ ‬أقول‭ ‬لها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬القصة‭ ‬محتاجه‭ ‬لايجاد‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل‭ ‬فالسجين‭ ‬أحيانا‭ ‬يخشى‭ ‬مغادرة‭ ‬السجن‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬زوال‭ ‬الأسوار‭ ‬وإختفاء‭ ‬السجان‭ ‬ولقد‭ ‬تكونت‭ ‬القيود‭ ‬داخل‭ ‬نفسه،‭ ‬والرفض‭ ‬نفسه‭ ‬ورفض‭ ‬القيود‭ ‬الموجودة‭ ‬ورفض‭ ‬التقاليد‭ ‬البالية‭ ‬ورفض‭ ‬الشر‭ ‬وممكن‭ ‬يكون‭ ‬لرفض‭ ‬للخير‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬الرفض‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أى‭ ‬مبرر‭ ‬وممكن‭ ‬أن‭ ‬أرفض‭ ‬شيئا‭ ‬الأن‭ ‬ثم‭ ‬اندم‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان،‭ ‬وفى‭ ‬حياتى‭ ‬حالة‭ ‬رفض‭ ‬أعيشها‭ ‬الأن‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬لا‭ ‬داعى‭ ‬لأن‭ ‬نخوض‭ ‬فيها،‭ ‬ولكن‭ ‬الرفض‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شجاعة‭ ‬لان‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬فأنه‭ ‬يضحى‭ ‬بأشياء‭ ‬يمكن‭  ‬أن‭ ‬يحبها‭ ‬وهو‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬ذكاء‭ ‬ليختار‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقبله‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرفضه‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ضمير‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يقول‭ ‬لا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬هذه‭ ‬يتحملها‭ ‬هو‭ ‬ولا‭ ‬تضر‭ ‬غيره‭ ‬وإلا‭ ‬فأن‭ ‬الشجاعة‭ ‬عندئذ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الا‭ ‬يضر‭ ‬احدا‭ ‬الشجاعة‭ ‬والذكاء‭ ‬والضمير‭ ‬عندئذ‭ ‬يقول‭ ‬نعم‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬لا


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة